التقويم الأمازيجى
يبدأ التقويم الأمازيجى وفق التقويم الميلادى يوم 14 يناير كما أشرنا سابقا، وفى السابق لم يكن هذا التقويم يتضمن تعداد للسنوات بداية من نقطة زمنية معينة، لكن مع بداية القرن العشرين تم وضع بداية للتقويم الأمزيجى وهى سنة 950 قبل الميلاد، وهو التاريخ الذى وصل فيه فرعون مصر القديمة، "شيشنق الأول" حكم مصر، حيث يعتبره الأمازيغ ذو أصول أمازيغية، وبالتالى يكون الأسبوع الجارى قد بدأ عام 2966 وفقا للتقويم الأمازيجى.
فيما يرجح مؤرخون آخرون أن التقويم الأمازيجى يعود إلى التقويم السنوى "اليوليانى" الذى كان معمولاً به فى الإمبراطورية الرومانية قبل وضع التقويم الميلادى، ويتكون التقويم السنوى للأمازيغ من 12 شهرًا، وتعداد أيام السنة 365 يوما بوجود سنة كبيسة تعداد أيامها 366 يوما وتصادف كل أربع سنوات.
من هم الأمازيغ
"الأمازيغ" هم مجموعة من الشعوب تعيش فى المنطقة الممتدة من واحة "سيوة" بمصر شرقا إلى المحيط الأطلسى غربا مرورا بليبيا وتونس والجزائر والمغرب حتى موريتانيا، وهم السكان الأصليون لشمال إفريقيا من البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
تسمية الأمازيج بـ"البربر"
ويطلق على الأمازيج أيضا اسم "البربر"، وقد اختلف المؤرخون العرب فى أصل تسميتهم بهذا الاسم، إلا أنه من الثابت اليوم أنها كلمة إغريقية أطلقها اليونانيون على من لا ينتمى لحضارتهم المميزة باللغة الإغريقية والدين اليونانى.
وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيج الذين كانوا خارجين تاريخيا عن سيادة الرومان، فهى تسمية جاءت من الخارج ولم يخترها الأمازيج لأنفسهم.
ولذلك أطلق المؤرخ اليونانى "هيرودوت" وصف البربر أو البرابرة على الفرس، وكذلك أطلق الرومان لفظ البربر على كل من لا ينتمى لمنظومتهم الثقافية والحضارية الإغريقة والرومانية، ويفسر البعض بقاء الشمال الإفريقى خاضعا للنفوذ الرومانى حتى الفتح الإسلامى قد يفسر بقاء اسم "البربر" بشعوب تلك المنطقة.
وقد وردت كلمة "مازيج" فى نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التى عاصرت الأمازيغيين.
أُصول الأمازيج
وأختلف المؤرخون ايضا حول أصل الأمازيغ، فهناك من يعتقد أنهم من سلالة "الفلستيون" شعوب البحر المتوسط فى العصور القديمة، وآخرون يعتقدون أن أصلهم يعود إلى "حام"، ابن نبى الله "نوح" – عليه السلام - كسائر أبناء قارة إفريقيا، وهناك من يرجحون أصولهم إلى قبيلة "غسان" التى عاشت قبل الإسلام فى سوريا.
تعداد الأمازيج
ويصعب حاليا رصد عدد الأمازيغ اليوم فى العالم لأن معظمهم قد اندمجوا ضمن الهوية العامة العربية، حيث يرى الكثير من الأمازيغ أن التراث العربى هو تراثهم ويعتبرون أنفسهم عرب.
ووفق إحصائيا سابقة فأن نصف عدد السكان فى المغرب هم من "الأمازيغ"، فيما يتحدث ثلث عدد سكان الجزائر للغات الأمازيجية، كما يتحدث بعضهم لتلك اللغات فى تونس وليبيا ومصر وموريتانيا، إضافة إلى قبيلة "الطوارق" المتمركزة فى مالى.