بعد عدة أيام من إعلان ناخبين أمريكيين فى ولاية تكساس أنهم تفاجئوا بتغير أصواتهم التى أدلوا بها للمرشح الجمهورى دونالد ترامب لصالح منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون ، حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من مغبة اندلاع أعمال عنف واسعة بالولايات المتحدة حال خسارة المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى تبدأ بعد أقل من أسبوعين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هناك مخاوف تنتشر بين الحشود المؤيدة لترامب حول مصائرهم ومصير البلاد حال إخفاق مرشحهم.
وقالت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى ، أن هناك مخاوف تنتشر بين مؤيدى ترامب فى ظل تنبؤ معظم التقارير واستطلاعات الرأى بفوز منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، مشيرين إلى تخوفهم من ضياع مطالبهم ونسيانها حال خسارة ترامب، بينما يعتقد البعض فى إمكانية انحدار البلاد فى أعمال عنف.
ونقلت الصحيفة عن جيرد هالبروك (25 عاما) -وهو أحد مؤيدى ترامب قوله أنه إذا خسر ترامب السباق الرئاسى أمام كلينتون فإن ذلك سيقود إلى "حرب ثورية أخرى"، مبديا تخوفه من خسارة مرشحه الجمهورى "عبر انتخابات مسروقة".
وأضاف هالبروك أن الناس سيجوبون شوارع المدن الأمريكية، و"سيفعلون أى شيء يحتاجون فعله لإبعادها من منصبها، لأنها لا تنتمى إلى هناك". وتابع "إذا حان وقت الحسم وعلى كلينتون أن ترحل بأى من الوسائل الضرورية، فسيتم فعل ذلك".
وقالت "نيويورك تايمز" إنها أجرت على مدار الأسبوع الماضى مقابلات مع أكثر من 50 من مؤيدى الملياردير الجمهورى خلال مؤتمرات انتخابية فى ست ولايات، مؤكدة أن تلك المحاورات كشفت عن تغير فى لهجة خطابهم عن اللهجة الظريفة التى ظهروا بها فى وقت مبكر من هذا العام إبان النجاح المفاجئ لترامب فى الانتخابات التمهيدية وظهوره بشكل مثير كحامل لواء غير تقليدى للجمهوريين.
ووفقا للصحيفة، فقد ظهرت الحشود المؤيدة لترامب هذه المرة فى حالة من التوتر وعلى استعداد لـ"شن هجوم".
وفيما يختلف بعض الناخبون بشكل قاطع مع استطلاعات الرأى التى ترجح فوز وزيرة الخارجية السابقة بالانتخابات الرئاسية، قدم البعض الآخر رؤاهم "المروعة" لما سيحدث حال وصول كلينتون للبيت الأبيض.
وقال المُعلم المتقاعد روجر بيلاث (75 عاما) لـ"نيويورك تايمز": "أشعر بالخوف من كون البلاد متجهة إلى أعمال شغب.. لم أر مطلقا البلاد فى مثل هذا الانقسام، فقط سود وبيض- ليست هناك حلول وسط على الإطلاق. تقول حملة كلينتون معا نحن أقوياء، لكن ليس هنالك معا. لم تكن البلاد منقسمة كذلك أبدا. أنظر إلى ثورة (قادمة) الآن".
بالإضافة إلى ذلك، حسبما ذكرت الصحيفة، يتخوف آخرون من مؤيدى ترامب من خسارته فى السباق الرئاسى بسبب الانعكاسات التى يرونها لذلك على حياتهم الشخصية. إذ تقول جولى أولسون صاحبة مزرعة للمواشي- إنها وزوجها مروا بظروف مالية صعبة فى السنوات الأخيرة، مؤكدة أن خسارة ترامب ستزيد الأمر سوءا بالنسبة لهم.
وفى الوقت الذى يرى فيه كثير من مؤيدى المرشح الجمهورى المثير للجدل أن استطلاعات الرأى لا تعكس مطلقا حقيقة نسب التأييد وأن التأييد فى الشراع على مواقع التواصل الاجتماعى أقوى بالنسبة لترامب ولا يبدون أية شكوك فى فوز الأخير، يحذر البعض بقوة مما قد تشهده الولايات المتحدة حال خسارته.
وقال عدد من الناخبين فى ولاية تكساس الأمريكية، إن ماكينات التصويت تغير أصواتهم التى أدلوا بها لصالح المرشح الجمهورى دونالد ترامب لصالح منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون فى التصويت المبكر، فيما رد المسئولون على هذا بالفعل أن الكثير من هذه الحوادث تقع بسبب الخطأ البشرى.
وكان التصويت المبكر قد بدأ يوم الاثنين الماضى فى ولاية تكساس، وبدأت على الفور التقارير التى تتحدث عن تغيير الأصوات. وبدأ الجدل عندما نشرت إحدى المقيمات فى مقاطعة راندال بالولاية قصتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وقالت فيها إنها ذهبت مع زوجها للتصويت المبكر، وأشارت إلى أنها صوتت لصالح الجمهوريين، وعندما ضغطت لاختيار الجمهوريين لاحظت أنه تم اختيار المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب ونائب مايك بنس للمرشحين الديمقراطين كلينتون وتم كين.
وأضافت أنها عندما حاولت العودة وتغيير هذا، لم تستطع. فطلبت مساعدة أحد العاملين، لكنها لم تستطع العودة إلى ما كانت تفعله أيضا. وتطلب الأمر استدعاء موظف ثانى لجعل الماكينة تختار البطاقة التى ستصوت لها الناخبة.
إلا أن مسئول الانتخابات فى مقاطعة راندال بتكساس، قال إن مثل هذه المزاعم تحدث كل انتخابات ولا يوجد عيب بالماكينات، بل أن أغلب هذه الحوادث يقع بسبب أخطاء بشرية.
وأكد المسئولون أن الماكينات سليمة وحاصلة على شهادات فيدرالية، ويتم إجراء اختبارات عليها قبل أن يبدأ تصويت الجيش فى سبتمبر.
ورصدت فوكس نيوز حدوث أمرا مشابهه فى مناطق أخرى بالولاية اعترف فى بعضها المسئولون بوجود خطأ فى الماكينات.
والمعروف أن ولاية تكساس طالما كانت محسوبة على الجمهوريين، ومن ثم فإن المرشح الجمهورى يتوقع أن يفوز بها. إلا أن الاستطلاعات أظهرت أن السباق الرئاسى فى الولاية "الحمراء" أى المحسوبة على الحزب الجمهورى، متقارب للغاية أكثر مما كان فى العقود الماضية.
وسبق للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، التحذير من تزوير الانتخابات لصالح منافسته. وتقول الإذاعة الوطنية الأمريكية إنه من المستبعد أن يكون لكلينتون فرصة فى الفوز بتكساس أحد معاقل الجمهوريين، لكنها يمكن أن تحقق نتيجة متقاربة للغاية أكثر من أى وقت مضى خلال العشرين عاما الماضية.
ورجحت الصحيفة السبب فى تقارب السباق إلى وجود مجموعتين ديموجرافيتين، النساء اللاتى تملن للجمهوريين لكن شعرن بالاستياء من تصريحات ترامب عن المرأة، واللاتينيين الذين سيصوتون ضده.
وكان استطلاع للرأى أجرته جامعة تكساس بالاشتراك مع صحيفة تكساس تريبيون المحلية قد وجد أن ترامب يتقدم بثلاث نقاط مئوية على كلينتون عشية التصويت المبكر فى الولاية. ويحصل ترامب ورفيقه على دعم 45% من الناخبين المحتملين فى تكساس، مقابل 42% لصالح منافسته.