مجدى شلش القيادى الإخوانى، الذى هرب مؤخرا لخارج مصر، وكان رفيقا لمحمد كمال عضو شورى الجماعة، وقتل الأسبوع الماضى بمنطقة البساتين كشف عن تفاصيل كثيرة توضح سلوك إدارة الإخوان بقيادة "كمال" ومفادها أن الجماعة استهدفت ضباط الشرطة وسعت للسيطرة على مؤسسات الدولة، وقد أدى كشف هذه المعلومات لانفجار بركان الخلافات داخل الإخوان.
القيادة الجديدة لـ"عواجيزالجماعة": محمد كمال كشف انبطاحكم للغرب
وتبادلت الجبهات المتصارعة داخل الإخوان الاتهامات، ففى الوقت الذى اعتبرت فيه جبهة "العواجيز" الموالية لمحمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، اعترافات مجدى شلش إثارة للفتنة على غرار ما حدث فى الفتنة الكبرى بين "على بن ابى طالب، وبين معاوية"، ردت الجبهة الجديدة (المناوئة لعزت وجبهته) قائلة: إن محمد كمال كشف انبطاحكم للغرب.
لم تتوقف الاتهامات عند هذا الحد بين الجبهات المتصارعة داخل جماعة الإخوان الإرهابية بل شبهت الجبهة الجديدة محمد كمال بحسن البنا مؤسس الجماعة، مؤكدين على أن القيادات التاريخية خالفت نهج المرشد الأول، ومن جهتها ردت القيادات التاريخية على تصرفات مؤيدى محمد كمال بأن اعتبرت أنها أفعال تخدم أعداء الجماعة.
قال المهندس محمود إبراهيم أحد قيادات الإخوان الموالية للجبهة الجديدة عن محمد كمال:" ما اشبه ميتتك بالإمام الشهيد، ربما لم تترك لنا كتبا ولا مؤلفات، ربما لا يعرفك الكثير لكنك اضفت لفكرة البنا بعدا جديدا فيما بعد العمل الدعوى، فأضفت لفكره البنا حسما اذا ما أدركت المواقف الفارقة، واضفت للفكرة حيوية و أضفت ديناميكية الوسائل".
ومن جانبه قال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، إن محمود عزت هو من افشل خطة محمد كمال، وعرقل قيادته للجماعة، وأدى إلى الهزائم التى تتكبدها الجماعة حاليا.
وأضاف القيادى الإخوانى، فى بيان له أن مجدى شلش كشف خيانة محمود عزت لمحمد كمال وللتنظيم، محملا إياه مسئولية الوضع الحالى للجماعة.
وفى ذات السياق كشف حمزة زوبع، القيادى الإخوانى، أن إخوان لندن أخبروا بريطانيا بأن محمد كمال ليس من جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن قيادات التنظيم أصبحت تنفر القواعد من محمد كمال.
وقال القيادى الإخوانى، فى تصريحات له على أحد القنوات التابعة للإخوان:"عار عليكم لما تتبرئوا من محمد كمال أمام بريطانيا، هذا خذلان ستتحملون وزره يوم الدين ولن يغفر الله لكم، فأنتم تذكرون ذلك فى بريطانيا وفى الصحافة البريطانية".
ووجه زوبع رسالة إلى قيادات الإخوان قائلا :"علينا تحديد مصير الجماعة إما نكمل أو اننا نتراجع خطوة، إحنا بنخسر وعلينا أن يكون لدينا خطة استراتيجية واضحة"
جبهة عزت تتهم "اللجنة الإدارية" بإثارة الفتنة
من جانبه قال رضا فهمى، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، المتواجد فى تركيا، إن مجدى شلش كشف كواليس ما تفعله جبهة محمود عزت داخل الإخوان، مضيفا فى بيان له أن على قواعد الجماعة ان تنتبه لما يحدث داخل الجماعة.
واتهم الدفراوى ناصف، القيادى الإخوانى الموالى لجبهة "عزت" بعض أعضاء اللجنة الإدارية العليا للجماعة بإثارة الفتن داخل التنظيم بعد مقتل محمد كمال قائلا فى بيان له :"دائما فى وقت الفتن يقوم أفراد من داخل الصف بإشعالها راجعوا الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما".
كما اتهم عدد من قواعد الجماعة الموالين لجبهة عزت، جبهة الإدارة الجديدة بتشويه الجماعة، مؤكدين أن اعترافات "شلش" كان يجب أن لا تخرج لوسائل الإعلام نظرا لأنها سوف تستخدم كوثيقة لإثبات العنف على الجماعة، وايضا سوف تستخدم كخيط لإلقاء القبض على عناصر التنظيم من قبل أجهزة الأمن.
ومن جانبه علق طارق البشبيشى القيادى السابق بجماعة الإخوان على هذه الأمور، قائلا إن :"مقتل محمد كمال عضو مكتب إرشاد الإخوان ضربة قوية لتنظيم الإخوان وجناحه المسلح، متوقعا أن تكون هناك خلايا إرهابية نائمة تنتظر فقط الظروف الملائمة وغفلة أجهزة الأمن حتى تنشط مرة أخرى.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن مقتل محمد كمال رأس اللجان النوعية سيجعل الجماعة ومن يدعمونهم فى الخارج يتراجعون، متابعا: "الحدث ضخم جداً ويمثل زلزالا ستستمر تداعياته واهتزازاته داخل التنظيم فترة كبيرة، فلن يكف الإخوان أبداً عن مؤامراتهم وعداوتهم لمصر، لكن ستتغير استراتيجيتهم لمواكبة هذه المتغيرات، وسيحاولون التملص من خط وأسلوب محمد كمال وسيلقون باللائمة على قراراته الخاطئة التى سببت لهم هذه المحن والأزمات".
وكان مجدى شلش القيادى الإخوانى، والذى كان مقيمًا مع محمد كمال عضو مكتب الإرشاد كشف عن خطة الإخوان واستراتجيتها الفترة الماضية، مؤكدًا أن الإخوان اتبعت أسلوب الإنهاك والإرباك لإفشال الدولة المصرية.
وقال "شلش" فى اعترافاته إن الجماعة كانت تستهدف السيطرة على مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أنهم أصلوا شرعيًا لما وصفه العمل الثورى الذى يعنى انتهاج أعمال العنف، قائلًا "الهيئة الشرعية لإخوان أصدرت تأصيلا شرعيا للتعامل مع كل من دعم 30 يونيو".