الإرجوت السام
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الاثنين، أن السلطات المصرية رفضت فى ديسمبر الماضى شحنة تبلغ 63 ألف طن بعد العثور على آثار مرض "الأرجوت" الفطرى السام. وهذا الفطر يمكن أن يسبب الهلوسة والموت أحيانا، لكن الوكالات الحكومية تسمح عادة بوجود آثار قليلة منه لأنه من الصعب ضمان أن تكون الشحنة نظيفة تماما.
وتضيف الصحيفة أنه تم تعليق ثلاث شحنات أخرى لمصر، هذا الشهر، حيث قال التجار أن هناك تأخير فى حصولهم على ضمانات الدفع من الحكومة المصرية وسط جهود الحكومة توفير الدولار اللازم لدفع ثمن الواردات.
وقال هاميش سميث، خبير السلع لدى مؤسسة كابيتال إيكوتوميكس، "إذا كان هناك سوقا رئيسيا تستهدفه ثم فجأة حدثت مشكلة، فأين يمكنك أن تذهب بهذا الحجم الحالى من القمح فى السوق؟".
وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، استوردت مصر حوالى 11.1 مليون طن قمح فى العام المالى 2014-2015، بما يقدر بحوالى 2.1 مليار دولار، وهو ما يمثل ما يقرب من 7% من صادرات القمح العالمى البالغة 158.8 مليون طن.
السماح بـ0.05% من الفطر فى الحبوب
وتشير وول ستريت جورنال، بحسب شخص مطلع، إلى أن الشحنة الفرنسية العالقة، التى تم شرائها بـ12 مليون دولار من شركة "بانج" التجارية فى الولايات المتحدة أكتوبر الماضى، وصلت ميناء دمياط فى 21 ديسمبر. غير أن مفتشى الحبوب فى مصر رفضوا إدخال الشحنة بعد العثور على أثار من فطر "إرجوت".
وأضافت أن رفض الشحنة يأتى وسط خلاف علنى بين مختلف فروع الحكومة حول مدى السماح بوجود "فطر إرجوت" فى حبوب القمح. ومثل وزارة الزراعة الأمريكية، فإن هيئة السلع التموينية فى مصر تسمح بنسبة 0.05% من هذا الفطر فى الحبوب المستوردة. لكن المسئولون الذين رفضوا دخول الشحنة يمثلون توجه جديد داخل وزارة الزراعة بعدم التسامح نهائيا بشأن وجود الفطر.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الزراعة قوله "مصر خالية من فطر إرجوت، وقبول هذه الشحنة يعنى تلوث محاصيلنا وإحتياطياتنا". وأشار إلى رفض الشحنة رسميا فى 22 يناير الجارى.
انسحاب شركات توريد
وتشير إلى أن الغموض بشأن مصير الشحنة تسبب فى امتناع بعض شركات تصدير القمح عن المشاركة فى مناقصة الحبوب الأخيرة فى مصر، الخميس. حيث تراجعت الشركات المتقدمة لتوريد القمح لمصر إلى 7 من أصل 17 فى 10 مناقصات سابقة.
وتقول الصحيفة أن على الرغم من النقص النسبى لموردى الحبوب، فإن هيئة السلع التموينية المصرية أشترت 235 ألف طن من القمح بحوالى 189 دولار للطن الواحد، فى أرخص سعر له منذ 4 اشهر. وتشير إلى زيادة مخزون الحبوب فى العالم، حيث رفع مجلس الحبوب العالمى توقعاته لمخزونات الحبوب بنهاية العام التسويقى 2015-2016 إلى 455 مليون طن، فى أعلى مستوى له منذ 29 عاما.