قبائل بمطروح تثور على العادات والتقاليد.... by youm7
أثار توقيع عائلتين من قبيلة عميرة بمحافظة مطروح، وثيقة لتخفيض المهور إلى 15 ألف جنيه وإلغاء الشبكة، حالة من الحوار المجتمعى والترحيب بين مختلف الفئات خاصة الشباب والمثقفين فى المجالس المختلفة، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحة نقاش كبيرة حول المبادرة، مع الإشارة إلى عادات وتقاليد أخرى تحمل المواطنين أعباء مالية تفوق قدراتهم وضرورة القضاء عليها، فى ظل الأزمات والظروف الاقتصادية السيئة التى يعيشها المواطنون.
وأكد العمدة نصر الله موسى العميرى عمدة قبيلة عميرة بقرية أم الرخم بمطروح فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الجميع يعانون فى صمت من غلاء المهور وشبكة الزواج، وعجز كثير من الشباب عن الاقبال على الزواج، كما يعانى أولياء أمور الفتيات من ارتفاع تكاليف تجهيز بناتهم عند تزويجهن، موضحًا أن المبادرة هى فكرة من شباب قرية أم الرخَم، كما أن المشايخ تحدثوا على المنابر عن المشكلة أكثر من مرة، وتمثل هذه المبادرة مطلبًا لجميع الشباب بالقرية.
وأضاف "العمدة" بأنه تبنى هذه المبادرة، وسعى للاتفاق عليها من خلال عرضها على عواقل القرية، ورحبوا بالفكرة وأيدوها، وهناك من أضاف إليها بعض التفاصيل، ووصلنا فى النهاية إلى اتفاق، بأن نجعل المهر 15 ألف جنيه وإلغاء الشبكة، وألا يزيد ما يقدمه والد العروس لابنته من ذهب للحلى والزينة عن 15 ألف جنيه، وعدم المغالاة فى العفش والجهاز، لعدم تحميل الشباب فوق طاقتهم وللتخفيف على أسر الفتيات والشباب المقبلين على الزواج، فى ظل موجة الغلاء وارتفاع أسعار الذهب.
وكشف "نصر الله" بأنهم يسعون فى ظل الإمكانيات المحدودة للمواطنين وحالة الغلاء إلى تخفيض أشياء أخرى مثل "الزورة" وهى زيارة أهل العروس لابنتهم بعد أسبوع من الزواج ومعهم خراف وهدايا بمبالغ كبيرة، وكذلك تخفيض تكاليف العزاء، حيث أن العادات البدوية فى العزاء لا تقتصر على حضور المعزين لتقديم العزاء والانصراف، وإنما يمكثون ويقدم لهم الطعام، ويضطر أهل المتوفى لذبح الذبائح وتحمل مصاريف وأعباء كبيرة، وهناك أمور كثيرة تحتاج لإعادة النظر فيها وتعديلها.
وأوضع العمدة العميرى، أن هناك أشياء كثيرة بها مغالاة، وهى سبب وصولنا إلى الحالة التى نحن عليها بسبب المغالاة، فأصبحت المهور بالمزايدة فهناك من يزوج ابنته بمهر 50 ألف وآخر بـ 70 ألف، لذلك خفضنا المهر وذهب الشبكة، بحيث تكون فى استطاعت الجميع.
وناشد بتعميم هذه الفكرة على جميع القبائل، مؤكدًا أن كل شباب القبائل يرغب فى ذلك، لكنهم يحتاجون إلى مساندة من العواقل، وستكتم فرحتنا عندما تعم هذه الفكرة جميع القبائل، فى ظل حماس وتشجيع الشباب للمبادرة.
وقال صاحب المبادرة، إن التحدى الأكبر هو تطبيقها، فهناك توقعات بممانعة البعض أو ممارسة ضغوط عليهم وقت التنفيذ، بسبب العادات والتقاليد، ولذلك حرصنا على أن نتوصل إلى قناعة كاملة من عواقل القرية، وألا يكون التوقيع على الاتفاق هو الملزم، وإنما بالقناعة والرغبة الحقيقية فى تطبيقها.
وكان الاتفاق الذي وقع عليه أعيان وكبار "بيت بوراس" و "بيت موسى" من قبيلة عميرة بقرية أم الرَّخَم، غرب مدينة مرسى مطروح، قد جاء تلبية لمبادرة أطلقها العمدة نصر الله موسى العميرى، ونص اتفاق " الخير والتيسير"، الذى وقع عليه أعيان وكبار عائلتين من قبيلة عميرة، على جعل مهر الزواج أو الصداق 15 ألف جنيه، وإلغاء الشبكة، وتخفيفًا على والد العروس يقدم لابنته ذهب كحلى وزينة بمبلغ لا يتجاوز المهر.
ولاقى هذا الاتفاق إشادة مجتمعية واسعة على مستوى محافظة مطروح، ومن المتوقع أن تحذوا على نهجه كثير من البيوت والعائلات و القبائل بمطروح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة