- القذافى كان زعيما استثنائيا وسيصبح قديسا فى التاريخ.. وترك للبلاد 400 مليار دولار نهب أغلبها
- العرب فى حاجة إلى ثورة علمية وتدمير الحدود اللعينة.. وإخواننا فى قطر مغلوبون على أمرهم
- تركيا عملت مع الغرب طمعا فى إحياء الإمبراطورية.. وإيران رأت أمامها فراغا فتحركت لنشر التشيع
دعا أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسى بجبهة النضال الليبى، والمبعوث الخاص السابق للعقيد الليبى الراحل معمر القذافى، والمنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية، لعقد قمة عاجلة تجمع كلا من «مصر والسعودية وإيران وتركيا» لإنقاذ المنطقة من ويلات الحروب والمؤامرات، التى تتعرض لها، مؤكدا خلال الندوة، التى عقدها بمؤسسة «اليوم السابع»، أن هذه الدول تستطيع أن تفعل الكثير دون الاحتياج إلى الغرب إذا ما اجتمعت، داعيا تلك الدول لإطلاق مبادرة لوقف إطلاق النار فى اليمن والعراق وسوريا، وتجنيب الجزيرة العربية مما هو قادم قبل فوات الأوان، لافتا إلى أن العقيد القذافى كان يشكل خطرا على الغرب، وأنه تم اغتياله خوفا من مشروع تأسيس الولايات المتحدة الإفريقية.. وفيما يلى نص الحوار..
ما رؤيتك للأوضاع فى المنطقة الآن؟
- للأسف أن الدول الغربية تقوم بتطبيق نظرياتها فى منطقتنا العربية منذ فتره، وبدأت بتدمير الشيوعية، ويسعون الآن لتدمير الخط الأخضر، بعد أن سنت قوانين عبر الأمم المتحدة، التى تخضع الآن لسيطرة وتفرد 5 دول فقط، لا تفرقة لديهم بين إيران وليبيا والسعودية وأفغانستان وكل من له علاقة بالإسلام، والخطير أنهم استخدموا فى حربهم سلاح التدمير الذاتى والحرب النفسية، ونفذوا ذلك فى سوريا وليبيا والعراق، والأسوأ الآن أننا أصبحنا نستخدم تلك الأسلحة ضد أنفسنا، بعد أن نجحوا فى إدخال الفتن إلى المنطقة وتحويلنا إلى طوائف مثل السنة والشيعة.
لقد دمر هذا الربيع الأسود 4 جيوش، وخسرنا أكثر من 800 مليار دولار، وهجر منا 14 مليون مواطن عربى يعانون الآن فى الدول الأوروبية، لذلك، فإننى أؤكد أن الصمت بعد اليوم عار، خاصة بعد أن أصبحت شبه الجزيرة العربية محاصرة من الفوضى فى العراق واليمن وسوريا.
أحمد قذاف الدم
كيف ترى الحل؟
- نحن نحتاج لوقفة وحلول جادة وعدم الانجرار لما يقال وما يطفو على السطح، فإيران تم تجميدها فى هذه الفتره لغرض، لكنها مستهدفة، كما أن تركيا استخدمت بشكل أو آخر ظنا منها أنها ستدافع عن السنة عقب المد الشيعى من قبل إيران فى العالم الإسلامى، وهنا أقول بأن هذه الدول وجدت بجانبها فراغا أدى لهذه الأطماع.
الانهيار مستمر فى هذه الأمة، وأدعو لحلول عاجلة غير تقليدية، تبدأ بقمة عاجلة بين «مصر والسعودية» على اعتبار أنهما القاطرة، التى يمكنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ليقوما بالترتيب لقمة رباعية تجمع بين «القاهرة والرياض وطهران وأنقرة» فى مكة المكرمة المكرمة، لأن هذه الدول إذا ما اجتمعت تستطيع أن تفعل الكثير دون الحاجة للأجانب والغريب، وتبرم مبادرة لإيقاف إطلاق النار فى اليمن والعراق وسوريا، وتجنب الجزيرة العربية، مما هو قادم قبل فوات الأوان.
فى الوقت الراهن، من يتواجد فى اليمن يمكننا الحديث معه، لكن إذا سقطت الجيش اليمنى والرئيس هادى فلن تتولى المعارضة الحكم، بل الفوضى هى التى ستحكم، ونفس الحال فى سوريا لن تحكم المعارضة السورية، بل ستعم الفوضى، وهذه القمة ضرورية لأن هذه الأطراف هى الفاعلة فى المنطقة.
ليبيا ساعدت الثورة الإيرانية، وتم دعمها ضد الشاه الإيرانى، أى نحن نعرف طبيعة الشعب الإيرانى، وكيف يفكر قادة طهران، وما يحدث من خطر سيؤدى لانهيار أهم 4 دول، لذلك فإن هذه القمة تستطيع الآن أن توقف الدماء والدمار، فتركيا وإيران منساقتان لأطماع وهمية نتيجة الفراغ، الذى حولهم فى العراق وسوريا.
كما يمكن للدول، التى تعانى أوضاع صعبة إقامة مشروعات تنهض بها بدلا من صندوق «النكد» الدولى، الذى يسن قوانين علينا لا تراعى الوضع الاجتماعى فى بلداننا، وهنا أثمن رؤية ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، عبر المشروع الاقتصادى الاستراتيجى، ويمكننا عمل مشروع شبيه له على المستوى الإسلامى، تشارك فيه إيران والجزائر وغيرهما من الدول العربية، على أن نخصص صندوقا خاصا قيمته 500 مليار دولار يتم به الاستثمار فى قارة، يكون نصفها الشمالى عربا، كما أدعو لقمة إسلامية شاملة للدفاع عن الإسلام، الذى يتم تشويهه عبر الحركات المتطرفة، التى شوهت ديننا الحنيف.
كيف ترى الوضع فى ليبيا والمخرج منه فى ظل الانقسامات والتلاعب الدولى؟
- الوضع شارح نفسه من دمار واستباحة لليبيا والحكومات، التى تأتى وتذهب، الأمر أصبح مهينا لليبيا ولشعبها من الوهن ومن الاستهانة بأمواله وسقوط شبابه، وعدد كبير من الدول الكبرى أكدت أن ما حدث فى ليبيا ليست ثورة، ولكن إسقاط النظام تم عبر مؤامرة غربية، والتاريخ سيكتب أن الغرب جاء لقتل الزعيم معمر القذافى وإسقاط ثورة الفاتح، إنهم لم يأتوا لتحرير ليبيا، ولكن لاستباحة الدم الليبى، والزج بعدد كبير من الشباب فى السجون.
وأؤكد أن الحل الآن بيد الليبيين، الضحايا لمجموعة من العملاء الذين هربوا بعد نهب ثروات البلاد وتركوها للعصابات، بعد أن تحولت لجزر بركانية ملتهبة فى كل مكان، الناس تقتل بعضها البعض دون سبب فى ظل دعم عدد من الدول، وبالرغم من ذلك لم يقبل الشعب الليبى المشروع الغربى، الذى سيفشل حتما، ولهذه الأسباب من خلال جبهة النضال الوطنى والتنظيمات المعارضة، تحدثنا عن حراك جديد يستهدف الآلاف المدنيين والعسكريين والقبائل، ودعونا لصفحة جديدة من خلال عفو عام وراية جديدة بيضاء للسلام، ورفض التدخل الأجنبى والحفاظ على وحدة ليبيا، وألا يخاف جماعة 17 فبراير من أن نحاكمهم.
ليبيا كان لديها أقوى جيش فى المنطقة، وكان بعشرات الآلاف، وصمد 8 أشهر أمام الغرب، ولو كان الليبيون رافضين لمعمر القذافى لما صمد 8 أشهر، من خلال أكبر حملة عسكرية بعد الحرب العالمية الثانية، وسيكتبه التاريخ أن رئيس أكبر دولة فى العالم «باراك أوباما» سقط عن القناع وأعلن أنه أسقط النظام، والآن ندعو لوقف مخطط الغرب لتقسيم ليبيا وإفراغها من السكان، عبر السيطرة على ثرواتها، واحتكار الغاز والنفط واليورانيوم.
جانب من الندوة
هل يمكن أن يتحقق الحل فى ليبيا فى ظل انتشار الجماعات الإرهابية؟
- لو توحد الشعب الليبى سنزلزل الأرض تحت أقدام الإرهابيين، وأغلبهم من الأجانب.
ما رأيك فى الموقف التركى والقطرى من الأوضاع فى ليبيا؟
- تركيا عملت مع الغرب ضد سوريا وليبيا والعراق، طمعا فى إحياء الإمبراطورية التركية، فالدول الغربية قامت بعمل انقلاب فى تركيا، وقبل أن ينطلق الضباط لمعسكراتهم أبلغوا أردوغان، لتحدث مواجهة بين الجيش والشعب، وقد تم إضعاف الجيش التركى وإنهاكه بهذا التحرك.
أما إخوتنا فى قطر، فليس لهم استراتيجية واضحة أو رؤية، فلا أعرف ما مصلحة قطر من المشاركة فى الدمار، الذى يحدث فى ليبيا؟ وكنا على علاقة جيدة معهم، ومع الأمير حمد بن خليفة، ولا نعرف سبب مشاركة الدوحة فى دمار ليبيا، أعتقد أنهم مغلوبون على أمرهم، وقبلوا أن يأتى الغرب لقتل معمر القذافى، ودفعوا مليارات الدولارات لنهب ليبيا، وأؤكد أن إخوتنا العرب لن يكونوا فى منأى عن هذا الخطر، نحن ندمر أنفسنا بحماس شديد وبأموالنا، ولن يظن أحد أنه فى منأى عن الغرب وأطماعه.
لقد صنفت إيران من الدول التى تتعرض لمؤامرة.. ألا ترى أن طهران تعمل ضدنا نحن العرب؟
- هذا غير صحيح، إيران دولة فارسية رأت أمامها فراغا، وقوات غربية بدأت تأتى إلى المنطقة فتحركت لملء الفراغ عبر نشر التشيع، فالفرس يدافعون عن أنفسهم فى المنطقة، وأيضًا تركيا، أنا لا أدافع عن هذه الدول، ولكن نلوم أنفسنا على هذا الفراغ، لو قمنا باتحاد عربى فى منطقة الجزيرة، لن تجرؤ إيران أو تركيا أن تمس أراضينا، نحن أمة واحدة فسبب الوهن الذى نحن فيها عدم تمكننا من تشكيل تكتل يجمعنا، ويجب علينا الإفاقة.
فى رأيك هل أخطأ القذافى تجاه أبناء شعبه؟ أم أخطأ الشعب الليبى بسبب خروجه على القذافى فى 17 فبراير؟
- أنا لا ألوم الليبيين فهم ضحايا، فهناك فرق بين مطالب أو حتى إسقاط النظام الذى تبعته الفوضى، والاستقواء بالدول الغربية ضد بلد، فالخيانة ليست وجهة نظر قابلة للنقاش.
أحمد قذاف الدم
وماذا عن التظاهرات، التى خرجت فى فبراير ضد نظام القذافى؟
هذا ادعاء، ليبيا كان لديها أكبر بعثة تعليمية فى الخارج منذ 40 عاما، وكنا نرسل شبابنا لكل دولة فى العالم، وكان الشاب الليبى يأخذ أموالا أكثر من المواطن السعودى، وكنا نمتلك معدات طبية ومستشفيات مجهزة جيدا، وكان لدينا خيرة الأطباء والمهندسين والطيارين، وأنا لا أقصد أننا ملائكة، فقد كانت لدينا أخطاء، وهناك جيل خرج لديه آمال وطموحات، ولكن ما حدث كان استهدافا لثورة الفاتح، التى كانت تسعى لقيادة تحرك لقيام الولايات المتحدة الأفريقية، مما كان سيحرم أوروبا من ثروات أفريقيا، فمعمر القذافى سيطر على الحكام التقليدين وشيوخ القبائل فى إفريقيا، وقطعنا 35 ألف كم بالسيارات فى أكبر رالى فى العالم، وكان القذافى يتعايش مع الأفارقة، وامتلك قلوبهم فنصبوه ملكا عليهم.
معمر القذافى إنسان بسيط، كان ينام على الأرض وقريب من الفقراء وكان الأفارقة يحبونه، كان يتحكم فى تصويت وقرارات الدول الأفريقية ما أشعر الغرب بالخطر، كما أن فكرة الدينار الأفريقى، والقمر الصناعى الأفريقى الخاص بالقارة، هو السبب فى غضب الغرب على معمر، كنا نعمل فى أفريقيا على توحيد القدرات العسكرية، مما كان سيساهم فى تقلص كثيرا من الانقلابات، وكنا نعمل للقيام بأكبر شبكة رى فى العالم بدمج كافة الأنهار والبحيرات فى أفريقيا، ومن حسن الحظ كانت المياه تتدفق وتتضاعف، مصر بحصتها وليبيا والجزائر والمغرب كانت ستستفيد من مياه كبيرة تذهب سدى، كنا نتطلع لبناء أكبر محطة كهرباء فى العالم فى الكونغو، ويتم تصدير الكهرباء للعالم، فنحن نبيع ثرواتنا فى أفريقيا بثمن بخس، وكان لدينا حلم، القذافى كان زعيما استثنائيا، وسيصبح قديسا فى تاريخ ليبيا، فقد قاوم 40 دولة، وقدمت لها امتيازات من فرنسا والولايات المتحدة، ولكنه رفض مغادرة ليبيا، وواجه من الهروب وألحق المجد بصموده الأسطورى، ونحن فخورون به.
هل هناك مفاوضات بينكم وبين الشرق أو الغرب الليبى؟
- فاقد الشىء لا يعطيه، فهم لا يملكون شيئا، ونحن نتفاوض على المستوى القبلى والاجتماعى والعسكرى دون تحفظ، نحن نمد يدنا لكل الليبيين، فالصراع ليس على سلطة فى ليبيا، ولكن وطن يضيع لابد من إنقاذه.
هل ترفض التحاور من حكومة فائز السراج التى تدعمها الأمم المتحدة؟
- لا أحد يفرض على الليبيين شيئا، ويبقى فائز السراج فى الميناء وسلطته لا تتجاوز مكانه لو وقف معه العالم، والدليل هو عودة حكومة الغويل، والشرعية الحقيقية هى الحكومة، التى أسقطها الغرب فى فبراير، لا أحد لديه شرعية، والشعب هو الشرعية، الديمقراطية تقول إنه لابد من تمرير الحكومة من مجلس النواب الليبى، وهناك من يغذى الصراع فى الشرق والغرب وشبابنا يتساقطون وأصبح الوضع مخجلا.
أحمد قذاف الدم
ما الذى يربطك ببرلمان طبرق والعلاقة مع المشير خليفة حفتر؟
- اعترفنا ببرلمان طبرق، رغم أنه لم يسمح لمليونى ليبى فى مصر وتونس بالمشاركة فى انتخاب مجلس النواب، لكن من أجل ليبيا رحبنا بالبرلمان ودعمناه ونحن نريد وطنا، فمجلس النواب هو الممثل الشرعى لليبيين، وعندما اختار البرلمان المشير خليفة حفتر دعمناه وفقا لاختيار البرلمان.
الجيش الليبى تعرض لمؤامرة هل هناك آلية معينة فى ظل حظر التسليح لدعمه؟
نحن كأفراد ومقاتلين عسكريين محترفين متواجدون فى مصر وتونس، تركنا لليبيا 400 مليار دولار، تم نهب الكثير منها، وكان لدينا أكبر أسطول بحرى فى المتوسط وتم تدميره، وتم استهداف الغواصات بحجة حماية المدنيين، نحن نريد أن يرفع الغرب يده عنا بتدخلاته واتفاقياته التى يقوم بها، وما أطالب به يطالب به الشعب الليبى فى طرابلس وكل المدن الليبية.
كيف تقيمون موقف الجزائر من رفضها رفع حظر التسليح على الجيش الوطنى؟
- الجزائر دولة شقيقة وحليفة لليبيا لسنوات عديدة، ونعرف قادة الجزائر، فالوضع فى الغرب الليبى يختلف عنه فى الشرق، فقد تماسكت القوات المسلحة وقررت دحر العناصر المتطرفة، بخلاف الغرب الليبى وهو ما يرتبط بحدود مع الجزائر، وهى دولة نخاف عليها لأن عليها مؤامرة كبيرة، وقد حاولوا فى 2011 العمل على قدم وساق لضربها ونحن نعى ذلك، الجزائر ومصر أكثر الدول تضررا من الأوضاع فى ليبيا، فالوضع على الحدود الجزائرية عسكريا وسياسيا وأمنيا يختلف عن الحدود المشتركة بين مصر وليبيا، عندما نلملم جراحنا ونحل الأزمة ونتحد ستدعم الجزائر تسليح الجيش الليبى.
هل الجزائر تتخوف من تكرار سيناريو الإسلاميين فى ليبيا بعد أن تضررت منه؟
- الجزائر سقط منها الآلاف خلال سنوات العشرية السوداء، وتعرف أنه إذا ما دخلت فى الشرنقة ستحدث أزمة كبيرة، فالشعب الجزائرى وجيشه لا يعرفون الخوف، ولن تسقط الجزائر.
وهل الأمة العربية فى حاجة إلى ثورات؟
- والأمة العربية تحتاج لـ 100 ثورة، ولكنها ثورات علمية، فما نحن فيه عيب، كما أنه لابد من تدمير الحدود اللعينة، التى صنعها الاستعمار، فإذا ما قامت ثورة يجب تدمير كل هذه الحدود ولمقاومة الاستعمار، فلابد من مكان وكيان لنا، فما حدث فى دولنا العربية هى الفوضى الخلاقة، التى تحدثت عنها كونداليزا رايس، طالما تدخلت الولايات المتحدة فى شؤوننا الداخلية فعلينا أن ننتخب رئيس الولايات المتحدة المقبل، فمشروع معمر القذافى كان يهدد مصالح الدول الغربية، لذلك قامت بقتله، ويقومون بخطف خيرة شبابنا كل صباح ويتم قتلهم، الأمريكان قتلوا من أهالى مصراتة أكثر مما قتلوا من داعش، نحن على الأراضى الليبية نعرف ما تحت كل صخرة، ومن فى كل مكتب، زنقة زنقة دار دار واللى قاله معمر صار.
معلومات ترددت أنكم التقيتم بقيادات من مدينة مصراتة؟
نعم نلتقى مع مصراتة وزوارة، وتيارات الإسلاميين، والحوار دون دماء، نلتقى على كلمة سواء، اليوم أكثر 70 أو 80% من الليبيين طووا صفحة الماضى، وننظر للمستقبل، ولا أى ليبى يقبل واقع ما يجرى فى السجون من تعذيب.
هل تواصلتم مع سيف الإسلام القذافى؟ ومن هو الأنسب لخلافة القذافى حفتر أم سيف؟
- المشير خليفة حفتر مواطن ليبى، وكذلك الحال ينطبق على سيف الإسلام، لكن المرحلة ليست صراعا على السلطة، بل سعى للخروج من الأزمة، ومد أيدينا لانتشال البلاد من الضياع، وعندما تعود الدولة فليتنافس المتنافسون، العار أصبح يلحق بالليبيين، فشبابنا يزج بهم فى السجون ويتم قتلهم وتم تشريد أبنائنا والناس تهان.
لماذا انشققت عن معمر القذافى وغادرت ليبيا؟
- لم أنشق عن القذافى، فلا أنشق عن نفسى، ثورة الفاتح شاركت بها وهى ثورة مدنية، وكانت ليبيا مستعمرة للدول الغربية، ونحن طوال هذه السنوات، التى عشتها فى ليبيا كنا نتفق ونختلف فى أشياء كثيرة، وقد غادرت ليبيا فى طائرة خاصة، ووصلت مصر ولم أهرب من ليبيا، كنا نعرف المؤامرة، التى تحاك ضدنا والمصريون كانوا يعرفون، ولا يمكن أن انشق عن بلدى أو أغدر بصاحبى، فهى ليست من شيمنا.
البعض كان يصفك أنك حمامة التواصل مع جماعة الإخوان قبل الثورة ثم أرادوك صفقة لتسليمك لليبيين ماذا تقول فى هذا؟
- ليس من الفروسية أن تدوس على شخص سقط على الأرض، هم نالوا عقابهم، وآية من آيات الله أن يتم سجنهم معى وهم من أطلقوا عليا الرصاص فى منزلى، لقد كنا نتحاور معهم، وكنا نعتقد أنهم يسعون لرفع كلمة الله ولصالح الأمة، ولكن عندما وصلوا إلى السلطة خيبوا ظننا وبدأت حقيقتهم تتكشف.
ما رأيك فيما يحدث فى مدينة سرت من قبل قوات البنيان المرصوص؟ هل دافعتم عن الشباب المنضم لداعش؟
- شبابنا الذين انضموا للتنظيمات المتطرفة يحلمون بوحدة الأمة ورفع الغمة عنها، وهؤلاء ضحايا، فشباب سرت قادوا مواجهة كبيرة أمام محاصرة القوات الغربية لآخر معاقل العقيد معمر القذافى، فالأسر كانت محاصرة من الطائرات ومراقبة بالأقمار الصناعية، وهى ملحمة سيذكرها التاريخ، فلولا الفراغ فى مدينة سرت لما جاء إليها داعش ولم نكن نعرف التطرف.
أهالى مصراتة دخلوا فى مواجهة تنظيم داعش، والمثير للانتباه البحر المحاصر الآن من عملية صوفيا، وتتدفق الأسلحة والبشر ينتقلون من وإلى البحر، والمظلات تسقط محملة بالأسلحة لإطالة زمن المعركة وقتل عدد أكبر من الليبيين، وبدأت قيادات مدينة مصراتة تتساءل: أين جثث الدواعش؟ ولكن فى الأخير الضحية الشباب، الذى يتساقط كل صبح وهذا استنزاف لنا، فالغرب يلعب بنا كدمى، ويجب أن يفيق الشعب الليبى وقياداته فهم لا يريدون لليبيا الخير.
رسالة أخيرة من أحمد قذاف الدم للشعب الليبى والمصرى والقادة العرب والمسلمين؟
- أدعو الليبيين أن يتفقوا على كلمة سواء، وأن يفيقوا مما يحاك لليبيا، وأخشى على طرابلس من المواجهة وتهجير عدد كبير وإفراغ العاصمة، وواضح أنه مخطط مرسوم بعناية، وأدعو الإخوة العرب لقمة رباعية، ولا أبالغ لأن ما خفى كان أعظم.
أما مصر فهى مستهدفة، وأنا ألوم على السلطة المصرية، لأنها يجب أن تكشف حجم التآمر على مصر، ويجب حشد كل القوى السياسية والاجتماعية لإخراج مصر من المرحلة، ثم نطالب بما نريد، فاليوم أى مطلب غير الأمن والأمان والاستقرار غير مطلوب.