الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عيون "الإكونوميست".. الصحيفة: أمريكا مع ترامب أفقر وأقل أمنًا والسياسة أكثر قبحًا وقسوة.. ومع هيلارى كلينتون أكثر استقطابًا وذات دور دولى منكمش وتعانى من الأحباط

الجمعة، 14 أكتوبر 2016 06:04 م
الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عيون "الإكونوميست".. الصحيفة: أمريكا مع ترامب أفقر وأقل أمنًا والسياسة أكثر قبحًا وقسوة.. ومع هيلارى كلينتون أكثر استقطابًا وذات دور دولى منكمش وتعانى من الأحباط المرشحين للرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون ودونالد ترامب
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت صحيفة الإكونوميست، إن فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب سوف يعنى أن تكون السياسة الأمريكية أكثر قبحًا وقسوة، وفوز غريمته الديموقراطية هيلارى كلينتون يعنى انكماش الدور الأمريكى دوليًا.

وقالت الصحيفة البريطانية فى افتتاحيتها لعدد الغد، إن "تطبيع" تصرفات ترامب التى كانت فى يوم من الأيام "تابو"، يعد لكمة قوية لثقافة السياسة الأمريكية، مضيفة إن السياسة السليمة تعتمد على الحلول الوسط واحترام الغريم السياسى رغم الاختلاف معه.

وأشارت الصحيفة إلى إصرار العديد من مؤيدى ترامب على أن حديثه عن تلمس الأماكن الحساسة فى أجساد النساء "سلوكًا طبيعيًا"، وكذلك تهديده لكلينتون بالسجن حال فوزه.

ونوهت الإكونوميست إلى أنه فى دولة لديها "ديموقراطية هشة"، فهذا الحديث ينبأ بالعنف بعد الانتخابات، ولكن لحسن الحظ فالولايات المتحدة لديها القوة لإنفاذ النصوص القانونية، غير أن المشكلة الحقيقية تكمن فى القواعد غير المكتوبة التى تعيش عليها الديموقراطية الأمريكية، فهذه هى القوانين التى يسحقها ترامب بقدميه، وهى التى على الأمريكيين الدفاع عنها، على حد قول الصحيفة.

وضربت الصحيفة مثالًا بتصريحات ترامب إنه يجب حظر المسلمين من الدخول للبلاد، وإن قاضى من أصل مكسيكى غير مؤهل للنظر فى قضية تتعلق به، وسخريته من صحفى معاق، مستعينة بتصريح خبير علم الاجتماع الأمريكى دانيا باتريك مونيهان إنه عندما يحدث العديد من الأشياء القبيحة فى الوقت ذاته، فتعريف المجتمع للانحراف يقل فى صرامته حتى تكون قائمة الغير مقبول قصيرة بما يكفى للتعامل معها. 

كما إن شخصية ترامب التليفزيونية، بما إنه كان نجمًا فى عدد من البرامج، تحيط ما يقوله بالغموض فيما إذا كان يعنى حقًا ما يقول وما إذا كان على مؤيديه أن يأخذوا كلامه على محمل الجد، بحسب الصحيفة.

وأكدت الإكونوميست إنه ليس كل مؤيدى ترامب من المتعصبين، ولكنهم يقبلون بالوقوف إلى جانب أخرين يصيحون بشعارات "شوفينية" ومسيئة فقط ليتمكن ترامب من الفوز، وإن أفضل مؤيدى ترامب يتمنون أن عاصفة كفوز ترامب سوف تكون كفيلة بتدمير السياسة الأمريكية حتى يتم إعادة بناء المجال العام.

فهؤلاء يريدون المجال العام أن يمثل المواطنين الحقيقيين وليس النخبة وجماعات المصالح، على حد قول الصحيفة، والتى قالت إنه عندما يستنتج الناس بأن السياسة مقززة أو عبثية، يفقدون الإيمان بها، وهذا عادة ما يزيد الطين بلة.

ماذا يحدث إذا فاز أو خسر ترامب؟

وتنبأت الصحيفة إنه فى حال فوز ترامب، سوف يكون على الجمهوريين تنفيذ ما وعد به، تخفيض الضرائب، العداء للأجانب وتغيير مسار عقود من السياسة الخارجية، وهذا سوف يجعل الولايات المتحدة أكثر فقرًا وأضعف وأقل أمنًا، وبهذا سوف تكون السياسة الأمريكية أقذر قبحًا وقسوة.

وإذا خسر، فسوف تبدأ كلينتون رئاستها ويعتقد عشرات الملايين إنها يجب أن تكون فى السجن، وربما قد يخسر ترامب خسارة كبيرة تجعله يختفى هو والأغلبيات الجمهورية فى مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وفى هذه الأثناء، وحتى الانتخابات البرلمانية التالية بعد عامين على الأقل، ستتمكن كلينتون من إصلاح قوانين الهجرة وزيادة الميزانية المخصصة للبنية التحتية وتغيير توازن المحكمة العليا فى اتجاه ليبرالى، وهذه ستكون إنجازات كبيرة ولكنها ستجعل ما يربو على 40% من الناخبين يشعرون إنه يتم تنفيذ هذه السياسات رغمًا عنهم من قبل حكومة معادية لهم، وهكذا تكون السياسة الأمريكية أكثر استقطابًا.

ولأن كلينتون غير محبوبة وغير موثوق بها، فحال فوزها سوف تواجه مجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون، وربما مجلس الشيوخ كذلك، وهذه وصفة لطريق مسدود محفوف بالغضب والكراهية، وهذا بدوره سيؤدى إلى تخطى الجهات التنفيذية للكونجرس، مما سيزيد الشعور العام لأن كلينتون رئيسة غير شرعية.

وأخيرًا، لكونها مقيدة وغير محبوبة بالداخل، فسوف تكون كلينتون أضعف بالخارج، فلن تتمكن بسهولة من قبول المخاطرات للحد من التحديات التى تمثلها الصين وروسيا، وسوف ينكمش دور الولايات المتحدة دوليًا، ويزداد الإحباط وخيبة الأمل فى المجتمع الأمريكى، طبقًا لتوقعات الإكونوميست. 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة