ربما يكونون مثقلون بالديون التى دفعوها للحصول على التعليم الجامعى، إلا أن جيل الألفية أو هؤلاء الذين ولدوا بين عامى 1981 و1997، أو من هم دون الـ35 -والذين وصفتهم مرشحة الحزب الديمقراطى، هيلارى كلينتون، بـ"أطفال الكساد العظيم"- يستطيعون تغيير شكل الاقتصاد الأمريكى خلال العقود المقبلة.
80 مليون شاب فى الولايات المتحدة
وقال تقرير سابق لبيث آن بوفينو، كبير المحللين فى "ستاندرد أند بورز" إن قوام جيل الألفية يصل إلى ما يقرب من 80 مليون شخص، وينفقون سنويا ما يقرب من 600 مليار دولار، وبحلول عام 2020، قد يصل حجم إنفاقهم إلى 1.4 تريليون دولار، أو ما يقرب من 30% من إجمالى مبيعات التجزئة.
ويعرف جيل الألفية فى الولايات المتحدة بأنه الأكثر تنوعًا وتعليما فى تاريخ البلاد، مع أن عاداته فى الإنفاق اختلفت كثيرا عن سابقيه، فهم ينتقلون من وظيفة إلى وظيفة، ويأجلون الزواج، ويفضلون الخبرات وصنع الذكريات أكثر من شراء المنازل والسيارات وغيرها، فهم متحفظون فى عاداتهم الإنفاقية، لاسيما مع حمل الديون الذى يقع على عاتق من يريد الحصول على التعليم الجامعى، الأمر الذى أثر على نوعية الوظائف التى يعملون بها.
الاقتصاد الأمريكى خلال العقود المقبلة
ويبدو أن جيل الألفية الذى يمثل أكبر مجموعة سكانية فى الولايات المتحدة، بات من أكثر الأجيال تأثيرا على الاقتصاد، فتأثيرهم بدء ببطئ نظرا لعدم الاستقرار الاقتصادى الذى خلف كثيرين ممن تثقلهم الديون الدراسية لاهثون وراء وظائف جيدة براتب جيد، ولكنهم من سيشكلون الاقتصاد الأمريكى خلال العقود المقبلة، فهم جاءوا فى وقت شهدت فيه البلاد أزمة اقتصادية ربما أسوأ من الكساد العظيم، ولا تزال تفرض تحديات على مستقبل النمو والازدهار فى البلاد، وفقا لموقع "إيكو بايلوت" الأمريكى.
ويرى نيل هاو، المحلل الاقتصادى الذى اخترع مصطلح "جيل الألفية" مع المؤلف وليام ستروس أن تغير عادات هذا الجيل تعيد تعريف الاستهلاك الأمريكى، فبدلا من الثروة المادية، يحب هذا الجيل أن يركز على أسفاره وهوياته وحتى الوجبات الغذائية، التى يصورها ويقوم بنشرها على موقع "فيس بوك" و"انستجرام" ووسائل التواصل الاجتماعى الأخرى.
تجارب حياتية
ورغم أن هذه الأولويات تمنح هذا الجيل تجارب حياتية متوازنة ومحققة للذات، إلا أنها ليست جيدة بالنسبة للاقتصاد الأمريكى المدفوع بالإنفاق الاستهلاكى، الذى يمثل ثلثى الناتج الإجمالى المحلى للولايات المتحدة.
وأضاف موقع "إيكو بايلوت" أن تراجع معدل شراء المنازل بين البالغين الشباب كان له أثره على تباطؤ سوق الإسكان، إذ تراجع معدل امتلاك المنازل لمن هم أقل من 35 إلى أقل من 34% العام الجارى، بالمقارنة مع 40% قبل ثلاثة عقود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة