لا يختلف اثنان على موهبة الفنان وليد عونى الذى دائما يبحث عن أفكار خارج الصندوق، ويتفرد بمواهب مختلفة فى مجالات متعددة، وقدم أمس المخرج الكبير تحفته الفنية الرائعة "حلم نحات" وأبهر المشاهدين بلوحاته الراقصة التى قدمها من خلال فرقته "فرقة الرقص المسرحى الحديث " على دار الأوبرا المصرية .
العرض يبهر من يشاهده ويدخله فى عالم محمود مختار بجمالياته وقيمه الفنية، بالإضافة لسيرته الذاتية من خلال أعماله الفنية التى أبدعها على مدار مسيرته الخالدة، فمختار يعد أحد أهم رواد النهضة الفنية بمصر والعالم العربى خلال القرن العشرين، وارتبط اسمه برموز الحركة الوطنية القومية، منهم الزعيم سعد زغلول وهدى شعراوى رائدة الحركة النسائية فى مصر.
ومثلما أبدع مختار فى نحته وحاول تجسيد الطبيعة المصرية المتفردة فى منحوتاته ومن أهمها تمثال نهضة مصر، الفلاحة ورياح الخماسين أبدع أيضا عونى فى تحويل التمثال الثابت لصورة متحركة وبث فيه الحياة بتصميماته التعبيرية التمثيلية الراقصة، فتصميمات وليد عونى كانت إبداعا مضافا لإبداع الفنان محمود مختار فى العرض لأنها كانت مبتكرة وتصور القيم الفنية فى أعماله.
فرقة الرقص المسرحى الحديث تأسست عام 1993، وتعد الأولى من نوعها فى العالم العربى، وحصلت على عدة جوائز منها جائزة أحسن عرض سينوغرافى فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، كما مثلت مصر فى مهرجانات دولية متخصصة منها قرطاج الدولى (تونس) وتشـانج مو (كوريا) وبروج (بلجيكا)، والرقص المعاصر (كازابلانكا) والرباط الدولى (المغرب) وركلنج هاوزن (ألمانيا)، وقامت بجولات فنية فى كل من إيطاليا والصين، حيث قدمت عددا من العروض الناجحة التى يضمها ريبرتواراتها، وتلقى التقدير من نقاد المسرح والرقص فى أهم الصحف والمجلات العالمية.