تتجدد كل مناسبة لعاشوراء، قضية رأس الحسين، هل توجد بالفعل داخل مسجد الحسين، أم لا؟، خاصة فى ظل وجود عدة مقابر للحسين فى عدد من الدول العربية، لتتجدد هذه الأزمة الآن، بين تأكيدات سلفية بعدم تواجدها فى مسجد الحسين بمصر، وبين رؤى تاريخية تشير إلى تأكيد وجودها فى مصر، بينما يرى الشيعة أنها مدفونة بكربلاء، بينما نقل ابن تيمية أنها نقلت إلى البقيع.
البحوث الإسلامية: كثير من المؤرخين أكدوا وجود رأس الحسين بمصر
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك 4 أقاويل حول أين استقرت رأس سيدنا الحسين فهناك من يقول أنه بقيت فى كربلاء، وأخرى تقول أنها فى عسقلان، ورأى ثالث يؤكد أنها موجودة فى البقيع، بينما هناك تأكيدات رابعة بأنها توجد فى القاهرة.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامى، لـ"اليوم السابع" أن كل رأى له أدلته وبراهينه التى يستند عليها، وهناك مؤرخون كثر أكدوا أنها توجد فى مصر بمسجد الحسين، إلا أنه لم يتم التأكد من هذا الأمر حتى الآن.
الحسين لم يزر مصر حيًا
الحقيقة المعروفة أن الإمام الحسين بن على حفيد رسول الله صلى الله عليه و سلم مصر لم يزر مصر فى حياته، واستشهد الإمام الحسين فى كربلاء فى موقعة “الطف” التى دارت بين أنصاره وجيش يزيد بن معاوية.
البعض يذكر أن رأس الحسين دفنت فى مواضع كثيرة قبل أن تستقر فى مدينة عسقلان فى فلسطين، وعندما جاءت الحملات الصليبية وتم حصار عسقلان، خشى الفاطميون أن يصل الصليبيون إلى رأس الحسين، فأخذت الحامية الفاطمية فى عسقلان الرأس وحملتها إلى مصر، أمر الخليفة الفائز الفاطمى فى ذلك التوقيت بحفظ رأس الإمام الحسين فى علبة فى أحد سراديب قصر الزمرد، إلى أن تم بناء مشهد لها بالقرب من الجامع الأزهر الشريف ومن ثم تحول بعد ذلك إلى مسجد.
السلفيون ينفون دفنه بمصر
السلفيون بدورهم يرفضون الرؤية التى يذهب مجمع البحوث وأغلب علماء الأزهر إلى تأرجيحها، وينفون بشكل قاطع وجود رأس حفيد رسول الله بمصر، فيردد الداعية السلفى سامح عبد الحميد، أن مسجد الحسين لا يوجد فيه رأس الحسين، كما يقول بعض الشيعة، متابعا: "من المعلوم أن الحسين رضى الله عنه قُتل فى كربلاء فى العراق، وقيل إن رأسه أُرسلت إلى يزيد فى الشام، وبذلك نعلم أن الحسين لم يُدفن فى مصر إطلاقًا".
الرؤية السلفية التى تظل مجرد أقاويل تردد كغيرها من الروايات التى تفتقد إلى الدليل الآثارى والوثيقة التاريخية. يضيف عبد الحميد "مسجد الحُسين فى القاهرة تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة طويلة؛ بناه الفاطميون، وقد أدعوا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالى".
الصراع السلفى الشيعى تبدو تأثيراته واضحة فى موقف السلفيين والشعية، وكأن كل طرف يريد فقط أن يثبت كذب ادعاءات ألآخر وليس هدفهم الوصول إلى الحقيقة التاريخية.
قيادى شيعى للسلفيين: مالكم بسيدنا الحسين
الشيعة المصريون ليس وحدهم الذين يعتقدون فى وجود رأس الحسين، فالصوفيون وأغلب خريجة وعلماء الأزهر وأساتذة التاريخ الإسلامى يعتقدون ذلك. هنا يرد رد عماد قنديل، القيادى الشيعى، قاصدًا السلفيين "هما مالهم ومال سيدنا الحسين، فسيدنا الحسين فى قلوبنا ودمائنا، وهناك تأكيدات من خبراء أثار ومؤرخين أن رأس سيدنا الحسين دفنت فى مصر".
وأضاف القيادى الشيعى، لـ"اليوم السابع" :"هناك 9 مليون مصرى من أهل البيت، وما يقوله السلفيون حول عدم وجود رأس الحسين فى مسجده تخاريف".