رغم عدم انتهاء البرلمان من مشروع تجديد الخطاب الدينى، سواء من الأزهر أو البرلمان، إلا أن السلفيين أرادوا استباق المعركة مبكرا، بعدما حذروا من علمنة تجديد الخطاب الدينى، وهو ما رفضته دينية البرلمان واعضاء بمجمع البحوث الإسلامية، وأكدوا أن تجديد الخطاب الدينى لن يمس الثوابت.
السلفيون الذين يسعون للمشاركة كطرف أساسى فى تجديد الخطاب الدينى، سعوا عبر دعوات تحذيرية حول علمنة المشروع، للمشاركة فى مناقشات تجديد الخطاب الدنى الذى بدأت اللجنة الدينية مناقشته.
البداية عندما شن الشيخ أسامة شحادة، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، هجوما حادا على مشروع تجديد الخطاب الدينى، زاعما أن المشروع سيتم علمنته، وقال فى مقال له نشره الموقع الرسمى للدعوة السلفية :"معركة حامية تدور اليوم بين أهل العلم الشرعى وصنفين من الناس متناقضين هما غلاة التطرف الدينى، وغلاة التطرف العلمانى، فأهل العلم الشرعى يخوضون معركة كبيرة مع غلاة التطرف الدينى، الذين تمثلهم التنظيمات العسكرية التى تكفّر وتفجّر الأبرياء والمسالمين ظلماً وعدواناً، بسبب الجهل والتأويل الباطل، بسبب الاختراق والتوجيه الخبيث من قبل جهات متعددة محلية وإقليمية وعالمية.
وأضاف شحادة: "ويخوض أهل العلم الشرعى معركة أخرى مع غلاة العلمانية الذين يريدون استئصال الإسلام بذاته من حياة المسلمين، وسواء كان ذلك بطريقة خشنة أو ناعمة، ومن صور حرب غلاة العلمانية الناعمة على الإسلام الاختباء تحت شعار جميل هو "تجديد الدين" أو"تجديد الخطاب الدينى"، ولكن حقيقة مطلبهم تبديل الدين أو تعطيله" على حد قوله.
وتابع عضو مجلس شورى الدعوة السلفية: "نعمة التجديد للدين هذه هى من أعظم الأسباب التى حافظت على حياة الأمة الإسلامية فى وجه التحديات والأخطار التى واجهتها عبر تاريخها، والتى مكنتها من النهوض والقيام بعد كل ضعف ومحنة، اليوم فإن الإسلام بحاجة لتجديد جديد؛ يعيد له نضارته وقوته وحيويته، وذلك بعد أن انتشرت المناهج المنحرفة فى فهم الدين".
واستطرد :"وجدنا غلاة العلمانيين يحاولون خطف شعار تجديد الدين وتجديد الخطاب الدينى بحجة محاربة غلاة التطرف ، ولكن حقيقة ما يطرحون هو تبديل الدين أو تعطيله، فكيف يجدد الدين من لا يؤمن به! وكيف يجدد الدين من يراه فى أحسن حالاته خيالات نفعت بعض الناس مدة من الزمن، لكن اليوم وفى عصر ما بعد الحداثة لا مكان للدين!" – على حد قوله.
واستطرد :"كيف يجدد الدين من يسعى وبكل طاقته لجعل الدين قضية شخصية بحسب المعايير العلمانية، بينما الدين فى الإسلام صبغة شاملة للحياة للفرد والمجتمع، وكيف يجدد الدين من يدعو لتجديد الدين باستخدام أدوات من خارج نطاق الدين؟ ".
وأضاف عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، تجديد الخطاب الديني مطلب ملحّ، والغاية منه تجويد وإحكام وإتقان أساليب الدعوة الإسلامية؛ لتحقق مراد الدين، وهو إرشاد الخلق للخالق سبحانه وتعالى، وذلك يكون بامتلاك العلم الصحيح والأسلوب السليم والجذاب.
فى المقابل رد النائب شكرى الجندى، عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، إن مشروع تجديد الخطاب الدينى، ليس كما ذكره الداعية السلفى، ولكن المقصود منه إظهار الصورة الحقيقية للاسلام، حيث أنه قد آن اوان للعالم أن يتمتع بجمال الإسلام، وليس علمانية تجديد الخطاب الدينى كما ذكر عضو مجلس شورى الدعوة السلفية.
وأضاف عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، أن هناك سلفيين معتدلين، ولكن هناك من يسعى لاعتبار نفسه هو ممثل السلفية فكل المسلمين المصريين يسيرون على سنة الله ورسوله والسلف الصالح وليس من حق أحد أن يجعل السلفية مقتصرة عليه فقط.
وأشار النائب شكرى الجندى، أن المسئول عن الدين الاسلامى فى مصر هو الأزهر الشريف، والمسئول عن الدين المسيحى هو الكاتدرائية المرقصية، وهما المنوطان بهذا التجديد، وبالتالى لا يمكن وصف هذا الأمر بالعلمانية، واصفا هذا الهجوم بمحاولة تشويه مشروع تجديد الخطاب الدينى.
وفى ذات السياق قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الهجوم السلفى على مشروع تجديد الخطاب الدينى هو محاولة لإشراك أنفسهم كطرف فى ملف التجديد، وهذا غير مقبول لأن المنوط بمشروع التجديد هم الأزهر ودار الافتاء والمؤسسات الدينية الرسمية.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أن مشروع التجديد يضع ضوابط لمسألة الفتوى، ويقصرها على المتخصصين، وهو ما يقلق السلفيين، الذين يسعون لوضع شروطهم فى مشروع التجديد لذلك يستبقونه بالتشويه.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك من يسعى لتشويه مشروع تجديد الخطاب الدينى، عبر نشر مزاعم أنه يتضمن تغيير الثوابت الدينية، وهذا أمر غير صحيح، لأنه يركز بشكل كبير على دحض كافة الأكاذيب التى تروجها الجماعات الإرهابية عن الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة