على الرغم من اختلاف جنسياتهن وديانتهن إلا أن الأسر والاغتصاب من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابى العامل المشترك الذى جمع 3 فتايات من العراق وإريتريا والأكراد ليكن أيقونة النضال ضد ذلك التنظيم يواصل معاركه الوحشية على التراب السورى والعراقى، ويمد أذرعه إلى دول أخرى فى المنطقة.
وبالتزامن مع معارك تحرير مدينة الموصل العراقية، يرصد "اليوم السابع" فى السطور التالية قصص سبايا داعش، الناجيات من جحيم التنظيم.
نادية مراد الأيزيدية
شرحت الناجية الإيزدية "نادية مراد" قصة معاناتها بعد أسرها على أيادى تنظيم داعش فى حوار أجرته اليوم السابع معها، ديسمبر الماضى، حيث قالت عندما استولى التنظيم على قرية كوجو القريبة من مدينة سنجار فى الثالث من أغسطس 2014 وضعوا بوابات خارج القرية ومنعوا أهل كوجو من الخروج، وفى نفس اليوم قتلوا الرجال الإيزيديين من القرى المجاورة، وجميع مناطق سنجار.
وأضافت أن التنظيم عرض على 15 رب أسرة من أهل القرية تغيير عقيدتهم يوم 15 أغسطس، ودخلت أعداد كبيرة منهم إلى القرية، وأجبروا جميع أهل القرية على التجمع فى مدرسة، ووضعوا النساء والأطفال فى الطابق الثانى من المدرسة، وأخذوا الرجال إلى أطراف القرية وأعدموهم بالرصاص.
وأوضحت "كنا نسمع أصوات الطلقات وكان هناك هلع وصراخ بين الأطفال والنساء، كنا نموت نحن أيضا فى الداخل بينما كانوا يقتلون إخواننا وآبائنا فى الخارج، كنت أنظر لهم وهم يأخذون 9 من إخوتى وقتلوا 6 منهم.
وأشارت إلى أن عناصر التنظيم دخلوا مناطقنا وأعلنوا الحرب الشاملة على مجتمعى، الحرب على النساء والأطفال قبل الرجال وباسم الدين، على مجتمع مسالم من أقدم شعوب المنطقة والشعوب الأصلية لأرض ما بين النهرين.
وتقول نادية "كنت واحدة من آلاف النساء الإيزيديات اللواتى خسرن إخوتهن وآباءهن، وتم سبينا، وأدخلونا فى كابوس الاغتصاب والعنف دون وجه حق، وارتكبوا أبشع الجرائم فى حقى وحق أكثر من 5800 امرأة وطفل، وقتلوا آلاف الرجال واغتصبوا النساء الإيزيديات والأطفال فوق 9 سنوات، ويتم بيعهم وتأجيرهم، فى بعض الأحيان أكثر من 10 مرات فى اليوم.
القاصر الإريترية أسيرة داعش فى ليبيا
تحدثت طفلة مهاجرة تبلغ من العمر 12 عاما عن ظروف احتجاز تنظيم داعش الإرهابى لها فى ليبيا، حيث كانت بين 11 مهاجرة حررتهن يوم السبت الماضى قوى موالية للحكومة الليبية تحارب التنظيم فى مدينة سرت كما حررت معهن تركيا ومصريا.
وبعد نقلها إلى قاعدة أمنية فى مصراتة مع الأسيرات السابقات الآخريات قالت المهاجرة وهى من إريتريا إن مقاتلى داعش اغتصبوها.
وأضافت الفتاة التى رفضت ذكر اسمها "رجال داعش يغتصبونا وإذا رفضنا يضربونا ويربطونا بالحبل وبعدين يغتصبونا نحنا ما نقدر نقول أى شئ اللى هما مدارينه بس يعملوه فينا يبيعونا يهدونا للناس".
وقالت الطفلة التي غطت وجهها إنها وأمها حاولتا الانتحار أثناء الأسر لكنها الآن وبعد تحريرها لا يمكن أن تصف مدى سعادتها، وبعدما قفزت من الطابق الثالث لمبنى قالت الطفلة إنها أصيبت بجروح طفيفة وإن ساقى أمها كسرتا.
"بريفان" الإيزيدية
روت فتاة إيزيدية، تدعى "بريفان"، تقيم حاليا فى ألمانيا، تفاصيل تعرضها للاختطاف والاغتصاب على يد مقاتلى تنظيم داعش، شمال العراق، وكيف وقفت فى وجه التنظيم واستطاعت الهروب، وكيف كانت معايشته أثناء الاختطاف.
قالت "بريفان" الإيزيدية ذات الاسم المستعار: "أفراد داعش هاجمونا وقتلو المسيحيين وأخذوا بناتهم، استطعنا الفرار أنا وأهلى، لاحقونا بـ17 سيارة، وحلفوا لنا بدينهم أنهم لن يؤذونا مقابل وضع سلاحنا، ثم عزلوا النساء عن الرجال، وأخذوا الرجال لمقبرة أحياء، كانت آخر مرة أرى فيها أبى، حيث رأيت جثته بعينى، ولم أرى أخواتى الشباب أيضا، وشقيقاتى الفتيات الآن مخطوفات، لم أرهن من ذلك الحين، وهددنى أحدهم قائلا (إذا تحركتى هقتلك)".
أضافت "عمرى حينها كان 15 عاما، أخذوا الفتيات على بلدة أخرى، ثم أخذونا على التل، وبقينا هناك ثلاثة أيام فى المدرسة، كان يأتوا لنا يختاروا أى بنت ليغتصبوها، وإذا لم تذهب معهم الفتاة يطلقوا عليها النار، أحدهم كان فى مقتبل الأربعين، ودعا فتاة فى العاشرة من عمرها، وحينما أرادت أن لا تذهب معاه ضربها بالحجر حتى وافقت قبل ضربها بالنار، وبعدها ظللنا نتنقل من مكان لآخر".
تابعت "فرقونا عن بعضنا، أخذوا أمى ومن في سنها، سحبوا أمى ويدها فى يدى، وأخذوها إلى مكان غير معلوم، وبعدها أخذوا كل من هو أكبر من 6 سنوات من الأطفال الصبية للمعسكرات، ثم فرقونا نحن الفتيات، كان يبلغ عددالفتيات الإيزيديات حينها 5 آلاف، ثم بدأوا يبيعوا الفتيات فى الأسواق بالموصل بدون ثمن، كانوا يقولون لنا أننا كفار وسبيات، ولأجل هذا يبيعوننا بدون ثمن، أتذكر يوم اشترانى أحدهم أنا وصديقتى، رفضت وبكيت فضربنى، كان الشخص وحش، ما فى فرق بينه وبين الوحش، الحيوانات لديها رحمة فى قلوبهم، ولكن هؤلاء لا يوجد رحمة فى قلوبهم".
استكملت: "عشت فى البيت معه 25 يوما، كان معسكرا وليس بيتا، حاولت كثيرا أن أترك دينى وأدخل الإسلام ولكنه رفض وكان يقول أنتم الإيزيديين كفار ولابد أن تموتوا كفار، وظل يضربنى حتى غبت عن الوعى، تعرضت لاعتداءات جنسية عديدة، كان أصعب شئ يحدث هناك على الإطلاق، كان اغتصاب وحشى، كان يعيش فى هذا البيت 48 مقاتلا من التنظيم، وكنا بنتين إيزيديتين فقط فى البيت، كنت أسمع صيحات الفتاة الأخرى في الحجرة المجاورة تطلب مساعدتى ولا أستطيع أن أفعل".
واستطردت "حاولت الانتحار 4 مرات، أخذت فى مرة 150 من الحبوب المتواجدة، وتسممت لم يؤخذونى على المستشفى بل كانوا يضربونى، ومرة أخرى قطعت شريانى، وأخرى شربت بنزين، كانوا يجبروننا طوال الوقت أن نلبس ملابس خفيفة، كنت فى كل يوم أموت 100 مرة من الحال السىء والوجع والعذاب، 3 مرات حاولت الهرب ولكنهم لحقوا بى، وفى المرة الرابعة نجحت في الهرب، الحمد لله ربى ساعدنا، أنا ووالدتى، والآن نعيش فى ألمانيا، بعدما أطلقوا سراحها لأنها لا تنفعهم فى شىء".
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابى أقدم على إعدام 19 فتاة كردية حرقا فى مدينة الموصل العراقية، الأسبوع الماضى خلال معارك الجيش العراقى لتحرير الموصل.
ونقلت وكالة نوفوستى عن المكتب الصحفى للاتحاد الوطنى الكردستانى، أن عناصر الجماعة نصبوا أقفاصا حديدية فى إحدى ساحات المدينة، وحبسوا فيها الفتيات ثم أشعلوا النيران فيهن، لتقضى ألسنة اللهب على حياتهن جميعا بشكل بشع.
وذكر المكتب الصحفى للاتحاد الوطنى الكردستانى، نقلا عن شاهد العيان عبد الله الملة، أن الإعدام جرى بسبب رفض الفتيات التحول إلى "عبدات لخدمة المسلحين" على حد تعبيره.
عدد الردود 0
بواسطة:
متابع
كل ما تفعله داعش في تراثنا
للأسف نحن ننكر الحق والواقع أن كل أحلام الخلافة هي أحلام من أجل إسترداد عصر كان السائد فيه القتل والسلب وهتك الأعراض والإغتصاب تحت إسم ملك اليمين. لابد من مراجعة التراث. نحتاج إلى الثورة الدينية كما سماها الرئيس السيسي للخلاص من التيارات الإسلامية المجرمة إلى الأبد قبل الكارثة وإنهيار الأمة.