حسمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم، الاثنين، اختيار الميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وذلك قبيل عقد البرلمان اللبنانى الجلسة الـ 46 لانتخاب رئيسا للجمهورية اللبنانية، لمدة 6 سنوات غير قابلة للتجديد، وذلك بعد فراغ رئاسى استمر عامين و6 أشهر بسبب صراعات داخلية وإقليمية للتوافق على مرشح يتولى رئاسة الدولة. ويطوى لبنان اليوم صفحة الشغور الرئاسى، الذى أغرق المؤسسات وشل البلد.
ووفقا للصحف اللبنانية أن المشهد الانتخابى اكتمل بعدما حسم رئيس اللقاء الديموقراطى النائب وليد جنبلاط خياره إلى جانب العماد ميشال عون، بأكثرية ساحقة من كتلته الانتخابية، كذلك الحزب السورى القومى الاجتماعى والحزب الديموقراطى اللبنانى، اللذان أكدا أن أصوات نوابهما ستصب لمصلحة العماد عون. فيما تركزت الاتصالات فى الساعات الفاصلة عن موعد الجلسة النيابية، لضمان حصول العماد عون فى الدورة الأولى على أكثر من 86 نائبا (ثلثا أعضاء مجلس النواب)، وقرر المرشح "المنافس" لعون، النائب سليمان فرنجية، الانسحاب من المعركة من خلال تمنيه على من يؤيدونه التصويت بورقة بيضاء.
ويتطلب عقد جلسة انتخاب رئيس للبنان، حضور ثلثى أعضاء مجلس النواب، أى 86 نائبا من أصل 128 يشكلون أعضاء البرلمان.
وحصل عون على دعم معظم الأحزاب السياسية فى لبنان بدءا من حليفه "حزب الله" مرورا بحزب "القوات اللبنانية" وصولا إلى تيار"المستقبل" والحزب "التقدمى الاشتراكى" فى حين اصطفت حركة "أمل" وحزب "الكتائب اللبنانية" وتيار "المردة" وبعض المستقلين ضده.
ووفقا للصحف اللبنانية ستبدأ معركة إعادة تكوين السلطة التنفيذية، فى ظل صعوبة تأليف حكومة جديدة، ومن المتوقع أن يكلف سعد الحريرى برئاسة الحكومة الجديدة. والعقبة الأبرز التى ستحول دون تأليف الحكومة سريعا، تتصل بموقف الرئيس نبيه برى الرافض للمشاركة فى الحكومة، ما يعنى وقوف حزب الله إلى جانبه حكما. وسيكون على الحريرى أن يخوض مفاوضات شاقة مع برى، لثنيه عن موقفه.
ويلزم الدستور اللبنانى، رئيس الجمهورية بعد انتخابه، إجراء استشارات مع الكتل السياسية الممثلة فى البرلمان، يسمى على أساسها وبالتشاور مع رئيس البرلمان، الشخصية التى سيكلفها تشكيل الحكومة، ويصدر منفردا مرسوم التكليف، بعد تسميته لتشكيل الحكومة، يجرى رئيس الحكومة المكلف استشارات مع الكتل السياسية، تمهيدا لتوزيع المقاعد والحقائب الوزارية على الكتل السياسية.
من هو ميشال عون؟
تولى الجنرال عون قيادة الجيش اللبنانى، واختاره رئيس الجمهورية المنتهية ولايته أمين الجميل فى عام 1988 رئيسا لحكومة عسكرية رفض نصف أعضائها أن يكونوا فيها فعاش اللبنانيون مرحلة مختلفة من الحرب الأهلية فى ظل حكومتين: أولاهما شرعية والثانية مطعون فى شرعيتها. وبرغم ذلك، اعتبر "دولة الرئيس" نفسه بديلا من رئيس الجمهورية، طالما أنه "المارونى" فى الحكومة التى صارت ثلاثية، ومن لون طائفى واحد.
وميشال عون وفقا للصحف اللبنانية هو "بطل حرب التحرير" عندما قرر شن "حرب التحرير" لإجلاء القوات السورية من لبنان، وكلفت العماد عون الخروج من القصر لاجئا إلى السفارة الفرنسية فى بيروت بينما ظلت عائلته فى القصر حتى تم إخراجها عبر التفاوض لاحقا.
حظى عون فى السابع من مايو 2005، باستقبال جماهيرى كبير، وذلك غداة الانسحاب السورى من لبنان، إثر اغتيال رفيق الحريرى، وولادة حركة "14 آذار". كما عقد عون لقاء استثنائى مع الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، فى كنيسة مار مخايل، فى السادس من فبراير 2006 .
وهو من بين الجنرالات الذين وصلوا ـ مع الاختلاف الهائل فى الشخصيات وفى الظروف إلى سدة الرئاسة، وإن ظل الأول منهم - فؤاد شهاب ـ الوحيد الذى جاء بمشروع اجتماعى - إنمائى ـ وبمنظور للدولة ومهامها كان جديدا كل الجدة على لبنان واللبنانيين. ولقد نجح فى بداية عهده، فى "تمرير" إصلاحات مشروعة، ثم جاءت المحاولة الانقلابية البائسة وما أحاط بها وتبعها، إضافة إلى مباذل الطبقة السياسية التى ظل غريبا عنها ولم يحترمها.. ولذا فقد رفض مطالبته بتجديد ولايته، حتى وهو محمول فوق كتفيها، وكان أن قضت هذه الطبقة على آخر آماله.. وهكذا أمضى النصف الثانى من ولايته في حالة من الإحباط عبر عنها فى أواخر أيامه برسالة نعى لاحتمالات التغيير وحتى التطوير معترفا بأن النظام اللبنانى أقوى من أن يقهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة