أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن السلطات الروسية صعدت من التدابير المتعلقة بسبل النجاة من حرب نووية فى ظل المواجهة مع واشنطن، كاشفة عن خطط دفاع مدنى تعود للحقبة السوفيتية وتحديث لملاجئ الحماية من القنابل فى المدن الكبرى.
وذكرت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكترونى – أن الحرب الباردة عادت إلى وزارة الطوارئ فى روسيا، مشيرة إلى أن البلاد أجرت مؤخرا أكبر تدريباتها على الدفاع المدنى منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، حيث أوضح مسئولون بأن 40 مليون شخص يتدربون على رد للتهديدات الكيماوية والنووية.
وقالت الصحيفة أن التليفزيون الروسى بث فيديوهات يظهر فيها عمال الطوارئ الذين تم نشرهم بالزى الواقى من المواد الخطرة أو عمليات فحص للتهوية بملاجئ الاحتماء من القنابل عندما أجريت التدريبات على مدار أربعة أيام فى جميع أنحاء البلاد.
وأضافت أن الطلاب ارتدوا أقنعة الحماية من الغاز ووضعوا دمى على نقالات فى مسارح المدارس، لافتة إلى أن خطط الدفاع المدنى بالعاصمة الروسية يجرى تحديثها أيضا بحسب أندرى ميشينكو، نائب رئيس الوزارة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية فقد تم إعداد بيانات فى موسكو بالمساحات الخالية تحت الأرض من أجل السماح بالتخطيط لإيواء نسبة 100% من سكان المدينة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بالتوازى مع ذلك فإن المعلقين فى الإذاعات الحكومية أصدروا بعضا من التصريحات المناهضة لأمريكا منذ أعوام حيث قال المعلق دميترى كيسيليوف هذا الشهر عقب انهيار خطة للسلام فى سوريا "إن روسيا سئمت من أكاذيب وعجرفة أمريكا".
ورأت الصحيفة أن مثل تلك التصريحات تعزز فكرة الروس عن أن بلادهم تعد قوة عظمى على نفس المستوى مع الولايات المتحدة، كما تظهر تباينا مع الركود الاقتصادى ومعدلات شعبية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التى انخفضت بعدما كانت فى مستوى عال مؤخرا.
ووفقا لرئيس مجموعة استطلاعات الرأى الروسية "ليفادا – سنتر"، ليف جودكوف، فإن تهديد الحرب النووية يبقى السكان بعيدين عن العصيان والانتقاد، مضيفا "يعتقد معظم الأشخاص أن الحرب العالمية الثالثة بدأت لكننا حاليا لا زلنا فى المرحلة الباردة من الحرب التى قد تتحول إلى حرب ساخنة أو قد لا تتحول لذلك، وخلال الحرب يجب أن تدعم سلطات بلادك".
وبحسب الصحيفة فإن الهجمات الدعائية خلال الأشهر الأخيرة شجعت على غضب عامة الشعب الروسى إزاء أهداف متنوعة للكرملين ومن بينها تركيا وأوكرانيا والمعارضة السياسية الداخلية لروسيا.
ونسبت الصحيفة إلى إيجور زوييف، الذى تصنع شركته "سيس برويكتستروى" ملاجئ للشركات الحكومية والأفراد، قوله أن "الشركة شهدت زيادة بثلاثة أضعاف فى الطلب على مدار العام الماضى من أجل الإنشاءات التى يقول أنها تضمن الحماية من القنابل النووية والغزو العسكري".
واعتبرت الصحيفة أن أصداء الحرب الباردة تتردد فى السياسة الأمريكية حيث اختلفت المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلارى كلينتون علنا مع منافسها الجمهورى دونالد ترامب بسبب سياسة روسيا والهجمات الإلكترونية التى تلقى فيها الولايات المتحدة باللوم على موسكو، فى حين يأخذ الحديث فى روسيا عن حرب باردة جديدة شكلا خاصا.