قال الرئيس السورى بشار الأسد لصحيفة روسية إن استعادة الجيش السورى السيطرة على مدينة حلب التى تجدد قصفها فى محاولة للسيطرة على القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة منها ستكون "نقطة انطلاق مهمة جدا" لدحر "الإرهابيين" إلى تركيا.
وقال عمال إغاثة إن الجيش السورى بدعم من طائرات حربية روسية قتل أكثر من 150 شخصا فى شرق حلب هذا الأسبوع فى إطار الحملة على المدينة.
وأثار ارتفاع عدد الضحايا فى حلب حيث تحولت المبانى إلى أنقاض أو هدمت أسقفها وجدرانها موجة غضب عالمية وجدد الجهود الدبلوماسية فتقرر إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا يوم السبت.
وقال الأسد فى المقابلة مع صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية والتى تم بثها اليوم الجمعة (14 أكتوبر) "ينبغى الاستمرار فى تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر."
ومع تكثيف الضربات الجوية والقصف على شرق المدينة منذ يوم الثلاثاء بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبى وافقت الحكومة السورية على خطة للأمم المتحدة للسماح بدخول قوافل المساعدات إلى أغلب المناطق المحاصرة فى سوريا باستثناء حلب.
وأسفرت الحرب الأهلية -التى دخلت عامها السادس- عن مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد ملايين فى حين استقطبت قوى إقليمية ودولية وألهمت هجمات متشددين إسلاميين فى الخارج.
ويحظى الرئيس بشار الأسد بدعم من القوات الجوية الروسية والحرس الثورى الإيرانى ومقاتلين شيعة من دول عربية مجاورة فى حين تلقى قوى سنية تسعى للإطاحة به الدعم من تركيا الولايات المتحدة ودول عربية خليجية.
وقال الأسد للصحيفة إن الحرب فى بلاده باتت صراعا بين روسيا والغرب.
وأضاف "ما رأيناه فى الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية هو ما يشبه الحرب الباردة وربما أكثر..."
وقال الأسد إن تحركات تركيا فى سوريا تمثل "غزوا وتتنافى مع القانون الدولى والأخلاق وضد سيادة سوريا."
وقال مسؤول من الدفاع المدنى إن ضربات جوية قتلت يوم الخميس 13 شخصا فى أحياء الكلاسة وبستان القصر والصاخور فى المنطقة التى تسيطر عليها المعارضة فى حلب فى حين وضع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى مسودة بيان يتهم سوريا وحلفاءها بعنف "ربما يصل إلى جرائم حرب."
وقالت مسودة البيان التى أطلعت رويترز عليها "منذ بداية الهجوم الذى شنه النظام (السورى) وحلفاؤه وكثافة القصف الجوى ومداه على شرق حلب مفرطة بشكل واضح."
وتقول الحكومتان السورية والروسية إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين.
وإلى الجنوب قال سكان ومقاتلون إن مئات من مقاتلى المعارضة وأسرهم غادروا بلدتين خضعتا لسيطرتهم على المشارف الشمالية لدمشق بموجب اتفاق مع الحكومة التى تدفع معارضيها إلى مناطق بعيدة عن العاصمة.
وجاء الإجلاء بعد أن حدد الجيش لقادة البلدتين- وهما الهامة وقدسيا- مهلة لإخراج عدة مئات من المقاتلين من البلدتين أو التعرض لهجوم شامل. وكانت البلدتان تتمتعان بهدوء نسبى وفقا لاتفاقات هدنة محلية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن من المقرر أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية اليوم الجمعة لبحث الخيار العسكرى وخيارات أخرى فى سوريا.
ويرى بعض المسؤولين أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل بقوة أكبر فى سوريا وإلا واجهت خطر خسارة ما تبقى من نفوذ لها على المعارضة المعتدلة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك فى قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يستبعدون أن يأمر أوباما بشن غارات جوية أمريكية على أهداف للحكومة السورية وأكدوا على أنه ربما لا يتخذ أى قرارات فى الاجتماع المقرر لمجلس الأمن القومي.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الروسى سيرجى لافروف فى سويسرا يوم السبت لاستئناف جهودهما التى فشلت حتى الآن فى إيجاد حل دبلوماسى مع نظرائهما من بعض دول الشرق الأوسط.
ودعت موسكو يوم الخميس دول المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلى المعارضة السورية بصواريخ محمولة مضادة للطائرات وحذرت من أن أى إجراء عدائى ضد القوات الروسية لن يمر دون رد مناسب.