أكدت الأبحاث العلمية أن عادة التدخين تبدأ من فكرة بسيطة وكلمة "هجرب واحدة بس" وعادة ما تبدأ الفكرة فى سن صغيرة، ظنا من الطفل أو المراهق وقتها أنه سيصبح كبيرا بمجرد تناوله للسيجارة، ولكن الحقيقة أن السيجارة تدمر طفولته البريئة بوضعهم على قائمة الأمراض الكثيرة.
مع انتشار حملات التوعية من مخاطر التدخين، يلجأ بعض المدخنون إلى فكرة تقليل عدد أعواد السجائر التى يتناولوها فى اليوم عن طريق تدخين سيجارة واحدة فى اليوم، ظنا منهم أنهم بذلك يقللون من مخاطر آثار التدخين عليهم، ولكن كشف مجموعة من الباحثين البريطانيين عن أرقام تؤكد أن مخاطر سيجارة واحدة فى اليوم مثل 20 جميعهم يؤدى للوفاة ببطء بسبب الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة والسكتة الدماغية وغيرها من المضاعفات، حيث أشارت التقديرات الأولية إلى أن 2% من المتوفين بسبب السجائر كانوا يدخنون سيجارة واحدة فى اليوم.
وأكد الباحثون خلال دراستهم أن تدخين سيجارة واحدة فى اليوم يقلل مستويات هرمون الاستروجين، ما يؤدى إلى تعطيل الكولاجين وهو البروتين الذى يساعد فى الحفاظ على بنية الأوعية الدموية والجلد، ما يجعل الأوعية الدموية أضعف ويزيد من التهاب جدار هذه الأوعية.
وفى نفس السياق قال الدكتور وائل صفوت، رئيس اللجنة الدولية للجمعية الأمريكية لعلاج التدخين: "للسيجارة الأولى أو حجر الشيشة رحلة طويلة ولكنها سريعة فى تدمير كل أعضاء الجسم بداية من الفم وصولا للقدمين، فمع أول نفس تنتقل ما يزيد عن 4000 مادة سامة داخل الجسم، بالإضافة إلى المواد المضافة كالنكهات أو الفحم والجلسرين فى الشيشة، وتبدأ الرحلة من الفم، حيث يقوم أول نفس بإحداث التهاب فى اللثة والأسنان ثم ينتقل إلى البلعوم وهو ما يؤدى إلى الكحة الشديدة مع التهاب مزمن فى الحنجرة".
وتابع: "يتنقل أول نفس إلى الرئة ليصاب الفرد بكحة شديدة تحدث بسبب حرق الأغشية التى تبطن الرئة وتم تغطيتها بالقطران والمواد السامة التى تحتوى عليها السيجارة وتحول كل خلية من خلايا الرئة إلى اللون الأسود، وعلى الفور ينتقل الدخان إلى شرايين الجسم بالإضافة إلى القلب والمخ ليحرقها وتضيق وتزداد ضربات القلب ومنها إلى زيادة فرص حدوث الجلطات".
وأضاف "صفوت" قائلا: "خلال 11 ثانية من تناول أول نفس سيجارة أو شيشة يدخل النيكوتين فى خلايا المخ ليصطدم بها ويؤدى إلى تلفها وهو ما يزيد خطر الإصابة بجلطات المخ والسكتة الدماغية وعلى الجانب الجنسى، فهو عكس ما يظن الغالبية، التدخين يؤثر بالسلب على خصوبة الرجل لعدم وجود الدم الكافى للحيوانات المنوية فيحدث ضعف فى الانتصاب نتيجة ضعف شرايين العضو الذكرى".
أما بالنسبة لتأثير أول نفس سيجارة على الفتيات، فقال: "تتأثر السيدات بكل الآثار الجانبية السابقة بالإضافة إلى إضعاف بشرتها وشعرها وأظافرها فضلا عن إضرابات فى علمية التبويض، واحتمال تشوه للأجنة فى حالة تناولها للسيجارة أثناء الحمل أو تناول أحد بجوارها واستنشاقها للمواد السامة التى تحتوى عليها السيجارة، بالإضافة إلى ولادة طفل يعانى من صعوبات التعلم وقلة النمو العقلى له.
ومن جانب آخر أكد الدكتور سامح شاهين، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية كلية طب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب: "السيجارة الواحدة تؤدى إلى انكماش الأوعية الدموية وحدوث التهاب فى الجدار المبطن للأوعية الدموية، فما بالك لو تناول أكثر من واحدة فى يوم خاصة وأن مفعول السجائر تراكمى".
وأضاف "شاهين: "وفقا للإحصائيات عدد المدخنين يزداد خاصة مع انتشار أنواع كثيرة من التبغ مثل الشيشة، ويظن مدخن الشيشة أنه يتناول كمية أقل بوجود المياه فى قارورة الشيشة ولكن الدراسات أثبتت أن حجر الشيشة الواحد يعادل تدخين علبتين من السجائر فضلا عن التلوث والأمراض المعدية التى تنتقل عبرها".