"الصول فايقة" امرأة اختارت الجبهة للقتال فى لحظة النصر.. رئيس وحدة التمريض بالإسماعلية فى حرب أكتوبر تحكى تفاصيل "ساعة الصفر" من قلب المعركة.. قضت ساعات الحرب بين الجرحى.. وشهدت بعينيها لحظة العبور

الخميس، 06 أكتوبر 2016 08:44 م
"الصول فايقة" امرأة اختارت الجبهة للقتال فى لحظة النصر.. رئيس وحدة التمريض بالإسماعلية فى حرب أكتوبر تحكى تفاصيل "ساعة الصفر" من قلب المعركة.. قضت ساعات الحرب بين الجرحى.. وشهدت بعينيها لحظة العبور الصول فايقة
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجه بشوش وجسد قوى تركت عليه الحياة العسكرية بصمتها، وعينان تبوحان بتفاصيل عاصرتها الحاجة فايقة المرأة الستينية بداية من النكسة وحتى النصر فى حرب أكتوبر 1973، طغت مشاهد الحرب على وجه الحاجة فايقة مبكراً، فكان سقوط طائرة مقاتلة مصرية بضربة من قوات العدو أمام نافذة فصلها وفى بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة التمريض، كفيلة لتفهمها ماهية الحرب وتشعل داخلها الحس الوطنى، لتقرر بعدها التطوع بالجيش واستكمال حبها للتمريض فى خدمة عساكر الجيش.


الصول فايقة فى عز شبابها

سنوات عديدة مرت على الشاويش فايقة تتنقل فيها من مستشفى إلى أخرى، تقضى نهارها بمستشفى القوات المسحلة وتقضى ليلها فى قطار الجرحى المتنقل بين الإسماعيلية و بورسعيد والزقازيق تنقل فيه الجرحى من المستشفيات  خوفًا من ضربات غادرة من العدو الصهيونى وتتسلم آخرون تنتقى من بينهم العائش لتسفعه، والميت لتكفنه، ظلت هكذا حتى أصبحت أول سيدة تدخل مستشفى الجلاء العسكرى بالإسماعيلية الباسلة، وتولت منصب رئيس التمريض بعد ترقيتها لصول لتعيش فيها لحظات الحرب والانتصار.


الصول فايقة

45 عاما عدد السنوات التى قضتها الحاجة فايقة داخل أروقة المستشفيات العسكرية لتكون شاهدة على لحظة النصر فى حرب أكتوبر، وتحكى تفاصيلها لـ "اليوم السابع" وتقول:"أنا شوفت حالات محدش شافها، واللى إسرائيل بتعمله فى فلسطين دلوقتى، اتعمل فينا اللى أكتر منه بكتير كانوا بيضربوا فى المدنيين وضربوا الأسواق، الأمهات كانت بتجيلى شايلة رضع وشوشهم مليانة شظايا، لكن فى موقف عمرى ما بنساه، وأنا فى المستشفى جالى عسكرى معانا كان شاب صلاة النبى عليه كان واخد إجازة عشان فرحه بعد أسبوعين، فجأة الضرب قام، قولت له معلش استنى وبقينا نجرى، وبالليل وأنا فى قطر الجرحى، لاقيت الشاب ده من ضمن الجرحى رجليه الاتنين مقطوعين وإيديه، ولأول مرة أقف قدام حالة معرفش أتكلم، ومش مصدقة، بقيت أضحك معاه، وأقوله الحمد لله، يرد ويقولى طبعا الحمد لله أنا أحسن من غيرى كتير".


الصول فايقة مع محررة اليوم السابع

 وأضافت "إديت عمرى للجيش، ولو هجوع هديله كل حاجة، أول ما بدأت التطوع وشغل التمريض العسكرى مضينا على إقرار تعهد إنى متجوزش لحد ما الحرب تخلص، وفعلاً فضيت للحرب، وبعدها لحد ما اتجوزت وأنا عندى 32 ، كل اللى شوفناه قبل 1973 كوم واللى السادات عمله كوم تانى، السادات ده صلاة النبى عليه كان زكى بجد، أول حاجة الإسرائيلين كانوا بيقفولنا على الشط التانى يعاكسونا ويصفرولنا كنا بنات صغيرين وحلوين وكانوا الظباط يرجعونا عشان محدش يأذينا، وساعة الصفر جت وكان العساكر بيعوموا فى الماية وبيلعبوا كوتشينة وبيغنوا دى كانت الخدعة، حصلت الضربة الجوية وفجأة العساكر قالت الله أكبر هزت سيناء وهزت خط بارليف، شدوا الكبارى العايمة، وكانوا متدربين صح، عاموا وعبروا والمدفعية المصرية والطائرات خليت البر التانى رماد، وبقينا نزغرط ونسقف ونرقص من فرحتنا، كلنا على كلمة واحدة، الله أكبر، كانت بتهز الجرحى وتوقفهم على رجليهم".

وعن احتفالها بلحظات النصر قالت: "يومين بالظبط من ساعة العبور، وخدنى نائب المستشفى وروحنا البر التانى أنا وصحباتى، روحنا أرضنا وبقينا نرقص ونهيص، جيشنا ردلنا كرامتنا، كل لحظة موت شوفناها عمرها ما خوفتنا لكن فرحتنا بالنصر عوضتنا".

هذه هى حكاية الحاجة فايقة إحدى الشاهدات على حرب أكتوبر 1973 من قلب الجيش المصرى.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة