قال الدكتور بينخامين فرناندز بوجادو، الأكاديمى من باراجواى المتخصص فى قانون الاتصالات، إن "ترامب"، المرشح للانتخابات الأمريكية، ينظر دائمًا إلى الآخر باعتباره العدو لكن العدو الحقيقى بين الناس هو عدم تفهم الآخر، مضيفًا: "لابد أن نفهم الآخر وألا نخاف منه وأمريكا اللاتينية تدين بالكثير للعالم العربى، ويحتاج كلًا منا لفهم القيم المشتركة بيننا، مشيرًا إلى أن 8 قرون للوجود العربى فى إسابنيا جعلت 30 % من اللغة كلمات عربية، ولم يكن التزاوج فقط فى اللغة ولكن قيم مشتركة وثقافة مشتركة معرفة مشتركة".
وأضاف "بوجادو"، بمحاضرته التى ألقاها اليوم، الأربعاء، بقاعة القاسمى بالمكتبة المركزية الجديدة التابعة لجامعة القاهرة، أنه بالرغم من أن لغته الأولى هى اللغة المحلية فى باراجواى، إلا أنه فهم المجتمع المصرى خلال إقامة التى لم تتجاوز الأسبوع، قائلًا: "لديكم نفس طريقة السير والقيم واحدة وسبيلكم لمعرفة الآخر واحدة بالنسبة لنا، واستشعر أن لدى أصول عربية أكثر منها إسبانية أو لاتينية، فهناك 4 محركات أساسية قادرة على التغيير فى العالم وهى الانفتاح والشفافية والتمكين والعمل الدؤوب".
وتابع الأكاديميى الباراجواى، أنه لكى تتحقق هذه المبادئ لابد أن ننفتح على العالم دون مشاعر ألم أو خوف، مؤكدًا أن العالم أصبح شفافًا بالثورة التكنولوجية، وأن الثقافة يجب أن تنطلق من نقاط الالتقاء لا العنف، ودور الأكاديمى مهم جدًا فى النجاح الاقتصادى الذى يبنى على كافة الجوانب المجتمعية وليس الدراسة الجافة فقط، قائلًا: "هناك اكتشاف لمعنى الحب فى إقامة العلاقات الإنسانية وهناك نظرية لفيلسوفة يونانية تحدثت عن الحب المشترك ومفهوم الحب للبناء والمعرفة والبناء الاقتصادى".
وأردف بوجادو، أن الشباب هم الأغلبية هنا وهم قلقين بشأن مستقبلهم، مشيرًا إلى أنهم لابد أن يظلوا دائمًا شباب ويفهموا المجتمع ويؤسسون بلادهم باستشراف المستقبل والتركيز عليه بروح شابة تسمح بالنمو والتقدم والتطور، وأن الجامعة دائمًا أبنة لظروف الأزمة وقادرة على أن تكون شاهدة عليها وإيجاد الحلول لها، والتعليم يجب أن يكون متاحا لأكبر عدد من الأفراد وفى كل مكان، مؤكدًا أن الفقر هو ابنًا للجهل وفى كل عام يتعلم شخصًا تتراجع فرص الفقر إلى الوراء، وأن الجهل والأمية هى السبب الأول فى الفقر، مؤكدًا أن الجامعة منوطة بمواجهة ظاهرة العنف والقضاء عليها ونشر قيم التفاهم والتسامح.
وأشار بوجادو إلى أن نابليون بونابرت قال عندما جاء إلى القاهرة، إن فكرة العيش فى المدن هى فكرة فرعونية، مشيرًا إلى أن الحضارة الفرعونية هى الأساس فى العالم كل العلوم والحضارة والطب وكافة فروع المعرفة، قائلًا: "علينا نقل المعارف التى تمثلنا وقبول الآخر والتواضع والحب معه، وأن ننسسق بيينا وننشر الحب المشترك، والجامعة دورها كبير فى القضاء على العنف وتدعيم ثقافة الاختلاف مع الآخر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة