فى الأعوام القليلة الماضية شاع مصطلح "داعش" وكانوا ينسبوه فقط للإرهابيين الذين يرتكبون جرائم القتل والاغتصاب باسم الدين فى سوريا والعراق وليبيا.. وأصبح لقب داعشى يُطلق على الإرهابيين فقط.. ولكن فى الفترة القليلة الماضية لاحظت أن الكثير يقتل وينتهك حقوق الغير وإنسانيته وحقه فى الحياة كما يريد بزعم العادات والتقاليد ودا عيب ودا مايصحش.
هؤلاء الناس أيضاً داعشيون حتى لو لم يقتلوا احد أو يغتصبوا احد.. إذ ما الفرق بين من يقتل جسداً ومن يقتل روحاً..من يسلب الانسان حريته وحقه فى الحياة عن من يسلب روحه فعلاً.. نعم هناك بعض الناس يفرضون وصاياتهم على غيرهم دون وجه حق.. ينصبون انفسهم حكاماً وقضاةً.. أعطوا لنفسهم الحق بالتدخل فى ادق تفاصيل حياة الذين من حولهم بل وفى بعض الاحيان يأخذون القرارات بدلاً منهم ودون الرجوع اليهم.. هذا الاب الذى يزوج ابنته دون موافقتها.. أنت داعشى.. والأم التى تتدخل فى حياة ابنتها.. انتى داعشية.. الاخ الذى يعطى الحق لنفسه فى ضرب اخواته البنات لمجرد انه "ذكر".. انت داعشى.. المدير الذى يتحرش بموظفاته وهو يعلم انه فى مركز قوى.. انت داعشى.. إن الإرهاب لم يعد إرهاب سلاح وعنف أو بين جماعات ارهابية وشعب.. ولكن الإرهاب والدواعش انتشروا فى حياتنا انتشار النار فى الهشيم.. فكر ان تختلف مع الآخر فى الرأى أو وجهة النظر وستجد الداعشى الذى كان يخفيه يظهر لك.. كل منا مقتنع انه يحمل الحقيقة الكاملة وحده.. يحمل الحق وحده.. نحن كشعب نحتاج أن نتعلم قبول الآخر لا فقط كمسيحيين ومسلمين ولكن نقبل بعض من دافع الإنسانية نحتاج أن نتعلم كيف نتعايش مع بعضنا البعض دون ان نجور على حق الاخر فى حريته وإنسانيته.. عندما نصل إلى الدرجه من الانسانية وقبول الآخر والمحبة المتبادلة سنعرف كم أضعنا الوقت فى المناقشات البالية والاختلافات الواهية.. وأخيراً علموا اولادكم الحب والفن وقبول الغير.. علموا أولادكم الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة