أصابت ضربات جوية تقودها السعودية قواعد عسكرية فى العاصمة اليمنية صنعاء واشتبكت قوات متناحرة قرب الحدود مع المملكة اليوم الأربعاء قبل ساعات من بدء هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة.
وقال سكان أن الغارات الجوية أصابت المواقع فى الساعات الأولى من الصباح وهى الأحدث فى سلسلة من الضربات الجوية منذ أن تدخلت السعودية وحلفاؤها العرب فى الحرب اليمنية قبل 19 شهرا.
وبرغم الدعم من التحالف لم تحقق القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا سوى مكاسب طفيفة فى الآونة الأخيرة ضد خصومها من حركة الحوثيين ووحدات من الجيش متمركزة فى صنعاء.
وقالت القوات الموالية للحوثيين مساء أمس الثلاثاء أنها أطلقت صواريخ على قاعدة للجيش السعودى وصدت محاولة من القوات الحكومية المدعومة من السعودية للسيطرة على تقاطع استراتيجى يربط بين محافظتين بأقصى الشمال.
وأخفقت عدة جولات سابقة من وقف إطلاق النار فى التمهيد لإنهاء الصراع لكنها أبطأت بدرجة كبيرة وتيرة القتال فى الحرب التى أودت بحياة 10000 شخص على الأقل.
وأبلغ الرئيس عبد بربه منصور هادى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية اليوم الأربعاء بأنه يتوقع أن ينتهك خصومه الهدنة.
ونقلت الوكالة عنه قوله عقب اجتماع مع السفيرين الأمريكى والبريطانى "لا نتوقع منهم اليوم إلا مزيدا من المراوغة والتسويف والمماطلة."
ودعا البرلمان فى صنعاء- الذى يهيمن نواب موالون للحوثيين على الأغلبية فيه- اليوم الأربعاء إلى "الالتزام الكامل" بالهدنة وذلك بعد يوم من قول مجلس سياسى يقوده الحوثيون فى العاصمة أنه سيلتزم بالهدنة.
ويأمل دبلوماسيون أن تمدد أطراف الصراع الهدنة التى تبلغ مدتها 72 ساعة بدءا من منتصف الليل وأن تمهد الهدنة السبيل لإرسال المساعدات الإنسانية مع انتشار الأمراض والجوع فى البلاد.
وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن تفشى الكوليرا فى صنعاء هذا الشهر وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن الحرب قلصت انتاج الحبوب إلى النصف وإن 1.3 مليون طفل يمنى يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقال جيمى مكجولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية لليمن للصحفيين فى جنيف اليوم الأربعاء "القتال لا يزال مستمرا فى كثير من المناطق."
وأضاف "لا تقبل كل الأطراف بوقف إطلاق النار مثلما شاهدنا فى مرات سابقة... نأمل أن يبدأ وأن تتاح فرصة لأن يتماسك ونتمكن من بذل مزيد من الجهد والوصول إلى مزيد من المناطق."