تستضيف مدينة لوزان السويسرية خلال ساعات اجتماعاً موسعاً لمناقشة الخروج من الأزمة السورية، وذلك بمشاركة كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وسط مطالب ملحة بتفعيل الهدنة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل والبدء بشكل فورى فى نزع سلاح المليشيات المسلحة داخل سوريا.
وبخلاف غيرها من الاجتماعات الدولية التى عقدت لمناقشة الشأن السورى، تظل قمة لوزان المرتقبة هى الأكثر أهمية وصخباً حتى قبل انطلاقها، وذلك لما تضمه من أطراف مختلفة تجمعها الخلافات أكثر من التوافقات، وتستضيف مائدة الحوار وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره التركى جاويش أوغلو، برغم تدخلات تركيا المستمرة فى الشأن المصرى، وإساءاتها التى لا تنقطع بحق خيارات المصريين وثورة 30 يونيو الشعبية.
وفى مقدمة الدول المتنازعة، تجتمع المملكة العربية السعودية ممثلة فى الوزير عادل الجبير، والجمهور الإيرانية التى يمثلها وزير الخارجية جواد ظيرف، على مائدة تفاوض واحدة، فى مشهد نادراً ما يحدث فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وبالرغم من اساءات إيران المتكررة بحق المملكة وتدخلاتها التى لا تنقطع فى الشأن السعودى.
وقبل المملكة وإيران، وتركيا ومصر، يظل اللقاء الأمريكى ـ الروسى، على مائدة تفاوض واحدة هو المشهد الأبرز فى الاجتماع المرتقب، فى وقت تحدثت فيه عدة تقارير غربية عن احتمالات انزلاق المنطقة فى حرب بسبب الخلاف بين واشنطن وموسكو بشأن الأزمة السورية التى دخلت عامها الخامس.
ويضم الاجتماع أيضاً كلاً من قطر والعراق، ويسعى إلى الخروج بتوافق حول العديد من الملفات وفى مقدمتها تفعيل الهدنة، وإدخال المساعدات الانسانية، ونزع سلاح المليشيات فى سبيل وقف معاناة الشعب السورى.
ويأتى اجتماع الأقطاب الثمانى فى لوزان بينما تتحدث تقارير إعلامية بأن أنقرة ستقدم فى الاجتماع حول سوريا خطة جديدة لتسوية الأزمة تضمن 6 بنود تشمل تحقيق الهدنة وتعاون قوات التحالف الدولى وروسيا فى مكافحة الإرهاب، ووقف إطلاق النار بين كافة الأطراف المتنازعة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية فى مواقع بحاجة إلى ذلك، كما تنص على تعاون قوات التحالف الدولى وروسيا فى مكافحة تنظيمى "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين بعد ضمان الهدنة، ووضع خارطة طريق مشتركة حول التسوية فى سوريا بين حكومة البلاد والمعارضة، كما تقضى الخطة التركية إنشاء منطقة آمنة فى سوريا من أجل تجنب موجة جديدة من اللاجئين، وتنص على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضى سوريا وتقليل كل الأخطار التى قد تؤدى إلى الإضرار بوحدة سوريا ونشوب نزاعات على أساس عرقى وطائفى.
وكان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، قال فى بيان له اليوم، قبل انطلاق الاجتماع إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أكد على أهمية مشاركة الوزير سامح شكرى على ضوء الدور الهام الذى تقوم به مصر فى دعم جهود التسوية السياسية للأزمة السورية، وما تتمتع به القاهرة من مواقف متوازنة من شأنها أن تعزز من الجهود المبذولة لدعم الحل السياسى للأزمة السورية، والإسهام الإيجابى فى قدرة اجتماع لوزان على تحقيق أهدافه.
كما يتزامن الاجتماع محاولات لتقريب وجهات النظر المصرية السعودية فى ملف الأزمة السورية، بعد تصويت مصر على القرار الروسى فى مجلس الأمن الأسبوع الماضى، ويأتى أيضا عقب قمة خليجية تركية عقدت الخميس الماضى فى الرياض، تصدرها الملف السورى، وأكد بيانها الختامى على أهمية التوصل إلى حل سلمى يضمن انتقالا سياسيا فى سوريا.
وتسعى المملكة العربية السعودية بالتنسيق مع قطر وتركيا التى تتبنى ايدلوجية موحدة فى سوريا، وقبيل انطلاق الاجتماع، حرص وزير الخارجية عادل الجبير على عقد اجتماع ثلاثى مع كلا من وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع.