رغم أننا نعيش اليوم فى عالم المعلومات الغثة والسمينة، وتتوفر لنا المعرفة التى تقودنا إلى الوعى والفهم والتعامل مع ما هو قائم، ونعيش مع عالم الاتصالات والجيل الثالث وشبكات التواصل والعالم الافتراضى، لكنا نعيش فى حالة قطيعة مع الروح، نعم أضعنا فردوس الروح المفقودة، حيث دُفنِت بداخلنا الكراهية، وكل مشاعر: الضغينة والحقد ورفض الآخر والإطاحة بكل المشاعر الإنسانية، والعيش المشترك، والتسامح إزاء اختلاف الآخر، كل معالم الحياة الروحية فقدت اليوم أصالتها وحياتها، أصبحت معدومة فى أنفسنا للأسف.
صحيح جعل العالم الافتراضى عالمنا اليوم قرية صغيرة -كما أُشيِع- لكنه فشل فعليًا فى اصطناع اللقاءات الإنسانية البريئة من الشرور والمآسي، فعالم اليوم يقطر فقرًا روحيًا، أناسه يعيشون ويهيمون فى غزة الحياة اليومية من جانبها الاستهلاكى فقط، فللأسف يعيش إنسان اليوم وحشة فى قلب الزحام، رغم ما تعج به الحياة من حوله بأرقام مخيفة من البشر.
انقطع بينا اليوم التواصل الروحي، وسادت مظاهر التواصل الاجتماعى الباهت، أصبح الاتصال عبر الشبكات شأنًا لحظيًا، وانتشرت من خلال العوالم الاتصالية شظايا من الفساد الأخلاقي، تم من خلاله تدنيس كامل لعوالم الروح والقلب والقيم والأخلاق، كم من مشاهد نراها يوميا يعتصر لها القلب؛ لما تعكسه من آلام ووحشية، باختصار شديد لقد وقع إنسان اليوم فريسة لنهم تكنولوجيا الاتصال الدنيوية والفساد والتحلل من القيم الإنسانية ورغبات الشهوة اللحظية.
فيس بوك - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة