يلقى المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، كلمة فى فعاليات اليوم الثالث لمؤتمر الشباب المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول شغب الملاعب وحلول عودة الجماهير مرة أخرى.
وينشر "اليوم السابع" نص كلمة رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان خلال فعاليات مؤتمر الشباب، والتى جاءت كالتالى:
أود فى بداية كلمتي أن أعرب لكم عن سعادتي الغامرة بالمشاركة فى فعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب، والذى يأتى انعقاده للمرة الأولى تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى, ذلك المؤتمر الذى يأتى تتويجاً لحرص القيادة السياسية على الاهتمام بالشباب ومشاركته فى كافة مناحى الحياة، والذي بدأ منذ إعلان سيادته عام 2016 عاماً للشباب، وما تلى هذا الإعلان من خطوات فعلية تم اتخاذها فى هذا الشأن منها إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ومبادرة سيادته نحو توفير 200 مليار جنيه لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة بفائدة 5%، وكذلك تمثيل الشباب بنسبة 52 % ضمن تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، فضلاً عن توجيه سيادته للحكومة بالتوسع فى تمكين الشباب لتولى وظائف قيادية كمعاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين، وتخصيص 25% من الأراضى المطروحة ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان للشباب بنظام حق التمليك.
كما يأتى هذا المؤتمر تجسيداً لتوجيهات القيادة السياسية بفتح حوار عميق وشفاف وإيجابي مع الشباب بعد سنوات من المقاطعة والتى أدت لانحراف شريحة منهم وسقوطهم فريسة سهلة للتطرف والإرهاب وذلك بسبب إهمال الدولة لهذا القطاع العريض خلال العهود السابقة وعدم إعارة قضاياه ومشكلاته أى إهتمام,
ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة لما يبذله من جهود واضحة فى مجال الأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية والتى جاءت تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة الاهتمام بالشباب ورعايته وفتح المجال أمامه للمشاركة وتفعيل دوره فى المجتمع.
تناول جلسة اليوم محوراً فى غاية الأهمية وهو " دراسة مسببات العنف و الشغب فى الملاعب المصرية وسبل مواجهتها "، حيث بات الشغب الرياضي فى ملاعبنا من القضايا بالغة الخطورة التى تخطت حدودها أسوار الملعب وصولاً إلى إزهاق الأرواح ووقوع الضحايا انتهاءً بتهديد الأمن القومى للبلاد بشكل واضح.
شغب الملاعب أزمة يجب أن نتجاوزها خلال الفترة المقبلة، لأن مصر في مرحلة بناء وتلك القضية تؤثر بشكل واضح على سمعة مصر امام العالم، كما تؤثر على عدة ملفات غير رياضية أخرى كملف الاستثمار وتعطي انطباعاً وصورة خارجية عن الوضع الأمني في مصر، وهو ما يجعل المستثمر يفكر ألف مرة قبل أن يخوض التجربة في مصر، كذلك يرتبط هذا الأمر ارتباطًا وثيقًا بمورد السياحة الذي يحتاج للانتعاش مرة أخرى من خلال إعادة تحسين الصورة عن مصر والتي تظهر واضحة للعالم من خلال مدرجات مباريات كرة القدم خاصة وهى اللعبة التى يشاهدها الملايين حول العالم باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى عالمياً.
لذلك لابد من إعادة النظر في أبعاد هذة المسألة وإعادة تنظيم قواعد الرياضة فى مصر، كما أن العمل بمبدأ الثواب والعقاب وتغليظ العقوبات على كل المخطئين سيمنع تكرار هذة الأخطاء.
وقد ارتبطت ظاهرة الشغب الرياضي فى الملاعب المصرية بظهور روابط مشجعي الأندية " الأولتراس "، تلك الروابط التى أُنشئت من أجل هدف نبيل ألا وهو تشجيع أنديتهم والوقوف إلى جانبها، وعلى الرغم من البدايات المبشرة لتلك الروابط إلا أنها سرعان ما تحولت عقب ثورة يناير إلى كابوس يهدد الرياضة نفسها بدلاً من دعمها، ومرت هذة الظاهرة بثلاث مراحل:
الأولى، تمثلت في اعتداء المشجعين على اللاعبين والحكام، واتخذت الثانية صورة الاشتباكات بين مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب، أما المرحلة الثالثة و هي الأكثر خطورة حيث نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب إلى الشوارع، فصارت ميادين الرياضة ساحات للقتال بدلاً من المنافسة نتيجة انتهاج بعض من هذة المجموعات لمبدأ العنف, مما نتج عنه وقوع العديد من الضحايا مثل ما حدث فى ( مذبحة بورسعيد – أحداث ستاد الدفاع الجوى), وتدهور حال الرياضة فى مصر وحرمان الجماهير من متابعة المباريات فى المدرجات.
وفى هذا الصدد لا أنسى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي روابط الألتراس للحوار العقلاني والمتحضر بعيداً عن الإسفاف والفوضى إنطلاقاً من سياسة الإحتواء وفكرة دمج فئات المجتمع المختلفة، غير أن هذه المبادرة أصابها الجمود نظراً لإختلاف الآراء حولها ما بين مؤيد ومعارض.
وعند تناول ظاهرة الشغب الرياضى لابد وأن نتطرق للحديث عن المسببات الرئيسية لتلك الأزمة، فلهذه الأزمة أبعاد أخرى ويتحمل مسئوليتها عناصر أخرى في المنظومة الرياضية وليست الجماهير وحدها من تتسبب في الشغب كما يتصور البعض، بل أن بعض عناصر اللعبة اشتركت فى تعقيد هذة القضية، فنجد بعض تصرفات الإداريين فى الأندية واللاعبين والحكام فى المباريات تؤدى إلى شحن الجماهير المتعصبة، كما أن الإعلام الرياضى قد يؤثر بالسلب على الروح الرياضية و التنافسية و نشر روح التعصب بين الجماهير، فاليوم أصبحنا نجد إنفلاتاً تنظيمياً وأخلاقيًا فى الملاعب و وجدنا ظواهر غريبة علينا فى مجتمعنا المصرى.
لم تكن لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب بمعزل عن الأحداث بل ناقشت قضية شغب الملاعب لبحث أسبابها وسبل علاجها عبر عدة اجتماعات عقدتها لهذا الغرض, حضرها كافة المعنيين بتلك الأزمة ( وزارة الشباب والرياضة – وزارة الداخلية – ممثلى الأندية الجماهيرية – الإعلاميين الرياضيين ),
كما اقترحت لجنة الشباب والرياضة خلال مناقشات اجتماعاتها عدة حلول لعلاج الأزمة، من بينها
ـ الاتفاق على ضرورة إصدار قانون لمكافحة شغب الملاعب يتضمن تشديد العقوبات على كل من يخرج عن إطار التشجيع الرياضي المتعارف عليه,
- تنفيذ اشتراطات النيابة العامة التى أصدرتها عقب مذبحة ستاد بورسعيد فيما يتعلق بتأمين الملاعب الرياضية.
- تكثيف التوعية الإعلامية من قبل وسائل الإعلام بشأن التشجيع والسلوك الرياضي القويم من خلال تقديم برامج توعية موجهة للشباب ونشر الوعي بينهم.
- تفعيل الدور الأسري للحد من ظاهرة شغب الملاعب والتعاون مع الهيئات الدينية لإرشاد الشباب في المساجد والمناسبات الدينية إضافة إلي البحث عن سبل لامتصاص حماس الشباب بإنشاء الأماكن الترفيهية الشبابية وتقديم رسائل غير مباشرة تخاطب الشباب وتحثهم علي السلوكيات الحسنة وتبين لهم أخطار التجاوزات علي أنفسهم.
وأود الإشارة فى هذا الصدد إلى أنني قد تقدمت للجنة بمقترحات لعلاج تلك الأزمة من بينها تطبيق مبادرة " شجع " وهى عبارة عن تخصيص " كارت ذكى " شبيه بكروت السلع التموينية تُسجل عليه بيانات المشجع, ويتم شراؤه مرة واحدة نظير مقابل رمزى بحد أقصى2 جنيه، ومن خلاله يستطيع المواطن أن يحصل على تذاكر المباريات عن طريق شحن قيمة التذكرة على الكارت، بحيث يوفر ذلك الكارت للقائمين على تنظيم المباريات بيانات كافة المشجعين بما يساعد على الحد من الشغب وضبط عملية دخول وخروج الجماهير من الملاعب، بالإضافة إلى مراقبة المدرجات بالكاميرات لرصد أى حالات شغب بين المشجعين, وهذا المقترح ليس بجديد فى عالم كرة القدم بل يجرى تطبيقه فى ألمانيا وبريطانيا.
كما أن إقرار القانون الجديد للرياضة يعد بمثابة خطوة هامة نحو محاربة شغب الملاعب، إلا أنه بالإضافة إلى هذا القانون يجب على الجميع تحمل مسئوليته حتى نستطيع أن نعود بالجماهير إلى المدرجات فى أسرع وقت ممكن، لأن عودة الجماهير دون مظاهر الشغب ستصب فى المصلحة العامة للبلاد.
إن علينا جميعاً مسئولية وواجب اجتماعي نحو الاهتمام بالشباب وبمشكلاته وقضاياه المختلفة وقدراته، وهو الأمر الذى يمكن أن يتحقق عن طريق حملات التوعية التى يقودها الشباب نفسه بحيث تمكنه من إظهار قيمه وأفكاره وقدرته على المساهمة فى تنمية المجتمع, كذلك عن طريق الفعاليات والأنشطة التى تؤكد هذه الصورة وتبرزها.
وإننى أرى أن الفاعلية التى نحضرها اليوم تأتى فى هذا الإطار بما توفره من نافذة يستطيع الشباب من خلالها أن يعبر عن حبه وتقديره لهذا الوطن وإعتزازه بالانتماء إليه, كما أنها تعطى الفرصة للشباب كى يكون قدوة لغيرهم بتشجيعهم وضمهم للفاعليات والأنشطة المماثلة بما يرفع وعيهم ويوسع مداركهم, ويعزز مساهمتهم فى تطوير مجتمعهم ونهضته.
أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى لكم كل التوفيق ولبلدنا الحبيب مصر الرخاء والتنمية والازدهار .