أغلب ما يؤثر على المشهد فى مصر الآن هو غياب الضمائر، فنجد أن أغلب المشكلات والجرائم أن الضمائر هى المحرك الرئيسى لها، فالفلاح الذى يزرع بإمكانه أن ينتج لنا خضراوات وفاكهة مسرطنة من مبيدات حشرية غير صالحة للاستخدام الأدمى، وبإمكانه أيضا أن ينتج لنا خضراوات جميلة لذيذة الطعم.. هنا الفيصل بينه وبين الفساد هو الضمير.
قِس على ذلك العامل فى المصنع والمدرس فى الفصل والضابط كل فئات الشعب فى معاملتنا، يحكمها الضمير. فى الشارع وأنت تتوجه لعملك ورأيت فتاة فأغمضت عينك عنها منعت نفسك من الذنوب كما منعت غريزتك من التحرش وأيقظت ضميرك ليتحكم فى غرائزه فتنتج شخص سوى صالح.
وعندما تذهب لتجلس فى مطعم فيجلب لك النادل أشهى أنواع الطعام المصنوع من أجود أنواع الزيوت والمعد بطريقة اَدمية لتأكل وجبة صحيه غير مشبعه بالدهون والزيوت .
فى المنظومة المصرية تختلف كل هذه المعايير فنجد أن الضمائر ماتت فى أغلب عقول الشعب إلا من رحم ربى.. فأصبحنا نتفنن فى النصب على الآخرين والتباهى بالسلوك العدوانى ضد الآخريين، كم مرة رأيت شخصا يقوم فى المواصلات العامة ليجلس شيخا عجوزا او امرأة انعدمت هذه الصورة كثيرا فى المجتمعات الحالية؟.. كم مرة نسيت موبايلك فى تاكسى أو بالمواصلات العامة ولحقك أحدهم ليعطيك ما فقدته؟.. هل نسيت نقودك يوما وذهبت للعمل وقام سائق تاكسى بتوصيلك دون مقابل؟..
إن هذة السلوكيات التى نعيش فيها المحرك الرئيسى لها هو الضمير الذى يجعلنا نشعر أننا فى المدينة الفاضلة كل من فيها خال من الآثام أو على الأقل يسعى لتحسين الصور التى افتقدناها كثيرا فى العصور الحديثة والتكنولوجيا البراقة التى ضاعت فيها القيم والأخلاق.. إذا أردت أن تعيش بعالم مثالى فازرع الضمائر فى العقول قبل القلوب .
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة