ما زال صدى فوز المغنى والشاعر الغنائى الأمريكى بوب ديلان بجائزة نوبل للأدب يتزايد بقوة، وكانت أغلب تعليقات الكتاب والمثقفين ساخرة من الإعلان، والذى اعتبره البعض بمثابة إعلان "لم ينجح أحد" هذا العام، بحسب وصف الكاتب وائل الملاء مدير دار مصر العربية للنشر.
وكانت من بين التعليقات الساخرة تعليق الكاتب "شريف صلاح" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حيث قال "هايطلع دى الوقت محلل مستنير ويقولك أنتو العرب مفهومكم عن الأدب محدود جدا ومش قادرين تتجاوزوا بحور العروض ولا الرواية التاريخية السمجة الـ500 صفحة.. وإن نوبل باختياراتها السنة اللى فاتت واختيارها النهاردة بتحاول توسع مفهوم الأدب.. وأنا خايف إنها تكون فعلا وسعته جدًا أكتر من اللازم.. فنقدر نعتبر رقص صافنياز مثلا جملة أدبية رشيقة تنتمى للكتابة العمودية".
فيما قال الدكتور حاتم حافظ أستاذ المسرح بأكاديمية الفنون ورئيس تحرير مجلة فنون: "منذ أعلن عن فوز ديلان بالجائزة أمكن متابعة المنهج الناشطى الاحتجاجى فى التعامل مع أى قضية، بداية من تحديد المواقع (سلطة - احتجاج)، ثم الطعن فى لجنة الحكم كسلطة - وأى سلطة فاسدة بالضرورة طبعا، ثم الطعن فى الحاصل على الجائزة باعتباره متعاملا مع السطة، ثم استدعاء كل أسماء الشرفاء الذين أخطأتهم الجائزة لأغراض مؤامراتية.
المنهج الناشطى لا يمارسه نشطاء، لكن يمارسه أشخاص لديهم نزوع للناشطية، وهو نزوع يقتضى الجاهزية طول الوقت للتعليق السريع، والقدرة على صياغة مجاز ما (المجاز أو الأفيه مهم جدا)، والحدية والقسوة واللسان الطويل.
أزمتى مع هذا المنهج أنه لا ينتج معرفة لأنه لا يطرح أسئلة، والسؤال الوحيد المتاح هو سؤال عن المؤامرة. إنتاج المعرفة ليس رفاهية لأى نشاط إنسانى حقيقي، لكنه جوهر هذا النشاط وشرط وجوده أيضا.
بإزاء كل الذين مارسوا المنهج الناشطى فى التعاطى مع الخبر قلائل فقط هم الذين طرحوا أسئلة حقيقية وأفكارا معرفية عن ما هو الأدب؟ ما هى حدوده وتخومه؟ ما المساحات البينية بينه وبين الفنون الأخرى؟ فرص حصول شاعر عامى مصرى فى سياق لم يتخلص من ثنائية الفصحى - العامية؟.. إلخ.
كل هذه الأسئلة وغيرها لم يستجب لها أحد. فالمنهج الناشطى كما أن له منتجين له أيضا مستهلكين، وهم معا يشكلون غالبية الناس هنا وخارج الهنا، وهو ما يجعلنا نقفز طوال الوقت من موضوع لآخر ومن خبر لغيره ومن صراخ لصراخ ومن ضجيج لضجيج ومن شتيمة لشتيمة ومن عراك لعراك. ولهذا سوف يكون الخطاب الشعبوى لسائق التوك توك هو منتهى الأمل، لأنه المثال الحى للناشطية المتجذرة فى وعى العامة والنخب على السواء".
كما سخر فى تعليق آخر قائلا: "التفكير فى إن الرواية أرقى من الشعر الغنائى خاطئ إجمالا. مافيش فن من الفنون أرقى من التانى، والمقارنة لا تصلح مثلا بين سامية جمال ومحمد عبد الوهاب، ولا بين عبد الوهاب وشكسبير، لا من حيث الإجادة ولا من حيث الإضافة الفنية ولا من حيث إفادة البشرية.
المسألة تتعلق ب هل يشبه منح نوبل للآداب لشاعر غنائى بمنح نوبل للعلوم لريجيه دوبريه مثلا؟
فى ظنى لا. من يمكنه الاعتراض إن حصل عليها الأبنودى مثلا؟
مرسى جميل عزيز مثلا فى أغنية أما براوة بيقول
حبيبى لما لقانى مريت قباله
شال طرف شالى وسقاني.. وطرف شاله
طرف لى عينى يا عيني.. بس بهداوة
وحسن أبو عتمان فى أغنية عرباوى بيقول
قلبى يا قلبى يا أبو الحيارى
والله لأعملك شارع وحارة
وأبنى لها عشة م النى الاخضر
وحبة حبة تبقى عمارة
أما فتحى قورة فبيقول فى إن شالله ما أعدمك
اسمع كلام.. واشبع ملام
وابعت سلام.. واسهر ما انام
واتوه انا فى بحر الغرام.. بكلمة حلوة من فمك
بوب ديلان إيه بس".
فما قال الكاتب والراوئى الشاب وسام جنيدى "بجد أنا حاسس إن فى كتاب زعلانين إن (بوب ديلان ) أخد جائزة نوبل فى الأدب، طيب ما هو كان بيكتب كلام أغانيه، يعنى شاعر غنائى أهو، وبعدين مش دى نوبل اللى احنا قلنا على البرادعى عميل علشان وآخدها، وأنهم بيدوها للعملاء الصهاينة وكدة، بعدين زيه زى أدونيس بس على غنائى ومفهوم".
التعليق الأبرز ربما كان تعليق وائل الملاء مدير دار مصر العربية للنشر عندما علق قائلا: "كدة نوبل للآداب السنة دى نقدر نقول لم ينجح أحد" وتابع "بوب ديلان مين؟؟؟.. طب حيث كدة بول مكارتنى كان أولى بقى".