إليك يا أبى يا أغلى الأحباب.. رثاء لم أتوقع كتابته فى يوم من الأيام.. ظنًا منى أنك ستبقى فى جوارى ما حييت.. فحقيقة الموت أخذت روحك لتصعد إلى بارئها وتدفن جسدك الطاهر تحت أطباق التراب..
من يوم وفاتك.. يا أبى يعجز لسانى عن الكلام.. وعقلى عن التفكير.. وقلبى عن التعبير.. لذلك أكتب ثم أمسح ما كتبته لعجزى عن تصديق ما أكتبه عنك.. فهذا المرض اللعين أخذك منى.. فرق حياتك عن حياتى..
أبى يا صاحب القلب الكبير.. يا ذا الوجه النضر والابتسامة الساحرة.. يا تاج زمانى وأيامى.. يا صدر الأمان.. أحتاج لأمانك الذى يغمرنى وينسينى أحزانى..
أبى يا أحلى كلمة نطق بها لسانى.. ويا من يهواه قلبى وعقلى وكل جوارحى.. أتخيّل حياتى بدونك فلا أجد لها أى معنى.. فبدونك فقدت معنى الحياة وبذكرياتك تحلى الحياة..
أعشقك يا أبى لأنك دائما تمنحنى الثقة التى يعجز أى شخص أن يعطيه لى.. فجعلتنى فتاة مدللة فى حياتك.. وجعلتنى نورا لحياتك.. فأصبحت أنت النور الذى يُضىء حياتى.. أقتبست منك حنانك ولكن كحنانك لم أجد أبدا.. فعفوًا يا رجال العالم فلستم كأبى..
فى يوم دفنك.. لا أجد لهذا اليوم كلمات غير دعائى لك.. فكنت أدعو لك بكل ما أتيت من قوة.. لعل بدعائى هذا أن يصلك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة.. ولكن دموعى أبت أن تظهر لأحد.. فحسدونى الناس على عدم بكائى.. ولا يعلمون مدى حزنى عليك.. فقلبى بكى قبل أن تسيل الدموع من عيونى.. ففى كل لحظات حياتى دائما ستبقى.
أبى الحبيب.. فمهما قلت ومهما كتبت يعجز لسانى عن أن يجد كلمات تعبّر عما فى قلبى لأوفيك حقك.. فما فى قلبى لك أكبر من أن أوفيه بالكتابة.. وما أكنّه لك مِن حب واحترام يفوق كلّ وصف.. لذا فإنّنى لن أستطيع أن أصف ما بداخلى من مشاعر نحوك.. فأنت خير أب ربيتنى فأحسنت تربيتى..علّمتنى كيف أحب الحياة وأعيشها.. فأنت خير قدوةٍ لى أقتدى بك وأسير على نهجك.. إن هذه السطور التى أدوّنها يا أبى قليل من كثير أحمله لك فى قلبى الذى يحبك كثيرًا.. تركت لنا إرثًا عظيمًا بأعمالك.. فسيرتك تسبقك إلى قبرك.. فهنيئًا لى بك أيها الأب العظيم..
أبى أنت فى أعماق قلوبنا وستبقى فينا حيا ولو مر على رحيلك زمن طويل من الدهر.. عشت طيبا للقلب لينا معطاء للخير والمحبة تمطر بها على كل الناس.. أدعو الله أن يرحمك رحمة واسعة.. وأن يجعل قلوب المحبين تتعطــر بذكراك والدعاء لك.. واجعلنا يارب مــن الشاكـــــــرين الحامـدين لك والراضين بقضائك وقــــدرك.
فتاة مع أبيها - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة