الإسماعيلية تلك المدينة الساحلية التى تتوسط قناة السويس نشأت مع حفر القناة، وكان اسمها قبل حفر القناة التمساح، مجرد بركة مياه يستخدمها الصيادون فى صيد الأسماك والرعاة من البدو الرحل، وفى عام 1859 تغيرت خريطة الحياة فى هذه البقعة بعد البدء فى حفر قناة السويس التى ظلت لعشر سنوات انتهت عام 1869 لتبدأ مرحلة جديدة ومدينة جديدة اسمها الإسماعيلية.
عربة ديلسبس
ونجح المهندس الفرنسى فرياندو ديلسبس بإقناع الخديوى سعيد ومن بعدة ابنة إسماعيل فى حفر القناة، وإنشاء مدينة الإسماعيلية، وإطلاق هذا الاسم عليها تكريما لاسم الخديوى إسماعيل بعد أن أطلق اسم والده سعيد باشا على مدينة بورسعيد.
امتياز حفر القناة
ديلسبس صاحب امتياز حفر قناة السويس ومدير المشروع الذى أطلق علية شركة قناة السويس، أو "الكبانية " شيد لنفسه استراحة فخمة، ومكتب لإدارة أعمال القناه بشارع عرابى ومحمد على، ومازالت آثار المكتب موجودة الآن بعد أن تم إعادتها من أنياب الحزب الوطنى المنحل الذى اتخذه مقرا لأعماله لعدة سنوات، أما الاستراحة فهى مغلقة وتشرف عليها هيئة قناة السويس والقوات المسلحة ولا تفتح إلا بموافقات عديدة للأجانب وكبار الزوار ويوجد بها مقتنيات ديلسبس التى كان يستعملها وقت حفر القناه
منظر أمامى للعربة
عربة ديلسبس
أما عربة ديلسبس أو حنطور ديلسبس كما يطلق علية أبناء الإسماعيلية وهى وسيلة الانتقال التى كان يستخدمها ديلسبس فى التنقل من استراحته إلى مكتبة ومنها إلى مكان إدارة القناة للإشراف اليومي على أعمال الحفر وتسيير العمل فى قناة السويس موجودة حاليا فى تقاطع شارع محمد على الشهير بشارع عرابي أو شارع نيجرللى سابقا وهو ينتهي عند محطة السكة الحديد فى ميادان عرابى حاليا، وكان يطلق عليه ميدان الملكة نازلى، ويوجد فى نفس الشارع وعلى بعد أمتار الكنيسة الفرنساوى وهى أقدم الكنائس التى تم تشييدها عقب افتتاح قناة السويس وإنشاء مدينة الإسماعيلية وفى اتجاه الجنوب ناحية القناة يوجد منطقة الجمرك القديم والتي تطل على نادى الشراع التابع لهيئة قناة السويس بالمرور على كوبرى سالا الشهير أيضا والذى شهد وقائع مهمة من المقاومة الشعبية لأبناء القناة،| والإسماعيلية فى عام 1951 وما تلاها من أحداث حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 وتأميم قناة السويس.
مادة مقاومة للصدأ
عربة ديلسبس شاهد على تاريخ حفر قناة السويس تم جلبها من فرنسا عام 1859 لاستعمالها فى الإسماعيلية ويبدو أنها كانت مشهورة فى ذلك الوقت ليستخدمها ديلسبس وهو شخصية مهمة على الصعيدين المصرى والفرنسى، وكانت ضمن متعلقات ديلسبس فى استراحته وتمت صيانتها أكثر من مرة لتظل بهذا الشكل دون أن يصيبها الصدأ أو تؤثر عليها عوامل التعرية من أمطار أو أتربة فهى مطلية بمادة تقاوم الصدأ.
متحف عالمى
وطالب عدد من المؤرخين وعلى رأسهم حسين الشريف المسئول عن الجمعية التاريخية للإسماعيلية بإنشاء متحف عالمى، يضم جميع المقتنيات والوثائق الخاصة بقناة السويس بالتعاون مع جمعية أصدقاء ديلسبس بفرنسا لأن لديهم الكثير من الوثائق وبإشراف هيئة قناة السويس لكى يصبح مزارا سياحيا عالميا.
وفى نفس السياق، أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس فى تصريحات سابقة، أن الهيئة تسعى لافتتاح متحف قناة السويس العالمى بالتنسيق مع وزارة الآثار ومحافظة الإسماعيلية، وهو المقر السابق للحزب الوطنى المنحل الذى تم استلامه عقب ثورة 25 يناير 2011 ليتم تجهيزه بشكل عالمى يليق بتاريخ قناة السويس، ويصبح منارة عالمية وسياحية لآثار حفر قناة السويس، وسوف يتم الإعلان عن موعد افتتاحه قريبا.
منظر خلفى لعربة ديلسبس
جانب من العربة فى مواجهة شارع عرابى
المنطقة التى تتواجد بها العربة
شارع عرابى مع تقاطع محمد على والعربة فى المنتصف
امتداد شارع عرابى حتى محطة سكة حديد الإسماعيلية
جدارية افتتاح قناة السويس بالقرب من مكان عربة ديلسبس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة