خبراء مراكز الأبحاث الغربية يستبعدون حدوث مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران.. ويؤكدون: تصاعد التوتر بين البلدين يُشعل حرب الوكالة فى بلدان المنطقة.. إعدام "نمر النمر" لأهداف داخلية تتعلق بالمملكة

الإثنين، 04 يناير 2016 06:46 م
خبراء مراكز الأبحاث الغربية يستبعدون حدوث مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران.. ويؤكدون: تصاعد التوتر بين البلدين يُشعل حرب الوكالة فى بلدان المنطقة.. إعدام "نمر النمر" لأهداف داخلية تتعلق بالمملكة إحراق السفارة السعودية بطهران
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصاعدت حدة التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران، فى أعقاب إقدام الرياض على إعدام رجل الدين الشيعى نمر النمر، المتهم بالخروج على الحاكم وإثارة التوترات الطائفية.

وأعلنت الحكومة السعودية، أمس الأحد، قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد موجه من الغضب الإيرانى، أسفرت عن اقتحام محتجين لسفارة المملكة العربية فى إيران.

وجاء قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى الوقت الذى كانت تأمل فيه الولايات المتحدة وغيرها فى الغرب استغلال التعاون المحدود بين القوتين الإقليميتين فى إنهاء الحروب الأهلية فى سوريا واليمن، مع تهدئة التوترات فى العراق والبحرين ولبنان.

اشتعال حرب الوكالة


وأعرب محللون غربيون تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، عن مخاوف من تعميق الانقسامات الطائفية فى المنطقة واستثمار كلا البلدين فى الحروب بالوكالة.

وقال مايكل ستيفنز، الخبير بالمعهد الملكى للخدمات المتحدة، فى لندن: "هذا تصعيد مثير جدًا للقلق"، مضيفًا أن عواقبه ستكون وخيمة على شعوب المنطقة، فضلاً عن أن التوتر بين السعودية وإيران يعنى استمرار حالة عدم الاستقرار فى أنحاء الشرق الأوسط.

وأشار عباس كاظم، الزميل البارز فى كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز، إلى أن "كلا البلدين جمعتهما علاقة من العداء وعدم الثقة، حيث يرون كل حدث فرصة لزيادة التوتر"، وبينما تحجم البلدان عن الخوض فى مواجهة عسكرية مباشرة ضد بعضهما، فإن كاظم أعرب عن قلقه من أنهما سيزيدان استثمارهما فى مواجهات غير مباشرة فى بلدان أخرى.

وأضاف الباحث بجامعة جونز هوبكينز، أن"كلا البلدين سيبذلا قصارى جهدهما فى محاولة تحصين وكلائهما وأنشطتهما داخل بلدان المنطقة، مما سيخلق مزيدًا من الاضطرابات".

نسف جهود السلام فى سوريا


وأولى الدول التى ستتأثر بهذا التوتر هى سوريا، حيث يهدد اشتعال الصراع بين طهران والرياض جولة جديد من محادثات السلام الدولية الرامية لإنهاء الحرب الأهلية فى سوريا، فمن المفترض أن تبدأ المحادثات هذا الشهر، لتكون الأولى التى تجمع الحكومة السورية والمعارضة ومجموعة من بلدان المنطقة، أبرزها السعودية وإيران.

وقال مسئول بارز فى الإدارة الأمريكية: "نشعر بقلق بالغ أن يتسبب هذا التوتر فى نسف العملية.. لكن لا يزال من السابق لأوانه الحكم على الأمور"، وبحسب نيويورك تايمز، فإنه طالما قال مسئولو السعودية، إن جهود وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى هذا الصدد محكوم عليها بالفشل.

من جانب آخر، أشار المسئولون الأمريكيون، إلى أن جهود إيران على مدى نهاية الأسبوع الماضى لإبقاء الأمور فى الشارع تحت السيطرة، وقال مايكل موريل، النائب السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فى مقابلة مع قناة "سى.بى.إس"، إن الإيرانيين تصرفوا بمسئولية حيال هذا الأمر، مضيفًا أن حضور الشرطة كان سريعًا ونفذوا عددًا من الاعتقالات بين المتجاوزين.

ومع ذلك يعتقد مسئولو الولايات المتحدة أن حرب الوكالة السنية - الشيعية، الجارية فى سوريا واليمن ربما تشتد، على الأقل لبعض الوقت، ومن المقرر أن تشهد الأسابيع المقبلة اتجاه الولايات المتحدة والقوى الدولية المشاركة فى الاتفاق النووى الذى عقد مع إيران يوليو الماضى، لتنفيذ الاتفاق بما فى ذلك إنهاء العقوبات المالية، والتى تنطوى على رفع التجميد عن أصول إيرانية تبلغ أكثر من 100 مليار دولار فى مصارف بأنحاء العالم.

استرضاء السعوديين


فيما أشار توبى ماثياسين، الزميل بمعهد الشرق الأوسط بجامعة أوكسفورد، فى لندن، إلى أن إعدام نمر النمر يهدف جزئيًا إلى استرضاء كتلة كبيرة من السعوديين الذين يفضلون السياسيات المناهضة للشيعة، وكذلك المتعاطفين مع التطرف السنى، وإن كانت القيادة السعودية تعرف أن إعدامه سيكون له تأثير سياسى مدوٍ.

وأضاف، فى تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال، أن الخطوة تهدف أيضًا لإظهار أن السعودية لن تتسامح قط مع أى نوع من المعارضة، سواء العنيفة أو المظاهرات السلمية أو عبر الخطب والظهور العام".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة