تمر الأيام والسنوات وما زال الشعب المصرى يحتفل بانتصارات حرب أكتوبر عام 1973، الذى كان ولا يزال عُرسا لكل المصريين، حيث يعتبر يوم 6 أكتوبر عيدا وفرحة لهم، وفى كل الأحداث التى تشهدها مصر يكون للفن دور مهم فى تسجيل اللحظات التاريخية، من خلال إنتاج أعمال سواء سينمائية أو تليفزيونية أو مسرحية أو حتى غنائية، وإن كانت حرب أكتوبر حظيت باهتمام كبير لدى صناع الفن بمصر خلال السنوات التى لحقت الانتصار التاريخى.
محمود ياسين فى الرصاصة لا تزال فى جيبى
مشهد من فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى
شهدت الساحة السينمائة فى سنوات بعد الحرب إنتاج عدد من الأفلام التى سجلت كفاح الشعب مع الجيش وتلاحم القوى الوطنية، لتحقيق هذا الانتصار، ولكن ما تم إنتاجه من أفلام لم يكن كافيا لتسجيل هذا الحدث المهم فى تاريخ مصر، ورغم إنتاج أكثر من فيلم عن حرب أكتوبر إلا أن الجمهور لا يتذكر الكثير منها باستثناء أفلام "الرصالة لا تزال فى جيبى" و"الطريق إلى إيلات"، ولم تحظ أفلام مثل "حائط البطولات"، و"أسد سيناء" وغيرها بنجاح كبير، وأصبح التساؤل هل ما تم إنتاجه من أفلام كافياً لهذا الحدث، ولم يتم إنتاج أعمال جديدة فى السنوات الأخيرة عن انتصارات أكتوبر، ويرصد "اليوم السابع" آراء بعض النقاد والفنانين حول عدم وجود أعمال كثيرة تتحدث عن حرب أكتوبر.
فاروق الفيشاوى وخالد النبوى فى أحد افلام حرب أكتوبر
قال الناقد نادر عدلى إن الأفلام التى أُنتجت عن حرب أكتوبر غير كافية لتسجيل الحديث المهم، ويجب إنتاج مزيد من الأفلام، لأن غالبية الأعمال التى أُنتجت خلال الفترة الماضية غلب عليها الطابع الاستهلاكى رغم أن بعضها كان جيدا، مضيفاً أن الفنانين المصريين بعد حرب أكتوبر كان لهم دور مهم فى المشاركة بأفلام ما زالت موجودة مثل فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، و"الوفاء العظيم" وكان لهم دور معم فى التسحيل هذا النصر.
سعيد صالح وصلاح السعدنى
وأشار عدلى إلى أن أمريكا حتى الآن ما زالت تنتج أفلاماً عن الحرب العالمية الثانية، وتتطلب صناعة السينما القوة فى الإنتاج، وكثرة دور العرض للأعمال التاريخية، لأن النجوم لو وجدوا ذلك سيتشجعون على إخراج المزيد من الأعمال، لافتاً إلى أنه من ضمن الأسباب التى تسببت فى اختفاء وجود أفلام جديدة عن حرب أكتوبر هى فترة سينما المقاولات ثم سينما الكوميديانات الجدد، وكان لها طابع تجارى وخالية من الجدية، كما لم يكن هناك سيناريوهات كبيرة ومحكمة عن أفلام أكتوبر، وكذلك قلة الكيانات الاقتصادية التى من ممكن أن تنتج فيلما ضخما.
ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس إن الأفلام التى تم إنتاجها بعد حرب أكتوبر غير كافية لهذا النصر العظيم، وكان من المفترض وجود أفلام أخرى، مضيفة أن الفن المصرى لم يدعم الجيش فى هذه الفترة، بل بالعكس الجيش هو الذى كان يدعم الفن المصرى، فمثلاً فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى" كان مدعوما من الجيش المصرى، عن طريق الشئون المعنوية للجيش التى أقامت مسابقات فى الكتابة والسيناريو عن هذا النوع من الأفلام فى فترة اللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية السابق.
وتابعت موريس أنه فى الفترة الحالية يتم تقديم مشروعات الأفلام من الكتاب عن طريق الشئون المعنوية، ولكنها لا تظهر إلى النور ولم يتخذ فيها أيه خطوات تنفيذية، لأن الإنتاج لهذا النوع من الأفلام يحتاج المنتج قوى الذى يستطيع تجهيز المعدات العسكرية والإمكانيات الكبيره وهذا غير متاح.
ولفتت موريس إلى أن الفنانين فى مجال السينما التسجيلية كانوا يتمنون أن يكونوا مع الجيش أثناء الحرب لتسجيل بطولات الجيش بالصوت والصورة على الطبيعة، ولكن قبل الحرب ثم تسجيل بعض هذه الأفلام منها فيلم "أغنية على الممر" الذى أنتج عام 1972 للمخرج على عبد الخالق بطولة محمود مرسى ومحمود ياسين، وفيلم "أبناء الصمت" لمحمد راضى، وفيلم "الطريق إلى إيلات" أيام حرب الاستنزاف ثم أفلام ما بعد الحرب مثل فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى "، و"العمر لحظة".. وعموما عدد الأفلام كان قليلا جدا وكانت فى مرحلة تراجع للسينما، وكان الإنتاج الحربى يحتاج للدعم.
أما الفنان عزت العلايلى فأكد أن حدثا بقيمة حرب أكتوبر يحتاج أفلاما كثيرة جداً لأن هذا الانتصار له معان كثيرة، وكان لا بد من استغلال هذه الحرب فى عمل أفلام بشكل جديد ومختلف، مضيفاً أن الفنانين كان لهم دور إيجابى خاصة الأغانى والأناشيد والشعر وبعض الأفلام التى تمت، لكن تحتاج مزيدا، فالإنجليز والأمريكان والفرنسيون ما زالوا يحتفلون بانتصاراتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة