يحتفل العالم بالأسبوع العالمى لأمراض الدم الوراثية وسط الطفرة العلمية التى يمكنها أن تساعد المرضى فى التغلب على معظم مشكلاتهم الصحية، ورغم كل ما توصلت له الدراسات إلا أن العلماء حتى الآن يفضلون طريقة المنع للحماية من أمراض الدم الوراثية في حالة تحاليل ما قبل الزواج.
ويعرف الأطباء طريقة المنع بأنها إجراء الفحوصات الطبية وفى حالة اكتشاف مرض وراثى فإنه يفضل عدم إتمام الزواج لتفادى إنجاب أطفال يعانون من أمراض الدم الوراثية.
وفى هذا السياق أوضحت الدكتورة "مها الزميتى" أستاذ أمراض دم وزرع نخاع كلية طب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لزرع النخاع وأمراض الدم الأمر قائلة: "فحوصات ما قبل الزواج التى يهرب منها الكثير من الشباب والفتيات يمكنها حمايتهم من العديد من الأمراض التى تنتقل لأبنائهم فيما بعد للحد من ظاهرة هذه الأمراض وآلام الأطفال التى تنظر فى طوابير طويلة للعلاج".
وتابعت: "يمكن عن طريق التحاليل البسيطة مثل صورة الدم الكاملة التعرف على مرض مثل أنيميا البحر المتوسط والذى ينقل بالوراثة والمسبب لمشكلات كثيرة للأطفال ويجعلهم دائما فى حاجة إلى نقل الدم والبحث عن الدواء ولا ننسى الآثار الجانبية الكبيرة والتى تنتج عن هذا المرض، وبهذا التحليل يستطيع طبيب أمراض الدم أن يحدد أى أمراض الدم المصاب بها صاحب التحاليل ويبدأ فى عمل فحوصات أخرى لإثبات المرض والتعرف على المرحلة التى وصل لها ومصارحة المريض وتقديم العلاج وبهذا يكون قد أنقذ نفسه وشريك حياته وأبنائه من بعده".
وعن أكثر أمراض الدم انتشارا فى مصر، أشارت الدكتورة "مها" إلى أن أنيميا الفول وأنيميا البحر المتوسط فى المرتبة الأولى، أضافت :" لا يوجد إحصائيات مصر تحدد نسبة الإصابة بأمراض الدم فى مصر سواء الحميدة أو الخبيثة، ولكن كل الأبحاث التى تمت بشكل فردى من الأطباء على بعض المناطق داخل مصر تشير إلى أن نسبة الإصابة باللوكيميا أصبحت كبيرة بين الصغار والكبار، ولكن تأثيرها والآثار الجانبية التى تتركها على الكبار تكون أشد من الصغار".
وقالت الدكتورة"رجاء منصور"، عضو مجلس إدارة الهيئة العالمية لمراقبة الإخصاب الطبى المساعد "ITMART": "هناك أمراض وراثية يقف أمامها الطب عاجز فى علاجها، ومن هذه الأمراض "أنيميا البحر المتوسط" والتى أصبحت منتشرة بشكل كبير، وتعد الأمراض الوراثية من أخطر أنواع الأمراض لأنه يصعب الوقوف أمامها وغالبا ما تسبب مشكلات صحية كثيرة للأطفال، ومن أمثلة الأمراض الوراثية التى أخذت فى الانتشار الفترة الأخيرة هي "أنيميا البحر المتوسط" حيث قدر عدد المصابين فى مصر فى عام 2014 بهذا المرض الوراثى ما يقرب من 1300 طفل أى إصابة 7 حالات من بين كل 10 طفل مولود فى مصر".
واستكملت: "يمكن التعرف على الأمراض الوراثية التى يمكن أن تنتقل للأجنة قبل الزواج عن طريق تحليل "هيموجلوبين نوعى" وهو رخيص الثمن ويستطيع كل العرائس القيام به حتى يعرفوا طريق المرض الذى يسير فيه أطفالهم بسبب زواجهم، ولا يعنى أن الأمراض الوراثية تأتي عن طريق زواج الأقارب فقط ولكن هناك جينات وراثية يمكن أن تنتقل للأجنة ولا يشترط أن يكون الأب والأم أقارب ولكنها تركيبات جينية، ومع تقدم العلم والبحث العلمى أصبح لدى العالم الطبى حاليا جهاز يمكن يطلق عليه اسم "الاختبار الوراثى الجينى" نكتشف من خلاله الأمراض الوراثية للأجنة والتى يمكن أن تنتقل من الأب والأم إلى أطفالهم سواء كانوا أقارب أم لا، تم الكشف عنه فى فرنسا ويتوفر حاليا فى مصر.
ومن جانبه أشار الدكتور "محمد موسى" أستاذ أمراض الدم وزرع النخاع كلية طب عين شمس، إلى بعض الأعراض المبكرة التى يمكن عن طريقها الكشف المبكر عن أمراض الدم، وهى..
1. إصابة الفرد بأدوار برد متكررة شديدة تصل إلى أكثر من ثلاث مرات فى الشهر مصاحب لها ارتفاع درجة الحرارة، ويكون هذا العرض بسبب نقص فى كرات الدم البيضاء والمناعة.
2. الإصابة بالأنيميا والتى يظن الكثيرين أن علاجها يكون بأقراص الحديد، وهذا غير صحيح حيث تسجل أنيميا نقص الحديد 20% من نسبة مرضى الدم فقط والباقى أمراض الدم الأخرى تحتاج إلى تشخيص وعلاج خاص بها حتى لا يتعرض صاحبها للمضاعفات الخطيرة ومنها على الوفاة فى بعض الأحيان.
3. نزيف من الأنف أو الأسنان مع ظهور طفح جلدى، وعند النساء يحدث نزيف مهبلى أثناء الدورة الشهرية، ويحدث ذلك نتيجة نقص فى الصفائح الدموية.