كشفت المستندات التى حصل عليها "اليوم السابع" والمتعلقة بـكارثة تكسير عصا الملك الفرعونى الشهير توت عنخ آمون، والتى نشرها فى شهر مايو من العام الماضى، أن النيابة تقوم بالتحقيق مع المسئولين فى ترميمها بالصورة الخاطئة، حيث قرر المستشار عادل شاهين، مدير النيابة الإدارية للآثار، إحالة 3 مسئولين بالمتحف المصرى الكبير، للمحاكمة العاجلة، لاتهامهم بإهدار المال العام، وارتكاب مخالفات إدارية جسيمة تسببت فى خسائر مالية للدولة بلغت 20 مليون جنيه، ومن ضمن الإهدار كان تحطيم العصا الأثرية للملك توت عنخ آمون والتى كشف عنها "اليوم السابع" وأنكرت "الآثار" ذلك ثم عادت وحولت المتهمين للنيابة.
وكشف "اليوم السابع" فى شهر مايو 2015 عن كارثة أثرية، وهى تحطيم عصا الملك توت عنخ آمون، الذى تعرضت مجموعة من مقتناياته لكسر من قبل حيث كسرت ذقنه عن طريق الترميم الخاطئ.
وكان مصدر مطلع من داخل المتحف المصرى الكبير "رفض ذكر اسمه"، قال لــ"اليوم السابع" إن هناك قطعتين أثريتين جديدتين تم كسرهما أثناء نقلهما من المتحف المصرى إلى المتحف الكبير، ويتم حاليا ترميمهما بمعمل الأخشاب، بمركز ترميم المتحف المصرى الكبير، بعد توصيات بسرعة الانتهاء منها قبل تسرب الخبر.
وأوضح المصدر أن بيانات العصا من واقع قواعد بيانات وزارة الآثار: توت عنخ آمون "أرقام العصا GEM 15840، SR 813/1، Carter No 236، "الوصف" A pole with curved a pex، تعود للدولة الحديثة تنتمى للأسرة 18، تذهيب على خشب، الطول 158.5 سم".
أما القطعة الثانية فهى: عصا منقولة من المتحف المصرى بالتحرير " Sr 476/3، GEM 12739، "الوصف" A wooden staff which were a part of insignias, and were holding by private and royal person، تعود للدولة الوسطى، المادة خشب، الطول 91 سم.
وأشار المصدر إلى أن الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف الكبير، لم يقدم أى جديد منذ تعيينه، بل تم تسجيل حالات إهمال كثيرة خلال فترة توليه مهام منصبه، نظرا لانشغاله بمعاداة العاملين بالمتحف، وأهمل وظيفته الأساسية تماما وهى الحفاظ على الآثار، مؤكدا أن الإهمال داخل وزارة الآثار لم ينتهِ، فهناك تكرار للوقائع السيئة والأخطاء الفادحة العائدة لعدم محاسبة المخطئ، بالإضافة لعدم اتباع الطرق العلمية والفنية الصحيحة، لنقل القطع الأثرية.
وعلى الرغم من نشر "اليوم السابع" لصور تثبت واقعة كسر قطعتين أثريتين، من بينهما عصا توت عنخ آمون، إلا أن وزارة الآثار أصدرت بيانا تنفى فيه تحطم قطعيتين أثريتين من القطع المودعة بمعامل ترميم المتحف المصرى الكبير أثناء عمليات نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، موضحة أن العصا الأولى والتى تخص الملك توت عنخ آمون، كانت قد تم ترميمها فى عصور سابقة بمادة شمعية وغيرها من المواد القابلة للتحلل مع مرور الزمن، الأمر الذى تطلب إجراء بعض إعمال الصيانة والترميم المتخصصة على العصا بعد وصولها إلى معامل المتحف الكبير بما يضمن حمايتها ويتناسب مع قيمتها الأثرية والحضارية .
وقال طارق توفيق، المشرف العام على المتحف الكبير، إن العصا كانت فى حاجة إلى إزالة بقايا الترميم القديم وإجراء أعمال تنظيف وتعقيم طبقا لأحدث الدراسات والآليات المستخدمة حاليا بما يتفق مع الطفرة العلمية الحديثة فى مجال الترميم، من خلال معامل المتحف الكبير والتى تمثل أحدث المعامل المتخصصة فى شتى مجالات الترميم بمصر والشرق الأوسط، لافتا إلى أنه لابد وأن تخضع القطع الأثرية المودعة بالمتحف الكبير إلى أعمال الصيانة أو الترميم وفقا لما تحتاجه كل قطعة على حدة، وذلك تمهيدا لإعداد وتجهيز هذه القطع لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفى للمتحف الكبير ويتم عرضها داخل قاعاته عند الافتتاح.
كما أشار طارق توفيق، إلى أن العصا الأثرية الثانية والتى ترجع إلى عصر الدولة الوسطى موثقة ومثبتة بسجلات المتحف المصرى بأنها منفصلة فى خمسة أجزاء، وذلك منذ أن تم الكشف عنها، مؤكدا أن تلك العصا لم تتعرض لأى مظاهر للتلف أو التكسير نتاجا عن عمليات النقل بل أنها تخضع لأعمال الصيانة والترميم اللازمين للقطعة دون أن تتعرض إلى أى حوادث.
وبعد ذلك حصل "اليوم السابع" على مستندات تثبت وتؤكد انفرادها لما نشرته حول كسر عصا الملك الذهبى توت عنخ آمون، أثناء عملية نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، إلى المتحف المصرى الكبير، والتى توضح أيضا عدم صحة البيان الصادر من وزارة الآثار لنفى كسر العصا.
وجاءت المستندات من واقع قاعدة البيانات التى صرفت الوزارة الملايين على مشروع إنشائها بالتعاون مع المؤسسة اليابانية للتعاون الدولى (جايكا) والتى قامت بعمل قاعدة بيانات كاملة لأكثر من 100 ألف أثر، المخطط نقلهم للمتحف الكبير قبل افتتاحه.
وقاعدة البيانات تثبت سلامة عصا توت قبل نقلها ويوضح المستند الأول وهو من واقع قاعدة بيانات المتحف المصرى الكبير، أن أرقام العصا GEM 15840، SR 813/1، Carter No 236، "الوصف" A pole with curved a pex، تعود للدولة الحديثة تنتمى للأسرة 18، تذهيب على خشب، الطول 158.5 سم"، كما نشرته اليوم السابع، كما أن حالة العصا من داخل واقع البيانات سليمة، وتم اكتشافها على ذلك الحال.
كما أن التقرير يؤكد أنها كانت من ضمن المعروضات داخل المتحف المصرى، بالتحرير بغرفة تحمل رقم "55"، وهذا عكس ما صرح به الدكتور محمود الحلوجى مدير عام المتحف، حيث أكد على أن العصا كانت موجودة بالمخازن ونقلت للمتحف الكبير لترميمها. كما يؤكد المستند الثانى وهى عبار عن الصورة الأصلية للعصا والتى تحمل شعار المتحف ومؤسسة JICA ، وكذلك ارقام كل أثر على حدة بجواره عند تصويره، وذلك دليلا على أن هذه هى الحالة الأخيرة للعصا التى تؤكد سلامتها. كما أن المعلومات المكتوبة بقاعدة البيانات والخاصة بالأثر ذاته لا يوجد بها مايشير نهائيا إلى أنها منفصلة أو مجمعة من أكثر من جزء.
بالصور والمستندات.. "الآثار" تكذب "اليوم السابع" بالبيانات وتصدقها بالتحويل للنيابة.. الجريدة كشفت تكسير عصا توت عنخ آمون والوزارة أنكرت ثم بررت.. ثم حولت المسئولين للنيابة
الأحد، 17 يناير 2016 04:47 م
عصا توت عنخ آمون المكسورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة