كشف مسئولون عسكريون أمريكيون، أمس الأربعاء إن معركة استعادة مدينة الرقة السورية، التى يتخذها تنظيم داعش عاصمة لدولته المزعومة، يجب أن تبدأ فى غضون أسابيع قليلة لعرقلة الخطط، التى على الأرجح، يدبرها تنظيم داعش لشن هجمات على الغرب.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، أمس الأربعاء، عن الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القوات الأمريكية فى العراق، إن هناك شعور بالإلحاح للقيام بعملية الرقة. وأضاف أنه من الضرورى أن تبدأ عمليات عزل المدينة فورا لمنع شن أى هجمات على الغرب، يتم تخطيطها أو شنها من معقل التنظيم الإرهابى فى سوريا.
وبينما أبدت تركيا اعتراضها على مشاركة القوات الكردية فى عملية تحرير الرقة، مثلما هو فى الموصل، فإن الجنرال تاونسند شدد، فى لقاء مع صحفيين فى البنتاجون عبر الفيديو من بغداد، على أن المقاتلين الأكراد سيكونون جزءا من القوات البرية التى ستعمل على عزل الرقة، قائلا "نحن ذاهبون للعمل مع من هم قادرون على الذهاب، من هم مستعدون للذهاب فورا".
وتعتبر تركيا المقاتلين الأكراد السوريين، الذين يعرفون باسم Y.P.G، إمتدادا لحزب العمال الكردستانى، الجماعة المتمردة التى تسعى للاستقلال عن تركيا منذ الثمانينات. وهذا الصراع التاريخى بين أنقرة والأكراد يلقى بظلاله على خطط مكافحة تنظيم داعش.
و يقول مسئولون عسكريون أمريكيون أن المقاتلين الأكراد هم أفضل مقاتلين فى مواجهة تنظيم داعش. وقال الجنرال تاونسند "الحقائق هى أن القوى الوحيدة القادرة على تنفيذ أى جدول زمنى على المدى القريب، ضد داعش، هى القوات الديمقراطية السورية التى يمثل Y.P.G جزءا كبيرا منهم".
وفي حين تشكل الميليشيات الكردية الجزء الأكبر من العملية، قال الجنرال تاونسند أن العديد من القوات الأمريكية ، المكونة من أكثر من 300 من قوات العمليات الخاصة الآن فى سوريا، سوف يساعدون في تجنيد وتدريب وتجهيز القوات المحلية فى الرقة والمناطق المحيطة الذين هو في الغالب من العرب السوريين.
ويقول بعض الخبراء أن تلك العملية الوشيكة أكثر تعقيدا من غيرها، لأنه لا الأتراك ولا الأكراد السوريين يرون أن استعادة الرقة أولوية مهمة لديهم، على عكس واشنطن.
وقال كريستوفر كوزاك، باحث الشأن السورى فى معهد دراسات الحرب "إن Y.P.G. لا ترغب حقا فى سفك الدماء لاستعادة المدينة ذات الغالبية العربية السنية والتى تبعد عن رؤيتهم لحدود الحكم الذاتي، في حين تهتم تركيا بالعملية فقط لأنها ترى أنه من غير المسموح للأكراد المشاركة فيها".