اهتمت الصحف البريطانية، اليوم الجمعة، بأخبار عدة.. نبدأها مع الجارديان التى أفردت تقريرا عن تعافى السياحة فى مصر بإعادة الطيران المباشر من بريطانيا إلى الأقصر، بينما نشرت الإندبندنت مقالًا لروبرت فيسك عن استمرار الأمن فى لبنان رغم الحرب التى تعصف بسوريا.
الجارديان
عودة رحلات الطيران المباشرة للأقصر خطوة لتعافى السياحة بمصر
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير لها، اليوم الجمعة، إن الأمل يلوح فى الأفق أمام صناعة السياحة المصرية، فمن المتوقع أن ترفع روسيا حظر السفر على مصر قبل نهاية العام الجارى، كما أعادت ألمانيا رحلاتها لشرم الشيخ.
وبالرغم من استمرار الحظر على الرحلات المباشرة من بريطانيا إلى شرم الشيخ، فلا حظر على السفر للمدينة نفسها، ولكن على السائحين السفر إلى القاهرة أولًا، أما مطار هيثرو فأعاد رحلات مصر للطيران المباشرة إلى الأقصر.
وقال جون تلفر، من شركة السياحة البريطانية "إكسبلور ورلدوايد" للصحيفة البريطانية: "إعادة الرحلات المباشرة للأقصر تبعث برسالة طيبة ومطمئنة للمسافرين المحتلمين بأن الوضع مستقر وفى تحسن".
وشهدت الشركة انخفاضًا بنسبة 75% فى الحجوزات إلى مصر منذ 2011، وانخفضت هذا العام بنسبة 20% عن الأرقام المنخفضة أصلًا عام 2015.
وأضاف تلفر: "السؤال هو هل مصر مستقرة؟ لهذا رحلات الطيران إلى الأقصر يعد أنباء جيدة للصناعة ككل".
وأشارت الصحيفة إلى أن ثورة يناير 2011، وإسقاط نظام محمد مرسى بدعم شعبى فى 2013، بالإضافة إلى سقوط طائرة روسية فى شرم الشيخ فى أكتوبر 2015 وطائرة مصر للطيران فوق البحر المتوسط فى مايو من هذا العام كعوامل لضرب السياحة التى بلغت حجم مساهمتها فى الدخل القومى عام 2015 إلى 11.4%.
وبحسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإن أعداد السائحين انخفضت فى يوليو من هذا العام بنسبة 41.9% مقارنة بنفس الفترة العام الماضى.
وقال عامر إبراهيم، مرشد سياحى من الأقصر، لسائح أمريكى فى قطار متجه إلى معبد حتشبسوت، ادعو أصدقاءك لزيارة مصر، فطلب منه السائح أن يقل لهم هذا بنفسه، مصوبًا الكاميرا تجاهه، فقال إبراهيم ضاحكًا: "أرجوكم أن تأتوا إلى مصر، نحن فى انتظاركم"، بحسب الصحيفة.
وأضاف إبراهيم للجارديان، أن عودة السائحين عملية من ثلاث مراحل، أولًا الألمان ثم البريطانيين ثم الأمريكان، وهذا سيكون مؤشرا حقيقياً بأن الأحوال حقًا فى ازدهار، على حد قوله.
ولكن الصحيفة نوهت إلى أن حل أزمة السياحة المصرية ربما يكمن فى مكان آخر، فقال السائح الهندى "فينود رمانثان"، إن مصر يمكن أن تصبح وجهة أساسية للهنود، مضيفًا، "الهنود يريدون أن يسافروا، إذ لدينا المزيد من الدخل المتاح الآن، وهذا هو المكان المناسب.. الناس بحاجة أن يتعرفوا على هذا البلد، وهم لا يعرفونها الآن.. يمكن أن تجد العديد من الهنود يأتون إلى هنا".
وفتحت الحكومة المصرية مقبرة الملك سيتى والملكة نفرتارى فى مطلع العام و4 مقابر لكبراء الخدم الملكيين، ولكن هذا لم يساعد الصناعة كثيرًا، كما أن العاملين فى الصناعة يتهمون الحكومة المصرية بعدم توفير مساعدة لوجستية أو مالية لمن يعملون على الأرض، بينما وعدت بإحياء السياحة بـ15 مليون سائح سنويًا، بحسب الصحيفة.
وقال أحمد رمضان بغدادى، مالك كشك "نيو موناليزا" للهدايا التذكارية بالقرب من معبد حتشبسوت، إن دخله اليومى كان 600 جنيه، والآن 200 وأحيانًا لا شىء على الإطلاق، كما أن إنفاقات السائحين أقل مما قبل بما أن الرحلات إلى مصر أصبحت أرخص.
وواصلت الفنادق الكبرى فى القاهرة استقبال السائحين، وإن كانت بأسعار مخفضة منذ 2011، وعادة يكون زوارها من الخليج، ويستطيع زوار القاهرة أن يختاروا من بين أكثر من 15 ألف غرفة فى فنادق لها علامة تجارية شهيرة، وبنمو بلغ 7% فى 2015، بحسب شركة الخدمات العقارية البريطانية "كوليرز".
وبينما يمول غالبية الفنادق المصرية سلسلة فنادق عالمية تستطيع أن تبقى الفنادق فى مصر مفتوحة وتدفع رواتب عامليها خلال فترة ركود شديدة كهذه، فإن الفنادق الأصغر عانت من قلة السائحين، طبقًا للجارديان.
وقال وفيق دوس، مالك أحد الفنادق بوسط بالقاهرة، "إن العمل ليس جيدًا الآن، ولكنه على الأقل أفضل من ذى قبل، وبدأنا استقبال ناس من كل أنحاء العالم، قبل ذلك كانوا مصريين فقط لبعض الوقت".
أما فى المناطق السياحية فى سيناء والبحر الأحمر، فبعدما كانت شرم الشيخ وجهة أساسية لشركات الرحلات البريطانية من قبل، تسبب تعليق الرحلات البريطانية للمدينة بانخفاض حاد فى أعداد السائحين، رغم أنه لا زال بإمكان البريطانيين السفر إليها من خلال القاهرة.
وقالت شركة السياحة البريطانية "كيونى" للجارديان إنها شهدت "انخفاض كبير فى الرحلات لمصر فى الخمس سنوات الأخيرة، وبالذات بعد تعليق رحلات الطيران إلى شرم الشيخ... فمنذ 2012، انخفضت نسبة عملائنا الذين يسافرون إلى مصر من تحت 6% إلى تحت 3%".
وأضافت أن الغردقة، والتى كانت وجهة مفضلة للروس والبريطانيين والألمان، فبدأت الآن فى استقبال السائحين الذين لا يتمكنون من السفر إلى سيناء، أما العين السخنة والجونة فيستقبلان الزوار المصريين الذين يبحثون عن تقضية إجازة، بحسب الجارديان.
الإندبندنت
فيسك: الجيش اللبنانى الغير الطائفى هو حائط الصد أمام أى حرب أهلية
قال الصحفى البريطانى روبرت فيسك إن لبنان تبدو كجوهرة صغيرة فى شرق أقصى يحترق، من سوريا والضفة الغربية والعراق واليمن وليبيا إلى كردستان التركية، بالرغم من إنه ينقصها رئيس وحكومة مستقرة و"تعانى انقطاع مستمر فى الكهرباء".
وأكد فيسك، فى تقرير بصحيفة الإندبندنت أمس الخميس، أن الجيش اللبنانى هو القوة الوحيدة غيرالطائفية فى البلاد، والوحيدة التى مازالت تعمل بكفاءة، وبدونها يمكن أن تضرب الحرب الأهلية البلاد، مشيرًا إلى أن السعودية كانت ستمول إعادة تسليح الجيش عن طريق صفقة أسلحة من فرنسا، ولكن لغضبها من حزب الله، سحبت العرض، فلازال الجيش اللبنانى يحمى البلاد ببنادق وطائرات قديمة.
وأشار فيسك إلى أنه لم تقع حرب لبنانية جديدة بالرغم من تأثير الأحداث فى جارتها السورية عليها، فقد وقعت تفجيرات فى أحد المساجد، وحاول انتحاريون تدمير السفارة الإيرانية، ووقعت مدينة إرسال لوقت قصير فى يد داعش التى ذبحت الجنود اللبنانيون هناك، وتنظم جنازات عسكرية لمقاتلى حزب الله عند عودة جثثهم من سوريا.
وقال فيسك فى الصحيفة البريطانية إن الشعب اللبنانى هو أكثر الشعوب العربية تعليمًا وموهبًة، وعلمته الحرب الأهلية التى خلفت 150 ألف قتيل إن أحدًا لا يفز، حتى وإن احتفظ المسيحيون بمنصب الرئيس واحتفظ حزب الله بسلاحه.
ونوه الصحفى المخضرم إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال اللبنانيين أُرسلوا للغرب أثناء الحرب من 1976 حتى 1990، وعاشوا فى جنيف وباريس ولندن ونيويورك وتعلموا فى جامعات أوكسفورد وهارفرد والسوربون، وكبروا فى بلاد فيها الكرامة والحرية حقوق طبيعية وليست امتيازات.
وعند عودتهم لبلدهم أفزعتهم الطائفية والفساد ومبدأ "الزعامة"، وهى العائلات التى تعتقد أن لها الحق فى السلطة بالوراثة، واحتقروا وصمة العار على الزواج المختلط والقساوسة الذين يظنون إنهم أصلح من الأخرون، حتى إنهم أجبروا الحكومة على قبول الزواج المدنى.
ولكن الفساد هو سرطان الشرق الأوسط، والعديد من الدول الغربية كذلك، على حد قول فيسك، الذى أكد أنه يقابل بشكل منتظم رجالا ونساء قاموا بالنصب على بنك، أو على أيديهم دماء الحرب الأهلية، أو يحاولون تشويه سياسى منافس.
ومع عدم وجود رئيس، الرجل الأقوى الآن هو اللواء عباس إبراهيم، مدير الأمن الداخلى، وهو شيعى وكان مدير المخابرات الحربية سابقًا.
ولكن يبدو أن اللواء السابق ميشيل عون سيكون رئيسا بعدما عاد من باريس كصديق للرئيس السورى بشار الأسد وحزب الله رغم شنه حربا على الجيش السورى عام 1990، والغريب أن غريمه سعد الحريرى، والذى يؤمن بأن النظام السورى اغتال أبيه رفيق الحريرى، يدعمه كرئيس. وقال فيسك إنه من المحتمل أن الحرير يريد أن يكون رئيس وزراء مرة أخرى.
واختتم فيسك مقاله بأنه على لبنان التخلص من الطائفية إن أراد أن يكون دولة حديثة، حتى يستطيع أى شخص أن يكون رئيسا أو رئيس وزراء، بدلًا من القوانين التى تجعل من الرئيس مسيحيًا ورئيس الوزراء سنيًا ورئيس البرلمان شيعيًا.
وأكد فيسك أن "لبنان سينجو"، فلديها ما يتمتع به القليل من العرب؛ حرية نسبية، تعليم، حب القراءة، والإيمان بتاريخهم من الأطلال الرومانية إلى القلاع الصليبية إلى المساجد الأثرية، ولديهم حب الفينيقيين للسفر والمغامرة، "فاللبنانيون هم أبطال لبنان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة