يبدو أن مسلسل الإهمال والأخطاء الساذجة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون مستمر مهما اتخذت الإعلامية صفاء حجازى من قرارات لمعاقبة المخطئين أو تحويلهم للتحقيق أو حتى إقالتهم من منصبهم، وهو ما حدث مع مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار السابق الذى تمت إقالته بعد الخطأ الكارثى فى حوار الرئيس عبد الفتاح السيسى، والأمر أصبح متفاقما لدرجة أن الحديث عن كيفية إنقاذ هذا المبنى مجرد "فض مجالس" ولا يوجد أى جديد يحدث حيث لم يمر على خطأ حوار الرئيس سوى أيام قليلة وظهرت أخطاء أخرى جعلت من المبنى العريق مادة للسخرية على مواقع التواصل ابتداء من واقعة المذيع جورج رشاد الذى تم استبعاده عن تقديم برنامج صباح الخير يا مصر ليس لتوجيه تحية للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ولكن بحجة إهانته ثورة يناير وهذا ما أكده رئيس قطاع الأخبار خالد مهنى، مرورًا بظهور المعزول محمد مرسى على القناة الثامنة فى احتفالات 6 أكتوبر أثناء إذاعة أغنية "تسلم إديك"...والمفارقة أن المبرر الذى أصبح "شماعة" أخطاء ماسبيرو هو أن المبنى به بعض العاملين الذين ينتمون لجماعة الإخوان وهم من وراء هذه الكوارث، أما فى واقعة المذيع جورج تم اتهامه أنه "فلول" وبذلك أصبح "دم" ماسبيرو متفرقًا بين الإخوان والفلول.
لماذا إذن لم يتم التخلى عن هذه العناصر أو استبعادها من العمل بالقطاعات الحساسة فى ماسبيرو تفاديا لهذه الكوارث؟ والبحث عن خطة لإنقاذ التليفزيون المصرى الذى أصبح غارقا فى الكوارث والأزمات حتى فى ظل ما تقوم به صفاء حجازى من إنجازات منذ فترة توليها رئاسة الاتحاد ولكن للأسف الأخطاء التى حدثت مؤخرًا عرضت حجازى لهجوم عنيف ولكنها أكدت أنها لم ولن تتهاون مع أى مخطئ ولا تسمع لمن يهاجمها حيث ترى أنها مؤامرة لإسقاط المبنى كما أنها ترفض الرد على هذا الهجوم موضحة أنها على استعداد للوقوف فى البرلمان وهو المكان الوحيد الذى توافق على الرد من خلاله على كل ما يحدث، وما زالت تصر على استكمال خطة القضاء على الفساد داخل المبنى وملاحقة المخطئين وتقول دائمًا "ماسبيرو ينبض بالحياة" وما زالت فرص إنقاذه موجودة.
وهو ما أكده عدد من خبراء الإعلام لـ"اليوم السابع" عندما طرحنا تساؤلا.. هل ما زالت هناك فرصة لإنقاذ ماسبيرو أم أن انهياره بات قريبًا؟
الدكتور محمود علم الدين أستاذ كلية الإعلام بجامعة القاهرة يرى أن هناك إمكانية عمل خطة لإنقاذ التليفزيون المصرى من خلال إعادة الهيكلة ومراجعة قانون خدمة العمل بالإذاعة والتليفزيون والتخلص من العاملين غير المؤهلين، وأضاف أن سبب تكرار أزمات ماسبيرو نتيجة ترهل إدارته وعدم القدرة على السيطرة على قنواته فأصبح كل ما يريد أن يقول شيئًا يقوله على شاشة التليفزيون، ولم يستبعد علم الدين أن وجود عناصر إخوانية داخل المبنى سبب من أسباب هذه المشاكل، ونادى بضرورة إصدار تشريعات قانون الإعلام تحت مسمى الهيئة العامة الوطنية للإعلام لتكون مسئولة عما يحدث فى التليفزيون وتنظيم العمل بداخله.
الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية إعلام القاهرة السابق قالت: "كل شىء ممكن ولا يوجد مستحيل فلا يمكن للدولة التخلى عن هذا الصرح العظيم وهدم ذلك التاريخ لمجرد وجود أشخاص غير مسئولة وغير مؤهله لتحمل مسئولية العمل داخل التليفزيون لذلك أناشد المسئولين البدء فورًا فى عملية تطهير شاملة للتليفزيون فى أقصى سرعة، وتابعت: "أعتقد أن هناك بالفعل بعض العناصر الإخوانية داخل المبنى ويجب تطهير التليفزيون منهم فورًا، حيث إن وجودهم يوقف مسيرة العمل والتقدم ويرجعنا إلى نقطة الصفر.
ونحن فى انتظار البرلمان لسرعة البدء فى سن قوانين جديدة لحل تلك المشاكل وإنشاء الهيئة الوطنية للإعلام لتحمل تلك المسئولية والبدء فى عملية التطهير، وهو ما اتفقت عليه أيضًا الدكتورة ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام جامعة cic مضيفة أنه كان من المفترض عدم إلغاء وزارة الإعلام بهذه الطريقة إلا بعد أن يتم إنشاء سلطة موازية لتولى مسئولية الإعلام المصرى والتليفزيون الرسمى وأن الأمر يتطلب إنشاء المجلس الأعلى للأعلام أولاً.
وأضافت: لى لوم كبير على رجال الأعمال الذين يضخون رءوس أموالهم فى قنوات خاصة وكان عليهم أن يخصصوا جزءًا منها للاستثمار فى التلفزيون الرسمى للعمل على تطويره حتى لا يصل إلى ما وصل إليه حاليًا.
واختتمت ماجى الحلوانى حديثها بأن الأزمات داخل المبنى لن تنتهى طالما لا يوجد خطة للتطوير تقف عليها الدولة أولها إسقاط الديون من على التلفزيون حتى يتمكن لهم البدء فى عملية تطوير شاملة فلا يمكن لنا أن ننسى أن هذا المبنى العريق هو من أثرى بكوادره جميع القنوات الخاصة الموجودة حاليًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة