نسبة الأمية فى مصر حوالى 27% أو أكثر وهذه نسبة عالية إذا نظرنا إلى النسب العالمية، وهناك الأمية الثقافية أى أفراد نالوا قدر من التعليم وقد يصل إلى التعليم العالى ولكنهم يمتلكون عقلا فارغا مملوءً بالتفاهات والخرافات وكلمة ثقافة لا يعرفونها ولا تندرج فى قواميسهم.. ومن المحزن جدًا أن نجد شباب قد أنهوا تعليمهم الفنى ولكنهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وهم بذلك قد تساووا مع الأميين الذين لم يحصلوا على أى قدر من التعليم والمفجع فى هذا أنهم يفتخرون أنهم حصلوا على شهادتهم (بالفهلوة).
وهناك مجموعة أخرى تؤمن بالخرافات والعفاريت وتخضع لتلك الافكار بل تحركها هذه الافكار وتتحكم فى حياتهم، واصبح عقلهم عفاريتى أى.. فكرة العفريت تملأ العقل وتسيطر عليه.. لك أن تتخيل مجتمعا بهذه الصورة اتجه إلى عالم الأرواح.. إنها تجارة رابحة جدًا يستفيد منها فئة معينة من الناس ويتسابقون فى نشر الخرافات فتأتى الأموال من كل مكان فهذا يريد دواء وآخر يريد حلا لمشكلته وذاك يريد تفسيرا.. ومن المؤسف أن تذهب أسرة كاملة وراء هذه الخزعبلات ويصدقون ما يقال لهم من الخرافات بل يقومون بدعوة آخرين لمشاركتهم هذه الأفكار المجنونة ويذهب العقل دون رجعة وفى النهاية يصبح الجيب فارغ فقد افلس صاحبه.
أما عالم الأبراج فقد أصبح له رواد ودارسون وأيضًا شهادات فى عالم الأبراج نشاهدهم على الفضائيات يقرأون البخت ويتنقلون بنا بين النجوم والأبراج ويتكلمون عن المستقبل وكأنهم يقرأونه من كتاب.. ولكن فى حقيقتهم هم منجمون نهانا عنهم الدين.. والمحزن فى هذا أن هناك فئة ليست قليلة يصدقون هذا، بل لا يبدأون يومهم إلا بقراءة الأبراج فى الصحف اليومية.. وهذه أيضًا تجارة رابحة يستفيد منها الكثيرون والضحية هم من يصدقون هذا.
واقع مؤلم من الجهل يسيطر وينتشر وأصبح له رواده ومستفيدونه.. ثم بعد كل هذا نخدع أنفسنا أننا فى أحسن حال وكله تمام، رغم أننا بعدنا كثيرا عن الواقع والحقيقة.. فمتى يرجع المصريون إلى عالم اليقظة، ومن هو الذى يستطيع أن يرجعهم إلى عالم الحقيقة وينقذهم من دنيا الخرافات.
الابراج - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة