قد يكون الندم فى بعض الأحيان هو المحرك للرجوع وتغيير الاتجاهات. ولكنه من السيئ ان يكون طريق للوحدة والاكتئاب.. نشعر بالندم ثم نفكر ملياً كيف نصحح الأخطاء ونرجع إلى الصواب , اذاً لقد حركنا الندم وجعلنا نشعر بأن هناك مسألة لابد من تصحيحها.. والسؤال هنا: ماذا عن الذين لا يشعرون بالندم أبداً عن افعالهم الخاطئة ؟ ويصرون على تكرار الأخطاء ويعاندون ويعاندون حتى يصل عنادهم إلى اللامبالاة بكل النصائح.. فماذا نقول لهم.. ستخسرون كثيراً.
هكذا هو حالنا أصبحنا لا نندم وأصبحت قلوبنا حجرية اذ نرى معاناة الاخرين حولنا فى نفس المجتمع ولكننا لا نندم ابدأ على أخطائنا.. هذا هو حال حكومتنا وخاصة فى مجال التعليم فلها اذن من طين وأخرى من عجين لا تندم أبداً على الأخطاء تصر وتصر على تكرار الأخطاء لا تندم ابداً على قرار خاطئ أو تحاول التصحيح، وتبدأ معاناة الطلاب والأهل بعد كل قرار وأصبح التعليم فى المدارس فاشل بكل المقاييس حتى ان كثير من الطلاب يحصلون على شهادة اتمام مرحلة ما ولكنهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولكنهم يعرفون جيداً كيفة التشاجر واستخدام الاسلحة وأيضا الابتكار فى الفاظ السباب وإهانة الآخرين ألا تندم وزارة التربية والتعليم على معاناة الطالب والأهل فى الثانوية العامة.. ألم تفكر ابدأ فى حل هذه المشكلة ووضع حلول جذرية يتم تنفيذها على مراحل حتى ولو اتت بثمارها بعد سنوات.. ألم تندم ابداً تلك الوزارة على تعيين معلمين غير اكفاء فى مادتهم العلمية أو التربوية وكل همهم جنى المال فقط.. ألا توجد اختبارات للمعلم ليس بها محسوبية وتكون فعلية تقيس كفاءة المعلم قبل التعيين وخلال التعيين الفعلى أى كل فترة من الزمن.. ألم تندم ابدأ الوزارة على تلك المناهج المؤلمة المتكدسة المحشوة التى لا تتناسب مع الاعمار والتى لا تفيد الطالب فى حياته العملية وينسى كل ما درسه بمجرد خروجه من الامتحان بدقائق، وعندما تعترض يقولون لك لابد من ان يمر الطالب بكل الخبرات حتى يتفتح ذهنه وتتوسع افقه ويكون ملم بكل المجالات.. يا سلام.. يعنى نحشو عقل الطالب بكل تلك المعلومات والتى قد لا يستخدمها ابداً ونتركه يعانى يومياً من كثرة الواجبات والموضوعات التى يجب مذاكرتها، وإلا لن يلحق بالركب ونقول حتى تتسع افقه.. والمحزن فى كل هذا ان وزارة التربية والتعليم لا تجد نتائج جيدة واضحة على الطالب أو على المجتمع من كمية الحشو فى المناهج ولكنها تصر وتصر وتعاند على تكرار تدريس تلك المناهج وطباعة الكتب دون تغيير.. ألا يوجد ندم.
هناك قاعدة ملحوظة وهى أن الإنسان البسيط هو الذى يستجيب لنفسه عندما يأتيه صوت من داخله يحثه على الندم والرجوع أما الإنسان المعقد المتكبر المتعالى لا يندم أبداً على أخطائه بل يحاور ويجادل فى إقناع نفسه والغير بأنه هو الصح والباقى غلط... فى اعتقادى لو سمحنا لأنفسنا بتصحيح الأخطاء دون تعالى أو كبرياء سنصل إلى مستوى رائع من التوافق المجتمعى والرقى الذى يؤهلنا إلى أن نسمى أنفسنا ( متحضرين ).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة