زعمت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت، أن سلسلة الحفريات الأثرية التى تتم تحت الحرم القدسى الشريف وتهدد المسجد الأقصى، تم تنفيذها بالتعاون مع سلطات الوقف الإسلامى، حيث وصفت هذا التعاون بـ"النادر"، فى الموقع المتنازع عليه، مدعية أنه تم اكتشاف أدلة غير مسبوقة لنشاط فى الفترة التوراتية.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن علماء آثار إسرائيليون، عرضوا يوم الخميس الماضى، تفاصيل جديدة حول ما أدعوا بأنها أول قطع أثرية صغيرة تم اكتشافها فى الحرم القدسي، والتى يعود تاريخها إلى فترة الهيكل الأول قبل أكثر من 2600 عام، وظهرت هذه المكتشفات خلال عمليات تنقيب أثرية محدودة تم تنفيذها فى موقع الحرم القدسى المتنازع عليه فى العقد الأخير، الأولى من نوعها منذ الإنتداب البريطانى.
وأوضحت الصحيفة أن الحفريات الإسرائيلية أجريت فى المواقع الحساسة للغاية، مع الحد الأدنى من الدعاية بالتعاون مع الوقف الإسلامى الذى يدير "الحرم القدسى"، مضيفة بأن القطع الأثرية التى تم الكشف عنها فى المكان، وتم شرح تفاصيلها فى مقالة ومحاضرات فى مؤتمر فى الجامعة العبرية، تشمل كما ورد بذور زيتون وعظام حيوانات وشظايا فخار يعود تاريخها إلى فترة الهيكل الأول، بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد.
وكان علماء الآثار قد عثروا فى السابق على عدد محدود من القطع الأثرية من فترة الهيكل الأول فى القدس، ولكن لم يتم اكتشاف أى منها على قمة جبل الحرم القدسى نفسه، حيث أنه تم الكشف عنها فى حفريات "عوفل" جنوبى الجبل، ومن مشروع "غربلة جبل الهيكل"، الذى يقوم بفحص حطام يُعتقد بأنه تم نقله من الموقع المقدس وإلقائه فى وادى قدرون القريب.
وقال يوفال باروخ، رئيس منطقة القدس فى سلطة الآثار الإسرائيلية، تعليقا على الإكتشاف: "إنها المرة الأولى التى نعثر فيها على قطع أثرية من هذه الفترة فى موقع لى بالحرم القدسى"، مضيفا: "فيما يتعلق بالفترة التوراتية، فإن الحرم القدسى هو صفيحة بيضاء، لا أحد يعرف أى شيء"، ولا تزال هذه الإكتشافات محدودة جدا، ولكن قطع الطين والعظام الصغيرة هى بداية على الأقل: "إنها موجودة"، على حد قوله”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه تم تنفيذ الحفريات فى "الحرم القدسى" بين عام 2007 وعام 2015 الماضى، بعد أن طلب الوقف إذنا من إسرائيل لإجراء أعمال صيانة على البنى التحتية فى مسجد الأقصى وقبة الصخرة، المبنيين الرئيسيين فى الحرم القدسى، مضيفة أن مشاريع الوقف السابقة التى تم تنفيذها فى الحرم القدسي، كأعمال البناء فى المصلى المروانى فى أواخر سنوات التسعينات، لم تشمل تعاونا مع علماء الآثار ونتج عنها تدمير للآثار وتوترات بين إسرائيل والسلطات الإسلامية.
وكانت سلطة الآثار الإسرائيلية قد خرجت بتصريحات محدودة فى الماضى حول أنشطتها فى الموقع، وقامت بنشر تفاصيل موجزة عن الإكتشافات فى الحرم القدسي، ولكن المؤتمر الذى عقد يوم الخميس الماضى هو بمثابة العرض الأكثر تفصيلا للعمل الذى استمر لعقد من الزمن تقريبا والإكتشافات وأهميتها، على حد قول الصحيفة.
وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن حفر خندق لكابلات كهربائية فى عام 2007 منح علماء الآثار أول فرصة للغوص تحت السطح فى الموقع المتنازع عليه منذ استيلاء إسرائيل على الموقع فى حرب يونيو عام 1967، وتم تنفيذ جميع الأعمال تحت حراسة الشرطة نظرا لحساسية المكان.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الوقف حصل على موافقة من الشرطة الإسرائيلية وشركة الكهرباء لوضع كابلات كهرباء، بعض علماء الآثار فى الموقع انتقدوا العملية، وقالوا بأنه لم يتم تنفيذها بـ”رقابة أثرية مهنية وحذرة تنطوى على توثيق دقيق”.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة