مفاجأة.. المخابرات السوفييتية زرعت عملاء بالكنيست والجيش الإسرائيلى لأكثر من 20 عاما.. وثائق سرية روسية تكشف تورط ضباط بقيادة الجيش فى أكبر عملية تجسس.. وموسكو اطلعت على أسرار صنع الأسلحة الإسرائيلية

الخميس، 27 أكتوبر 2016 06:13 ص
مفاجأة.. المخابرات السوفييتية زرعت عملاء بالكنيست والجيش الإسرائيلى لأكثر من 20 عاما.. وثائق سرية روسية تكشف تورط ضباط بقيادة الجيش فى أكبر عملية تجسس.. وموسكو اطلعت على أسرار صنع الأسلحة الإسرائيلية كشف المستور فى اختراق الروس لمنظومة صناعة السلاح الإسرائيلية
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس، الأربعاء، وثائق سرية لجهاز المخابرات الروسى الـ"KGB" خلال فترة الاتحاد السوفيتى السابق، تفيد بزرع موسكو لعملاء لها داخل القيادة العامة للجيش الإسرائيلى والكنيست على مدار سنوات طويلة.

جانب من تقرير يديعوت

جانب من تقرير يديعوت

 

وأوضحت الصحيفة العبرية، أنها ستنشر الوثائق كاملة فى عددها الأسبوعى يوم الجمعة المقبل، مضيفة أن 3 نواب بالكنيست الإسرائيلى وضباط كبار فى الجيش بما فى ذلك عضو فى القيادة العامة ومهندسون وعاملون فى مشاريع سرية، كمشروع طائرة "لافى" الحربية ودبابة "مركفاه" ورجال استخبارات عملوا فى مهام خاصة، كانوا من بين عدد من العملاء الذين عملوا لصالح المخابرات الروسية فى إسرائيل.

فاسيلى ميتروكين عميل الـ  كى جى بى سابقا

فاسيلى ميتروكين عميل الـ كى جى بى سابقا

 

وقام بنسخ الوثائق السرية طوال حوالى 20 عاما، فاسيلى ميتروكين، عميل جهاز الـ"KGB" سابقا، الذى شغل منصبا عاليا فى الأرشيف، وقرر ميتروكين العمل ضد الجهاز بعد فصله فى إطار حملة التطهير، التى نفذتها السلطة السوفييتية فى حينه. وروى قبل موته أنه لم يستطع تصديق وجود شر كهذا، وقام ميتروكين بإخفاء الوثائق داخل اوعية للحليب تحت بيته فى اطراف موسكو، مخاطرا بحياته.

 

عضو الكنيست اليعيزر جرانوت

عضو الكنيست اليعيزر جرانوت

 

 

وفى بداية التسعينيات اجرى ميتروكين اتصالا سريا مع الغرب، وتم فى عملية سرية، نقله مع ابناء عائلته واوعية الحليب المكتظة بالأسرار إلى بريطانيا.

 

وتسببت الوثائق التى أحضرها بهزة أرضية استخباراتية فى الكثير من الدول، وتم اعتقال عملاء لجهاز المخابرات الروسى فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها، ما تسبب لجهاز المخابرات الروسى بإحدى الضربات القاسية فى تاريخه.

 

وقالت يديعوت إنه يسود التقدير بأن الوثائق التى حملها ميتروكين كشفت حوالى 1000 عميل فى أنحاء العالم، وفى الأيام التى سبقت ظهور موقع التسريب "ويكليكس"، وإدوارد سنودان، اعتبرت وثائق ميتروكين إحدى أكبر عمليات التسريب فى تاريخ الاستخبارات العالمية.

 

وتشمل الوثائق معلومات كثيرة عن النشاط الضخم للمخابرات الروسية فى إسرائيل، إلا أنه لم يتم الكشف عنها من قبل.

 

وحصلت "يديعوت" على فرصة الاطلاع على الوثائق المتواجدة فى جامعة "كامبردج"، مع طاقم صغير، وهناك تمت ترجمة، وتحليل المواد المتعلقة بنشاط الـ"KGB" فى إسرائيل، وكانت النتيجة لأول مرة الكشف عن حجم الاستثمار، الذى بذله الجهاز فى محاولات التسلل إلى إسرائيل والحالات الكثيرة، التى لم ينجح فيها.

 

وكشفت الوثائق أن أحد الأهداف الرئيسية لجهاز "KGB" كان التسلل إلى الأحزاب السياسية فى إسرائيل، وفى بداية الخمسينيات، بدأ الروس حملة واسعة حملت اسم "تريست" للتسلل إلى حزب "مبام".

 

وحسب وثائق ميتروكين فقد حققوا نجاحا كبيرا، فى تجنيد 3 نواب فى الكنيست، يكنى أحدهم فى الوثائق بالرمز السرى "جرانت"، وتم الادعاء بأنه "يعيش فى كيبوتس شوفال، قرب "بئر السبع".

 

وجاء فى وثائق ميتروكين بأن المقصود هو الشاعر والسياسى الكبير، النائب إليعازر جرانوت، الذى كان عضوا فى لجنة الخارجية والامن وزعيما لحزب "مبام" الإسرائيلى.

 

وحسب الوثائق فقد تم تجنيد جرانوت قبل حرب "الأيام الستة" التسمية العبرية لحرب 1967 - على إيدى رجل الـ "KGB" الرفيع يورى كوطوف، وتم قطع الاتصال به مع إخلاء السفارة السوفييتية فى 1967.

 

وقال "دان"، نجل جرانوت، إنه كان فى طفولته شاهدا على لقاءات ليلية مع كوطوف، الذى كان يصل بسيارة دبلوماسية وأحضر معه زجاجات الفودكا والنقانق البلغارية الفاخرة، مع ذلك قال دان: "إن أبى لم يكن مطلعا على أى معلومات سرية، ولذلك فانه حتى لو رغب بذلك، لما كان يمكنه أن يصبح جاسوسا".

 

وحسب الوثائق فان الـ "KGB" لم يتعامل فى السياسة ايضا، ذلك أنه حسب وثائق ميتروكين، نجح التنظيم بتجنيد عميل باسم "بوكر"، الذى كان مهندسا رفيعا فى مشروع المياه، الذى اعتبر سرا دفينا فى إسرائيل، وهدفا مركزيا بالنسبة للروس.

 

كذلك تم تجنيد العميل "جيمى" الذى كان يعمل فى منصب سرى فى الصناعات الجوية الإسرائيلية، فى قسم الهندسة الذى انشغل آنذاك فى تخطيط طائرة "لافى"، كما كان هناك عميل آخر عمل فى قسم صيانة دبابة "مركفاه"، وقدم تقارير لمشغليه حول المدرعة الإسرائيلية.

 

كما تشمل القائمة التى ستنشرها الصحيفة العبرية يوم الجمعة، أسماء عدة رجال إعلام ورجل استخبارات سرى خاص، حصل على لقب "ملينكا"، وحسب وثائق ميتروكين، فان "ملينكا" عمل كما يبدو فى قسم التجسس على رجال "الشاباك" الإسرائيلى.

 

ولكن فوق هؤلاء كلهم، يبرز تجنيد جنرال فى الجيش الاسرائيلى من أعضاء القيادة العامة للجيش، وحين وصل ميتروكين إلى بريطانيا فى عام 1993، قامت المخابرات البريطانية بنقل اسم الجنرال والمواد المتعلقة به إلى الشاباك الإسرائيلى.

 

وقال رجل استخبارات إسرائيلى مخضرم للصحيفة العبرية: "أن الشاباك لم يكشف لى اسم الجنرال، لكننى فهمت مدى حجم الصدمة التى إصابتهم بعد تسلم المعلومات من البريطانيين، وبسبب الحالة الصحية لذلك الجنرال، واعتقد بسبب الإحراج الذى سيصيب الجيش وإسرائيل كلها اذا تم كشف القصة – تقرر عدم العمل ضده أو محاكمته، وحسب ما اذكر، فقد توفى بعد عدة سنوات من ذلك".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة