منذ أن أعلنت عن مهمتها فى جمع تبرعات من أجل الأسر الفقيرة بمصر فى أغسطس الماضى، خصصت الكندية "بولا" كل دولار من حملتها لمساعدة أربعة أسر بالإسكندرية، المدينة التى نشأ بها زوجها المصرى إيهاب رضوان.
أقامت "بولا" مزادا يوم السبت بمطعم "طعم مصر" الذى تمتلكه هى وزوجها بمدينة سانت جون الكندية، حيث عرضت منتجات للبيع لصالح الأسر المصرية المحتاجة، ليجرى "اليوم السابع" بعد ذلك حوارا معها عبر الانترنت، عن أسباب حملتها وكواليسها، ولماذا كانت مصر هى اختيارها.. فإلى نص الحوار :
جانب من السلع المعروضة بالمزاد
السلع المعروضة بالمزاد
لماذا خصصت حملتك لمساعدة الأسر بمصر تحديدا ؟
أطلقت الحملة يوم 1 أغسطس ومنذ ذلك الحين خصصنا كل دولار من أجل الأسر الفقيرة بمصر، وذلك بعد أن قررت أننى أريد أن أساعد بشىء بعد أن لاحظنا ارتفاع كبير فى الأسعار خلال زيارتنا الأخيرة لمصر فى مايو الماضى، كان الوضع صعبا بالنسبة للمواطنين فى السابق، ولكن بعد الثورة، أصبحت الأشياء باهظة الثمن.
لقد أعلنت عن مساعدة 4 أسر كيف حددت هذه الأسر؟
نحن حددنا الأسر التى سنساعدها قبل بدء الحملة وجميعهم يعيشون بالإسكندرية، حيث ولد زوجى وشريكى فى العمل، ولكن لن نستطيع أن نفصح عن معلومات تخصهم احتراما لهم خاصة أنهم لا يعرفون أى شئ عن خططنا لمساعدتهم. ولكننا تواصلنا مع عدد كبير من الأسر خاصة الذين لديهم أطفال وفى حاجة لرعاية طبية ولكنهم لا ينتظرون مساعدة من أحد.
كيف نظمتِ دعاية عن الحملة بمدينتك؟ وهل كانت موفقة؟
قمت بالإعلان من خلال الفيسبوك والبيانات الصحفية وتوزيع الملصقات على الزبائن، ولاقت الحملة استجابة إيجابية حيث أن لدينا مجتمع كبير وكريم جدا. أما عن المزاد، فشهد إقبالًا جيدًا ولكن كنا نأمل بعدد أكبر من المشاركين وجمعنا 4220 دولار (37،500 ألف جنيه مصرى) بما فى ذلك مساهمة من المطعم بحوالى 1000 دولار وهو المبلغ الذى سنستخدمه لشراء مواد غذائية وملابس ومستلزمات منزلية أساسية وتكاليف رعاية طبية تشكل عبئا ماديا عليهم. كما نخطط لإقامة حملة تبرعات أخرى فى المستقبل ولكن ليس مزادا.
الكندية بولا رضوان
بولا الكندية
كيف تخططين أن تقدمى المساعدات للأسر؟
أنا أخطط أن آتى إلى مصر وتحديدا الإسكندرية يوم الخميس القادم فى زيارة تستغرق شهرين، وستكون المرة الأولى التى أسافر فيها بمفردى دون زوجى.
كم مرة زرت فيها مصر؟ وما انطباعك عن التحديات التى تواجه المصريين؟
لقد قمت بزيارة مصر ثلاث مرات ورأيت أن المصريين يواجهون تحديات كثيرة منها غياب الحد الأدنى للأجور وصعوبة إيجاد رعاية طبية مناسبة، ومشكلة القمامة تعتبر الأسوأ وكذلك ضعف نظام التعليم فى المدارس الحكومية حيث يقضى الأطفال اليوم كاملا بالمدرسة وبعد ذلك يذهبون للدروس الخصوصية فى المساء، كما أن ثقافة تنظيم الأسرة ينبغى أن يتم تشجيعها أكثر من ذلك. ولكن ما لا يجب على المصريين أن يقلقوا بشأنه هو وجود الحب والتقارب بين الأسرة، والحس الفكاهى والشخصيات الصدوقة والوطنية. فكيف يمكن ألا تكونوا وطنيين ولديكم أغنى تاريخ فى العالم.
كيف أتت لكم فكرة إقامة مطعم يقدم طعام مصرى أصيل بكندا؟
إن مطعم "طعم مصر" لا يقدم فقط الطعام المصرى الأصيل ولكن يحاول دمج الثقافة والموسيقى والأذواق والأجواء الودية فى آن واحد. فمطعمنا يتميز بديكور فرعونى تم شحنه من مصر، كما أن الكراسى والطاولات تم صناعتها بمدينة دمياط ولدينا أوراق بردى معلقة على الحائط ونقوم بتشغيل موسيقى معظمها لمصريين مثل عمرو دياب وتامر حسنى وهشام عباس. وقد جعلت هذه الأجواء زبائننا يحلمون بزيارة مصر. ويجب أن أشير إلى أن المطعم كان فكرة زوجى إيهاب الذى أراد مشاركة بعضا من الثقافة المصرية مع الكنديين.
بولا وإيهاب يقيمان مزادا لجمع تبرعات لأسر فقيرة بمصر
بولا وزوجها المصرى إيهاب رضوان
هل واجهتكم تحديات لكونكم مسلمين؟
نعم واجهتنا تحديات كانت قد تضطرنا لإغلاق المطعم ولكننا اتفقنا على الصمود للحفاظ على المكان وأن يظل يقدم طعام حلال، كما أننا المكان الوحيد فى المدينة الذى لا يقدم خمور وهذه كانت من أكبر التحديات لأن المدينة معروفة بحبها لشرب الخمور. كما يشكل الحجاب تحد آخر، ولكن أسرتى الكاثولوكية تقبلت إسلامى منذ 6 سنوات ونصف.
ما الأكلات المصرية التى تفضلينها وهل تقومين بمساعدة زوجك فى الطهى؟
أنا أحب الأطعمة المصرية مثل الفول والفلافل والكباب والسلطات الطازجة والكشرى والدجاج المشوى وبالطبع أطباق الأسماك التى تمتازون بها، وطبقى المفضل هو المحشى. أنا لا أطبخ لأنى لا يمكن أن أضاهى براعة "إيهاب" فى الطهى فهو رئيس الطباخين بالمطعم ويراقب الجودة بجانب كونه رجل أعمال رائع، ويحظى الطهاة باحترام كبير بالمدينة باعتبارهم فنانين. ولكنى أقوم بأعمال الخبز فى بعض الأوقات وأصنع له الحلوى كما أراقب أعمال النظافة بالمطعم.
إيهاب يقوم بأعمال الطهى فى المطعم
إيهاب رضوان هو رئيس الطباخين بمطعم "طعم مصر" بكندا
علمنا بتعيينكم للاجئين سوريين هل ترين وجود عرب بين طاقمكم يضيف لتحقيق الأجواء الشرقية للمكان؟
لقد قمنا بتعيين أربعة سوريين بما فى ذلك ثلاثة طهاة ومساعد مطبخ، ولكن اثنين غادروا، كما أن لدينا طالب مصرى يعمل معنا ويحبه زبائننا، ولكن مدينتنا تعتبر صغيرة فى حجم سكانها الذى يبلغ حوالى 70 ألف شخص، ويبلغ عدد السكان العرب حوالى 2000 شخص. فأعتقد أنه يمكن تعليم طهاه محليين كيفية طبخ أكلات دول البحر المتوسط على الرغم من أن وجود عرب من المؤكد سيسهل التدريب.
كيف تعرفتى على زوجك إيهاب وما هى طموحاتكم للمطعم؟
التقيت بإيهاب أول مرة فى دبى وكان يعمل حينها سمسار فيلات ثم جاء إلى كندا فى 2010 ولا يوجد لدينا أطفال بعد. ويعتبر المطعم هو مصدر دخلنا الوحيد، وأصبحنا الآن واحد من أكثر المطاعم شعبية بسانت جون كما أننا نحاول أن نستقدم طهاة من مصر للعمل معنا وتطويره للحصول على حق الامتياز بكندا.