حالة من الارتباك يشهدها معسكر الحزب الجمهورى، قبل ساعات من انطلاق المناظرة الثانية بين مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون المقررة فى تمام الثالثة فجراً بتوقيت القاهرة، وذلك بعد توالى فضائح التسجيلات الجنسية القديمة، والتى جعلت الحزب يبدأ فى التفكير عن مرشح بديل قبل شهر من انطلاق ماراثون البيت الأبيض.
وبالرغم من إقدام عدد من قيادات الحزب الجمهورى على توقيع استمارات لسحب تأييدهم لدونالد ترامب، وفى مقدمتهم جون ماكين، إلا أن القانون يحول دون الدفع بمرشح بديل، إلا فى حالة الوفاة، أو انسحاب ترامب طواعية.
وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن اللجنة الوطنية الجمهورية فى حالة انعقاد دائم خلال عطلة نهاية الأسبوع مع محامى الحزب للبحث عن مخرج قانونى يتيح استبدال ترامب، بعد تراجع اسهمه فى أعقاب فضيحة التسجيلات الجنسية.
وذكرت صحيفة "بولتيكو" فى تقرير لها الأحد، بحسب أعضاء من الحزب الجمهورى، إنه منذ اكتشاف الفضيحة مساء الجمعة، فإن اللجنة تبحث إستراتيجيتها الانتخابية، لكن ضيق الوقت وعدة عوامل أخرى، يجعل من فكرة استبدال ترامب احتمالاً شبه مستحيل.
وبدأت سلسلة الفضائح التى طالت المرشح الجمهورى مساء الجمعة، بعدما نشرت صحيفة واشنطن بوست تسجيل فيديو قديم، يتحدث خلاله بشكل مهين للنساء وكشف عن محاولاته غواية إحدى النساء المتزوجات لمعاشرتها لكن دون جدوى، كما ضم التسجيل حديث لترامب عن محاولته لمس النساء من أماكن حساسة وتقبيلهن.
وبحسب المقاطع التى تم نشرها، قال "ترامب": "عندما تكون شهيرا تستطيع أن تفعل أى شىء مع النساء"، وفى مقطع آخر يقول إنه ينجذب "تلقائياً" إلى السيدات الجميلات، مواصلا حديثه "أبدأ ببساطة بتقبيلهن.. ولا أنتظر.. ولو أنك كنت نجما فإنهن يستجبن".
ويتبقى هناك عدة عراقيل تجعل من الصعب طرح مرشح بديل، فبحسب شبكة "سى.إن.إن"، الأمريكية الإخبارية، فإنه يستحيل تغيير اسم أى مرشح فى الوقت الراهن مشيرة إلى أن الآلاف من البطاقات الانتخابية قد تم ملئها فيما يعرف بالتصويت المبكر في عدة ولايات.
وأضافت أن المواعيد القانونية لتغيير أسماء المرشحين على ورقة الاقتراع قد مضت وأصبح الحزب الجمهورى "متورطاً" مع ترامب، واستشهدت شبكة الأخبار الأمريكية بقوانين اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى وتحديدا القاعدة (9)، تسمح لأعضاءه بتغيير مرشحهم في حالة الوفاة، أو "الاعتراض عليه ضمن أسباب أخرى"، دون أن تحدد تلك الأسباب.
وتابعت "سى إن إن" أن طرح فكرة انعقاد اللجنة الوطنية الآن لاختيار مرشح جديد هو أمر مستحيل، حيث إن الباب لمثل هذا الإجراء قد تم فتحه فى أغسطس الماضى وانقضت الفترة الرسمية المحددة لتغيير اسم المرشح.
وتشير صحيفة بولتيكو إلى أنه بحسب قوانين الحزب فإنه لا يمكن التصويت على بديل إلا فى حالة إنسحاب المرشح رسميا من السباق الانتخابى، لكن ترامب يصر على البقاء حيث أعلن مساء السبت "إن فرص إنسحابه هى صفر".
وتضيف الصحيفة الأمريكية أنه حتى لو قرر ترامب الإنسحاب، فإن عملية إختيار بديل لا تزال معقدة، ففى الوقت الذى يطرح فيه العديد من أعضاء الحزب أسم نائبه مايك بنس، حاكم ولاية إنديانا، كبديل، فإنه لا يمكن القيام بهذا بشكل تلقائى.
فبحسب القواعد الرسمية للحزب فإنه إما أن يتم إستدعاء جميع المندوبين الإنتخابيين أو يتم عقد تصويت بين أعضاء اللجنة الوطنية الجمهورية الـ168، حيث يحتاج المرشح الحصول على أغلبية الأصوات للترشح، وهو ما قد يحتاج إلى دورتين من التصويت.
واستبعد أحد أعضاء اللجنة احتمالية تغيير ترامب قائلًا: "إنه أمر غير واقعى ومحفوف بالمخاطر السياسية إذا تم عمل التماس فى 50 ولاية مختلفة لتغيير البطاقات الانتخابية".
فى المقابل، استبعد الحزب الديمقراطى فكرة تغيير المرشح المنافس، حيث قال مارك إلياس، المحامى العام لحملة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون إنه لا سبيل لتغيير ترامب، وهذا الإجراء وقته قد مضى، معرباً عن ثقته الكاملة فى أن دونالد سيكون المرشح المنافس عند انطلاق مارثون الانتخابات.
ومع ظهور الكثيرين من الجمهوريين الرافضين للتصويت لصالح ترامب في الانتخابات، هناك البعض الذى رأى أنه مع ذلك سيصوتون لنائبه "مايك بينس"، بينما استبعد آخرين التصويت لنائبه مشيرين إلى أنه الداعم رقم واحد لترامب وأن الدعوات للتصويت يمكن أن تكون خروجًا جيدًا من مأزق ترامب لكنها ليست حلًا مجديًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة