يوم بعد الآخر تزيد المعاناة التى يعيشها منتخب مصر فى كل المباريات التى يلعبها، ولا يجد قناصًا يجيد هز الشباك، ودك حصون المنافسين، واستغلال أنصاف الفرص والتمركز الجيد واستغلال العرضيات المتقنة فى ظل تذبذب مستوى باسم مرسى مهاجم الزمالك، وحالة "التوهان"، التى يمر بها عمرو جمال مهاجم الأهلى، ورفض الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر ضم حسام باولو لاعب سموحة، وهداف الدورى الموسمين الماضيين.
منتخب مصر المقبل على تحديات ضخمة أهمها تصفيات مونديال روسيا 2018 وأيضاً منافسات كأس الأمم الأفريقية بالجابون 2017 ، يحتاج لمهاجم فذ ذى مستوى ثابت يملك مواصفات المهاجم الخطير فى منطقة الجزاء.
وأثبتت مباريات الفراعنة فى الفترة الأخيرة وآخرها مباراة الكونغو فى الجولة الأولى لتصفيات المونديال التى فاز بها المنتخب بهدفين مقابل هدف، أن الثنائى محمد صلاح مهاجم روما الإيطالى وعبد الله السعيد صانع ألعاب الأهلى أصحاب هدفى اللقاء هما اللاعبان اللذان تكفلا بدور المهاجم ليس فى المباراة الأخيرة فحسب وإنما فى كل المواجهات السابقة.
يؤدى صلاح والسعيد نفس الدور الذى أجاده وتألق فيه ببراعة الثنائى الأشهر فى تاريخ الكرة المصرية محمد أبو تريكة ومحمد زيدان نجوم الفراعنة السابقين اللذان كان مركزهما الحقيقى "صناع لعب" ولكن كثيرًا ما نجد النجمان فى دور المهاجم فى أوقات غياب واهتزاز مستوى المهاجمين الصرحاء .
الورطة التى يمر بها الفراعنة ليست حديثة العهد فهى أزمة يعانى منها المنتخب الوطنى منذ اعتزال العميد حسام حسن مهاجم الأهلى والزمالك الأسبق وأيضاً البلدوزر عمرو زكى مهاجم الزمالك وويجان الإنجليزى الأسبق، الذى أعلن اعتزاله فضلا عن وجود عماد متعب مهاجم الأهلى وقناص الفراعنة الشهير على دكة البدلاء الحمراء وعدم الاعتماد عليه بشكل أساسى طيلة الفترات الأخيرة.
اعتزال العميد والبلدوزر وغياب متعب كشف الورطة الحقيقية للفراعنة فى ندرة المهاجمين المتواجدين فى الكرة المصرية ووضع كوبر فى مأزق بالغ الصعوبة لاسيما مع ارتفاع التحديات أمام المدرب الأرجنتينى وانتظاره مباريات غاية فى القوة والصعوبة.
فضلا عن طموحات الشعب المصرى التى باتت تعانق السماء فى التأهل للمونديال للمرة الثانية فى التاريخ بعد سنوات عجاف والعودة لمنصات التتويج الأفريقية بالفوز بكأس الأمم الأفريقية بالجابون العام المقبل .