بدأ رجال محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، يبسطون سيطرتهم على التنظيم بشكل كامل، بعد مقتل محمد كمال، عبر توجيه رسائل إلى الصف الإخوانى يدعونهم فيها إلى إنهاء خلافاتهم الداخلية، فى الوقت الذى قال فيه خبراء إن محمود عزت القائم باعمال مرشد الإخوان يريد توصيل رسالة بأنه تمكن نهائيا من الإخوان.
وفى أول رسالة له بعد مقتل محمد كمال مسئول اللجان النوعية بالتنظيم، أصدر محمد عبد الرحمن، عضو مكتب الارشاد، رسالة وصف نفسه فيها بمسئول اللجنة الإدارية العليا – والتى كان محمد كمال يتولى مسئولياتها، حيث حرض فيه قواعد جماعة الإخوان على ما أسماه "النفير".
ووجه عبد الرحمن رسالته للصف الإخوانى قائلا :"انفروا خفافاً و ثقالاً.. رسالة إلى الصف من محمد عبد الرحمن مسئول اللجنة الإدارية العليا للإخوان.. ضعوا أيديكم في يد إخوانكم صفا واحداَ، وارتبطوا معهم".
وألمح إلى الخلافات الداخلية للجماعة، وأن الشيطان هو سبب هذه الخلافات، قائلا :"لا تسمحوا للشيطان أن ينال منكم فتوجدوا له ثغرة".
فى المقابل ،أصدر مكتب إخوان الاسكندرية، بيانا أعلن فيه أن قطاع الإخوان فى منطقة الرمل أعلن فيه انفصاله عن الجماعة، وقال البيان :"لقد تابعنا نحن - عدد من الإخوان العاملين - بقطاع الرمل من أحياء مختلفة ما يحدث من اختلاف فى الرأى داخل جماعتنا، وما تبعه من إجراءات إدارية بالإسكندرية، أسفرت في نهاية الأمر عن انفصال قطاع الرمل عن باقى المحافظة، ولقد استمعنا وتحاورنا مع ممثلى وجهات النظر المختلفة الممثلة للقطاعات الجغرافية الثلاث بالإسكندرية التى أجرت انتخابات قاعدية والمكتب الإدارى المنتخب من جانب، ووجهة نظر إدارة قطاع الرمل من جانب آخر".
وأضاف البيان:" لقد وعدنا إخواننا فى إدارة قطاع الرمل بانتخابات قاعدية شاملة في القطاع شريطة موافقة القائم بأعمال المرشد، على الرغم من أن اللائحة لا تنص على شرطية موافقة القائم بالاعمال، وأن الانتخابات وجوبية وملزمة، إلا أن الإخوان بقطاع الرمل ارتضوا بهذا الحل لرأب الصدع، ثم اختلفت تلك الوعود إلى انتخابات تكميلية يشارك فيها الإخوان العاملون فقط واستثناء المنتظم، وهو الأمر غير اللائحى ويتعارض مع النصوص الواضحة والصريحة في اللائحة التي تلزم كافة الاخوان في كافة المستويات بإجراء انتخابات قاعدية شاملة، ثم فوجئنا بانتهاء الاجراءات التكميلية دون حتى مشاركتنا نحن الإخوان العاملون فى أكثر من منطقة جغرافية داخل قطاع الرمل".
وتابع:" إن إجراءات إدارة قطاع الرمل بالاستقلال والانفصال عن جسد الجماعة بالإسكندرية بسبب الاختلاف في وجهة النظر بين إدارة القطاع وبين باقي المحافظة والمكتب الإداري المنتخب هو خطأ تنظيمي وإداري تسبب في بث روح الفرقة فى المحافظة ككل وسهل الوقيعة بين الإخوان ونشر روح التخوين والاتهامات المتبادلة، كما لا يوجد أي بند لائحى، ولا مبرر واقعى لما تقوم به ادارة قطاع الرمل بعمل استكمال على المجلس المنتهية ولايته وفرض قيادة محددة ورفض تغييرها، على الرغم من انتهاء مدتها اللائحية وعدم وجود انجاز ملموس لها طوال الفترة الماضية".
وأوضح أن اتخاذ ادارة القطاع "المعينة" لقرار بالانفصال عن جسد الجماعة بالإسكندرية، لم يتم بشكل شورى، ولم يتم استطلاع رأى الصف فى القرار قبل تطبيقه، وهو فى الأساس قرار مخالف للائحة الجماعة التى تنظم آليات الاعتراض بشكل تنظيمى، وكذلك كان القرار مخالف لأعراف الجماعة وأدبياتها، بحسب البيان.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن محمود عزت اتخذ عدة اجراءات لبسط سيطرته على التنظيم، موضحا أن إعلان محمد عبد الرحمن مسئول المكتب الادارى للإخوان هو محاولة لفرض أمر واقع على التنظيم.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن جبهة محمد كمال لن تسكت على إعلان محمد عبد الرحمن نفسه مسئول المكتب الإدارى للإخوان، وستعلن ان هذا الأمر لم يتم من خلال شورى الجماعة وستنقلب عليه.
بدوره، أوضح هشام النجار الباحث الإسلامى، أن محمد عبد الرحمن هو نائب اللجنة والرجل الثانى وحلقة الوصل بين مجموعة محمد كمال وجبهة محمود عزت ويبدو أن أمراً ما حدث بعد مقتل محمد كمال وحارسه بتصعيد محمد عبد الرحمن لدمج جهود الجبهتين وتقليل الخلافات بينهما وجمعهما خلف مسار الثأر والعنف والصدام .
وتابع :"هذا وضح جداً من البيان الذى أصدره محمد عبد الرحمن مؤخراً بدعوته الجماعة للنفير العام وما أسماه الجهاد ضد النظام القائم".