الفنان مبروك إسماعيل ابن الوادى الجديد وأشهر النحاتين التلقائيين ممن قدموا أعمالا بالصلصال تعكس الروح الحقيقية للبيئة التى يعش فيها حيث قدم أكثر من 60 عملا فنيا يؤكد سيطرته الكاملة على مصادر الحس الفنى والعناصر المكونة له وهو المبدع فى تقديم أعماله الفنية التى تجمع بين الحوار والرقة والتناغم التلقائية فى تقديم الأعمال الفنية من شخوص من قلب الريف المصرى فترى وجوه فلاحيه ترتدى الطاقية والجلباب والكوفية أو العمامة فى أوضاع وصور مختلفة ثابتة ومتحركة تجمعها صفات عامة مثل خشونة وكبر حجم الكفين، وسمرة البشرة وجهامتها فى معظم الحالات والنحافة.
يعيش الفنان مبروك حالة من الحزن واليأس فى شقته المتواضعة بعد أن ناهز عمره 77 عاما وضعف سمعه حيث يقضى وقته بشقته الكائنة بحى خلف المتحف بالخارجة منتظرا لمصيره فى أى لحظة بعد أن فشل فى تحقيق حلمه بإنجاز مشروعه الذى طالما حلم به على مدار 40 عاما وهو متحف درب السندادية الذى يعكس طبيعة الحياة الواحاتية المتكاملة فى صورها الحقيقية .
يقول مبروك فى تصريح خاص لــ " اليوم السابع " أنا حزين على ما ضاع من عمرى ولم أستطع تحقيق حلمى حيث إننى قضيت 6 أعوام بين الصلصال والخامات البيئية أعيش معها فى حالة من التناغم والحب بما جعلنى أنتج أعمالا حقيقية تنبض بروح الواحات ورغم ذلك فلم تتح لى الفرصة لإنجاز مشروع متحف درب السندادية أحد أهم المواقع التى تعج بالتاريخ الواحاتى القديم والتى تم تدميرها فعليا بالمنشآت التى تم بناؤها حيث تمت دعوتى من اللواء محمود عشماوى محافظ الإقليم لاستعراض آليات تنفيذ الفكرة إلا أننى لم أكن متحمسا على الإطلاق بعد أن تم تشويه المنطقة بالكامل .
ويضيف مبروك أنه يعيش مع أسرته بشقة بسيطة ويقضى أوقاته أمام شاشة التلفاز وبرفقة قطته الأليفة وأحفاده الصغار فلديه 3 أولاد و5 بنات و21 حفيدا ويحاول جاهدا الاستمتاع بوقته بالخروج إلى المساحات المكشوفة كحديقة المطار بالخارجة لتأمل الطبيعة بعيدا عن الضوضاء التى وصلت إلى أحياء الخارجة .
ويسترجع مبروك ذكرياته مع الإبداع والفن حيث قدم العديد من المعارض فى الداخل والخارج منذ عام 1971 حيث بدأ أول معرض له بنقابة الصحفيين ثم المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة ومعرض المركز الثقافى للدبلوماسيين الأجانب و معرض المركز الثقافى اليوغسلافى ومعرض المركز الثقافى الألمانى جوتة، ومعرض نادى التحرير فى عام 1987 وانتقل بعد ذلك لتقديم عدد من المعارض خارج البلاد منها معرض زغرب بيوغسلافيا عام 1973 وبلجيكا عام 1980 وكندا ومونتريال وكيبك وتورنتو عام 1981 و1982 والولايات المتحدة ولوس أنجلوس وكاليفورنيا ولاس فيغاس وهوليود وشيكاغو عام 1983 وفرنسا ومدينة نيس وألمانيا وفرانكفورت وروما، كما قام بتكليف من وزارة الثقافة بتنفيذ أعمال المتحف التراثى الشعبى والحضارى بالواحات الداخلية، كما أقام تمثالا نصفيا للفنان الشعبى زكريا الحجاوى.
ويؤكد مبروك على أنه قد حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير منها الشهادة التقديرية من الدولة فى عيد الفن والثقافة 1982 كما حصل على منحة التفرغ من الدولة لمدة ثلاث أعوام سنة 1975 م وقام بعمل تمثال الفلاحة المصرية بطول 9 أمتار وكان موضوعا فى مدخل المحافظة إلا أن الإهمال تسبب فى نقله من موقعه ولا يعرف شيئا عن مكانه حاليا مشيرا إلى أن كل ما يمتلكه عن أعماله هى مجرد ذكريات بعد أن ضاعت باستثناء ما تم وضعه فى متحف الداخلة كما أن الصور التذكارية الخاصة بمشاركاته فى المعارض لم تعد أيضا موجودة.
ونال مبروك شهرة عالمية واسعة بعد تقديمه لتلك المعارض حيث كتبت عنه الصحف العالمية ومنها جريدة الكورييرى ديلاسيرا حينما نشرت عن أحد معارضه بروما فقالت: فنان يتمتع بأصالة جعبته، تماثيله الفخارية بمسحتها الفنية العريقة تنطق بمهابة كهنوتية تلقائية، من يتأملها يخيل إليه أن الرمال قد صهرت أجسادها مع عدم المساس برأسها وذلك يوضح لنا رسالة الحكمة والوداعة التى تزخر بها حياة تلك الأماكن، وهو فنان يتمتع بالخيال الخصب والإبداع التلقائى الشعبى الذى ينم عن أصالة وتفرد.
وتضيف الجريدة: انعكست حياته فى الواحات وتأمله لما حوله من الطبيعة الخلابة على أعماله الفنية التى ترك عليها بصماته البسيطة الطيبة فكان لها من الثراء الفنى والأصالة الفنية ما لا يباريه أحد فيه، وتختتم الجريدة حديثا عن مبروك بالقول: فكل قطعة نحتها الفنان مبروك أخلص لها وأعطاها من روحه وإحساسه الصادق العميق تكاد تنطق لتحكى لنا موضوعا من الموضوعات فى حياة الواحات بكل تلقائية وتدقق بل إنها صارت توثق بعضا مما كان يحدث قديما.
عدد الردود 0
بواسطة:
kiko
فنان رائع
اعمال تحفه تستحق التقدير