الجماجم وسط المناجم واقع حال هذه البقعة اليابسة من المعمورة، فقد انتشرت الحروب والنزاعات وأصابت ويلاتها مُقدرات الدول وحولت مناجمها إلى خراب دون استغلال أمثل، والمتأمل فى حال دول القارة الأفريقية وكافة الدول التى تأثرت بثورات الربيع العربى يـَرى بأُم عينيه كيف هانت الأرواح البشرية، وكيف أصبحت الجماجم لا تجد مكاناً يحويها، وكيف تحولت الثروات الطبيعية إلى سراب ويعانى أهلها من الجوع والفقر.
من الذهب والماس والنفط والأحجار الكريمة إلى القنابل والشظايا والألغام الأرضية، ومن عيش الرفاهية والرخاء والسلام والتقدم التكنولوجى إلى القتل والدمار وضياع قيمة الروح الإنسانية وهوانها، رغم أن قتل نفس وحيدة هو قتل للبشرية جمعاء، هذا ما أصبحت عليه بلاد المناجم مما يدعو للحسرة على حال تلك الشعوب.
اللاعب الرئيسى فيما وصل له الحال فى تلك المجتمعات يجلس فى المقصورة الرئيسية يتفرج مُنفَرج السريرة وترتسم الضحكات على ملامحه، ويقرع كؤوس المجون فى صحة شعوب ودول كل همهما التناحر والاختلاف والتشاحن على صغائر الأمور دون وعى وإدراك لما يتم التخطيط له منذ قديم الأزل.
إلى متى سَنّرى الجماجم تُغطِى أراضى منطقتنا؟
سؤال يؤرق النفس البشرية السليمة التى لا تريد من دنياها سوى العيش بأمان ورؤية جماليات الكون، بدلا من رؤية الدماء تنتشر هنا وهناك، ما أحوجنا إلى إعمار الأرض والتكاثر البشرى فى الإصلاح لتحقيق الغاية والهدف من خلق البشر، بدلا من التدمير والقتل وإزهاق الأرواح لأسباب تأبى الحيوانات قبولها مسوغا ومبررا لقتل روح.
ختاما..
أيها الربيع العربى أما آن الأوان لِتتّريث
جماجمنا زادت ومناجمنا أصابها التلوث
ومقدراتنا بأيادى دواعش
ومهاويس العالم لنّا تتّرصدْ
المنطق يقول ستبقى بلاد المناجم مأوى الجماجم
طالما اللاعب الرئيسى يتفرج وطالما الدول تتناحر
ولو أحكمنا العقول وترفعنا عن الصغائر
سينصلح الحال ووقتها سيتم التدبير
من رب العالمين ويبطل مكر الماكرين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة