كشف عبد الناصر أحمد عبد العظيم، مدير عام ترميم الآثار بالكرنك والكباش، عن أنه يتم استخدام الأجنة والشاكوش فى ترميم تمثال سيتى الثانى، لانفصال الترميمات القديمة، التى تتكون من الطوب والأسمنت الأسود، لأن قدم تمثال سيتى الثانى كان بها كسر وتم ترميمها قديماً، والترميمات القديمة للتمثال كانت غير متلاصقة بالتمثال جيداً، وكان بها فرق بين الأجزاء حوالى 10 سم، وكان الترميم فى عام 1925م.
وأضاف عبد الناصر أحمد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه بعد فك أجزاء التمثال الثلاثة تم فك الجزئين من القدم وإزالة مونة الترميم القديمة بينهم، وعندما تم فك الجزئين وجد نبات الحلف بين الجزئين مما أدى لانفصالهما وميل التمثال، لكون الترميمات قديمة وغير ملائمة تماماً للتمثال، لذلك تمت إزالتها بإستخدام لأجنة والشاكوش بحرص شديد حفاظاً على الآثار، وتمت تقوية الأجزاء الضعيفة من القاعدة وتمت إعادة لصق الجزئين باستخدام مادة "الأرالديت" وتم عقب ذلك ملئ الشروخ بمونة الجير والرمل.
وأوضح مدير عام ترميم الآثار بالكرنك والكباش، أن العمل تم فى أجزاء تمثال سيتى الثانى بناء على تفويض من وزير الآثار لرئيس الإدارة المركزية لمصر العليا سلطان عيد، وتم عمل محضر معاينة من إدارة آثار الكرنك، وهندسة الكرنك وترميم الكرنك، وكذلك محضر بدء عمل وتوقف العمل فيه الآن، حتى الانتهاء من تحقيقات النيابة الإدارية.
وحصل "اليوم السابع" على صور وفيديوهات كارثية لواقعة تحطيم تمثال "سيتى الثانى" بمعبد الكرنك، التى ظهرت أزمته منذ أيام بتقديم بلاغ للنيابة الإدارية للتحقيق مع مسئولى الآثار لتسببهم فى تحطم التمثال لأكثر من قطعة وتضييع الآثار التاريخية بالبلاد، بسبب سوء أعمال الترميم وكارثيتها.
وتظهر الصور التى تنفرد "اليوم السابع" بنشرها لأول مرة قيام عمال داخل أروقة معبد الكرنك بأعمال الترميم فى التمثال عبر أدوات بدائية للغاية وهى "الأجنة والشاكوش"، وهو ما يعد كارثة آثرية مدوية فى مجال ترميم الآثار، والتسبب فى تلف التاريخ الذى تركه الفراعنة للمصريين منذ آلاف السنين.
وكان قد خرج التقرير النهائى للجنة، التى شكلها الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، لفحص تمثال "سيتى الثانى" بمعبد الكرنك فى الأقصر، بناء على طلب من النيابة الإدارية، عدم وقوع ضرر بالتمثال، المكون من ثلاث قطع، وأكد التقرير أن التمثال كان يعانى فى الأساس من ميل استدعى فكه، وإزالة الترميمات التى تعرض لها فى الثمانينيات من القرن الماضى، باستخدام الطوب الأحمر والأسمنت الأسود، وضمت اللجنة، التى كلفت وقتها بالفحص كل من الدكتور علاء الشحات، مدير منطقة آثار سقارة، ومحمد يوسف، كبير مفتشى سقارة، وممثلاً عن النيابة الإدارية، وخبير مالى، أثناء فحص التمثال بقاعة "واجت الشرقية" بمعبد الكرنك، ورفعت اللجنة تقريراً مفصلاً للنيابة الإدارية، بعد تحقيقات استمرت أكثر من 3 ساعات، وحول عدم استطلاع رأى "اللجنة الدائمة للآثار"، قبل فك التمثال، قال محمد يوسف، عضو لجنة الفحص، إن ما حدث عمل روتينى، ومن صميم مهام لجان الترميم بالمعبد، والتمثال النصفى ليس سوى بقايا تمثال، وليس واحداً من قطع مجموعة توت عنخ آمون، حتى يستدعى الأمر الحصول على تصريح من اللجنة الدائمة للآثار، لأنه فى حال استطلاع رأى اللجنة فى كل خطوة، لن يُنجز أى عمل أثرى، كان قد أمر وزير الآثار بإقامة صالة تحوى كل تماثيل سيتى الثانى، وأثناء ذلك اكتشف رجال الآثار أن أحد التماثيل النصفية للفرعون انفصل عن دعامته الخلفية المكونة من الطوب الأحمر والأسمنت، وبناء عليه تم فكه ونقله، حيث اكتشفوا وجود بقايا نباتات الحلفاء داخل الجزء السفلى، وقالوا إنهم سيدعمون قاعدة التمثال، وضبط الميل الموجود بها، ومن ثم إعادة تركيب التمثال باستخدام الرمل والجير.
وكشف أحد العاملين بمعبد الكرنك، الذى رفض ذكر اسمه، أن الكارثة وقعت بيد رجال ليسوا على قدرة كبيرة من الفهم والوعى بأعمال ترميم الآثار، مؤكداً أن أحدهم خريج كلية علوم ولاينتمى لعمل الآثار بشيئ، مضيفاً أن اللجنة التى حضرت للمعاينة بعد بلاغ النيابة الإدارية كانت للتغطية على الكارثة وقامت بتسريب نتيجتها الكاملة للصحف قبيل عرضه على النيابة الإدارية بأكثر من 3 ساعات وهو أمر يدل على وجود معاونة للمخطئين بحق آثار البلاد.
وكانت هناك مطالب من قوى شعبية ووطنية وأحزاب سياسية بينها حزب الشعب الجمهورى واللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية واللجنة العامة لحزب الوفد، ومركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، بأن يتم ندب لجنة محايدة من أساتذة الآثار بالجامعات المصرية لمعاينة تمثال تمثال الملك سيتى الثانى بمعابد الكرنك، والذى جرى فكه وتحطيم قاعدته الأثرية مؤخراً، والذى تحول إلى قطع مع تعرض أجزاء منه للدمار.
وانتقدت القوى الشعبية والوطنية فى الأقصر، تصريحات الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، التى استبق فيها نتائج التحقيقات التى تجريها النيابة، وزعم عدم صحة واقعة فك التمثال وتحطيم قاعدته الأثرية على الرغم من ثبات الواقعة فى معاينة النيابة، وناشدت القوى الشعبية والوطنية فى الأقصر، فريق النيابة الذى يحقق فى الواقعة بوقف معاينة اللجنة المشكلة من بعض الأثريين بمنطقة آثار الجيزة، لضمان أن يكون تقرير لجنة المعاينة محايداً وشفافاً.
ومن جانبها أمرت نيابة الأقصر الإدارية بوقف أعمال الترميم والحفريات الأثرية فى محيط تمثال الملك سيتى الثانى بمعابد الكرنك، والذى جرى فكه وتحطيم قاعدته الاثرية مؤخراً، وندب لجنة من خبراء الآثار لمعاينة أجزاء التمثال، وموقع الحفريات وأعمال الترميم فى المنطقة.
وكان المستشاران عاطف أبوالمجد، رئيس النيابة الإدارية فى الأقصر ومحمد راشد النيابة الإدارية مدير النيابة، قد باشرا التحقيق فى واقعة فك تمثال فرعونى بمعابد الكرنك، وتحطيم قاعدته الأثرية، دون الرجوع للأجهزة المعنية بوزارة الآثار، وذلك بحسب بيان تلقته النيابة، التى قامت بمعاينة أجزاء التمثال بعد فكها، وبعد إزالة القاعدة الأثرية للتمثال، التى ترجع لآلاف السنين.
وجاء فى البلاغ المقدم لنيابة الأقصر الإدارية، أن يوم الحادى عشر من شهر نوفمبر الماضى قام أثريون بفك تمثال فرعونى للملك سيتى الثانى وتحطيم قاعدته الأثرية بدلا من ترميمها والحفاظ عليها، وذلك بدعوى إعادة تركيبه بهدف التغطية على قيامهم بإعادة جمع تمثال آخر وتركيبه بطريقة خاطئة أدت لحدوث ميل وإرتفاع به، وأن عملية فك التمثال جرت دون الحصول على الموافقات اللازمة للقيام بعملية الفك، لكن المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا الأثرى سلطان عيد، قال بإن البلاغ جانبه الصواب وأن الدعامة التى أقيم عليها التمثال عام 1925 تعرضت للتلف، وأن التمثال كاد يسقط وأنه تلقى تقريراً من مسئولى الترميم بمعابد الكرنك يفيد بوجود مخاطر على التمثال، مؤكداً أنه قام بتشكيل لجنة متخصصة من الأثريين وخبراء الترميم، وقامت اللجنة بوضع خطة عاجلة لإنقاذ التمثال، وتقرر إعادة فك التمثال تمهيدا لإعادة تركيبه مرة أخرى، مشيراً إلى أن حالة التمثال لم تكن تسمح بانتظار قرار من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار، التى تنعقد كل شهر .
ومن جانبه صرح أسامة كرار منسق الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار المصرية، أن هذا الأمر محاولة من المسئولين للتصرف كأنها عزبة لكونهم يعملون بما تملى عليهم أنفسهم غير مبالين بالتاريخ الفرعوني، مشدداً على أن أى أعمال لترميم الآثار تستلزم المواقعة من اللجنة الدائمة بوزارة الآثار.
وأضاف كرار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "إن العمل فى ترميم تمثالث سيتى الثانى حوله علامات استفهام كبيرة، حيث أنهم يدعون بأنهم لديهم تفويض من الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، والتفويض من الوزير لا يعطيهم العمل بمزاجهم فى آثار البلاد فلابد من موافقة اللجنة الدائمة، ونطالب بعمل تحقيق ووقف الأعمال بمعبد الكرنك نهائياً، ولابد من معاقبتهم بنص المادة 43 لقانون الآثار وهى أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سنتين وبغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد على خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين من قام بنقل بغير إذن كتابى صادر من هيئة الآثار المصرية أثرا مملوكا للدولة أو مسجلا أو نزعه من مكانه.
يذكر أن معبد الكرنك من العلامات فى مدينة الأقصر ، حيث كان كل ملك من الملوك المتعاقبين على حكم مصر القديمة، يحاول جعل معبده الأكثر روعة ليتميز به عن سلفه لذلك تحولت معابد الكرنك إلى دليل كامل وتشكيلة معمارية فريدة ، تظهر مراحل تطور الفنّ المصرى القديم والهندسة المعمارية الفرعونية المميزة.كما تعتبر معابد الكرنك أكبر دار للعبادة مُسَوَّر على وجه الأرض .
ويعتبر الملك "سيتى الثانى" هو الابن الأول للفرعون مرنبتاح، الذى نجح فى استرداد عرشه بعد أربع سنوات من الغموض، وحكم لمدة 6 سنوات لم يستطع استرجاع هيمنة وسلطة الحكام مثل جده، فهو الملك الخامس فى الأسرة التاسعة عشر وحجم بين 1200 قبل الميلاد و 1194 قبل الميلاد، وكما أن له أسم آخر وهو " أوسر خبر رع" ومعناه " ممثل رع القوى " أو "المختار من رع"، وهو ابن الفرعون مرنبتاح و أمه الملكة "إيزيت نفرت الثانية" وكانت فترة حكمة غير مستقرة فقد قاوم "سيتى الثانى" عدة مؤمرات من ضمنها تنازع الملك "أمنمسى" معه على الحكم.
بالفيديو والصور.. مدير عام ترميم آثار الكرنك يكشف مفاجأة: ترميم تمثال سيتى الثانى بالأسمنت تسبب تلفه.. ونستخدم الأجنة والشاكوش لإزالة مونة الترميم.. العمال حطموا التمثال لأكثر من قطعة
الأحد، 03 يناير 2016 06:44 م
ترميم تمثال سيتى الثانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة