"قرارنا مستقل ولن نركع لغير الله، وعلاقتنا بدول الخليج راسخة وهناك أطراف تسعى لتخريبها" كان هذا أول تعليق للرئيس عبد الفتاح السيسي على الخلافات بين مصر والمملكة العربية السعودية.. تأكيد الرئيس "السيسي" وتحذيره مما أسماهم "الأطراف الساعية للتخريب بين مصر ودول الخليج" يجعلنا نتساءل، ما هى الأطراف التى قصدها السيسي فى حديثهم أثناء ندوة تثقفية للقوات المسلحة أمس الخميس، وهل هذه الأطراف داخل مصر أم خارجها؟ وكيف تنفذ هذه الأطراف مخططاتها؟.
وأجاب أعضاء بمجلس النواب المصرى على هذه التساؤلات، مؤكدين أن هذه الأطراف اقليمية ودولية، وتقوم بعدة أدوار لإفساد علاقة مصر بالدول العربية، مشيرين إلى هذه الأطراف ممثلة فى قطر، وتركيا وإيران، بجانب مخطط أمريكى لجعل مصر دولة منعزلة، مؤكدين ضرورة أن يكون لجامعة الدول العربية دور فى مواجهة هذه المخططات.
وقالت النائبة داليا وسف، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن ما تشهده المنطقة العربية من محاولات تفتيت وتمزيق ليس صدفة ولكن هناك مخطط بالفعل لتفتيت القطر العربى بشكل كامل، وهناك أطراف خارجية تسعى لتخريب علاقة مصر بأشقائها العرب والأفارقة. وأضافت لـ"اليوم السابع" أن ما يحدث فى المنطقة بأكملها الآن والتصريحات المتبادلة بين أمريكا وروسيا بأن سوريا ستكون ساحة لحرب عالمية ثالثة ليس إلا مخطط لتدمير المنطقة، مؤكدة ضرورة أن يعى العرب هذا الأمر.
وأشارت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى أن هناك دول تسعى لتعكير الصفو العربى، ويساهم فى ذلك بعض إخواننا العرب مثل قطر بجانب تركيا ودول إقليمية أخرى مثل إيران، موضحة أن الإدارة الأمريكية انزعجت كثيرا من سقوط الإخوان من الحكم لذلك تلعب عى أيضا دور فى هذا الأمر، كما أن تعاونها مع الإدارة المصرية قل كثيرا بعد سقوط الإخوان.
وأكدت داليا يوسف ضرورة أن يعى الدول العربية والأفريقية هذا المخطط، ويتأكد الآخرين أن اللعب فى المنطقة هو قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر فى أى لحظة، مؤكدة ضرورة أن يكون الاتحاد العربى والأفريقى اكبر من ذلك، ومشيرة إلى ضرورة أن يكون لجامعة الدول العربية دور فى هذا الأمر.
وفى ذات السياق قالت النائبة أنيسة حسونة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن هناك أطرافا عديدة تسعى لتخريب علاقة مصر بالدول العربية، من بينها تركيا وإيران، إلى جانب بعض الدول العربية وعلى رأسها قطر، فهدفهم ألا تستقر المنطقة، ويحدث حالة من الزعزعة فى علاقات الدول العربية. وأضاف لـ"اليوم السابع" أنه من المهم أن تحافظ الدول العربية على علاقاتها الراسخة فيما بينها، وفقد تحدث اختلافات فى وجهات النظر ولكن لا يعنى ذلك أن يؤثر على العلاقات القوية بين البلدين.
وأشارت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى الدول العربية قادرة على مواجهة أى مخطط لتعكير صفو العلاقات بين الاطراف العربية خلال الفترة المقبلة، لأن بقاء هذه العلاقات هو الضمانة لاستقرار المنطقة. من جانبه قال محمود الصعيدى، عضو ائتلاف دعم مصر، أن الأدوار التى تقوم بها بعض الدول الخارجية لتفتيت الدول العربية، ليست بعيدة عن ما يحدث من محاولات إفساد العلاقة بين مصر وأشقائها فى الخليج.
وأضاف عضو ائتلاف دعم مصر، أن الدولة المصرية قادرة على مواجهة تلك المحاولات، عبر سياساتها الواضحة، لافتا إلى أن مصر لا تتدخل فى شئون الداخلية للدول العربية، وحريصة على استمرار العلاقات قوية بينها وبين أشقائها العرب، لأن هذا يضمن استقرار المنطقة.
قال الكاتب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أن الأطراف التى يقصدها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى حديثه عن الأطراف التى تسعى لتخريب العلاقة بين مصر ودول الخليج، هى أطراف داخلية وأخرى خارجية.
واتهم "بكرى" إعلاميين ضمن قائمة الأطراف المتآمرة على مصر، قائلا فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "هناك حملة يقوم بها ثعابين الإعلام فى الداخل والخارج، لتؤجج الصراع وتقدم معلومات كاذبة وتحرض على مهاجمة المملكة العربية السعودية، ونفس الأمر فى يحدث فى السعودية" مضيفًا: "لكن الحقيقة أن العلاقة بين مصر دول الخليج راسخة، وكما قال الرئيس السيسي، أن أمن الخليج من أمن مصر، وأمن مصر من أمن الخليج".
وأضاف "بكرى":" الأمر الذى يكشف الخونة التى تسعى لتخريب العلاقة بين مصر والسعودية، إعلان الرئيس السيسي أن قرار وقف الامدادات البترولية كان قبل شهر أكتوبر، أى قبل تصويت مصر فى مجلس الأمن حول قرار سوريا، الأمر الذى يعنى أن ما جرئ هو أزمة مفتعلة وهو مخطط لعزل مصر".
وتابع: "لقد لعب الإخوان دور مهم فى هذا الأمر، ظنا منهم، أن هذا سيفتح لهم الطريق فى السعودية وباقى دول الخليج" مضيفًا: "موقف السعودية من مصر داعم دائما، فقد منحت 2 مليار دولار خلال الأيام القليلة الماضية للبنك المركزى المصرى، الأمر الذى يؤكد أن العلاقات بين مصر والسعودية أقوى من أى محاولات التحريض". وطالب "بكرى" بما أسماه محاسبة من يقفون وراء تنفيذ المخطط لتوتر العلاقات بين مصر والسعودية، ومن يعبث بأمن مصر القومى وعلاقاتها مع الأشقاء" مضيفًا: "من يبعث بأمن مصر القومى إلى متى سوف تتسامح معه الدولة المصرية، فهذه ليست حرية ولكنها فوضى، ولذلك يجب أن تتحمل الدولة مسئوليتها".