ما الذى تفعله عندما تتلف منك غسالة أو ثلاجة أو تليفزيون قديم وتصبح تلك الأشياء غير صالحة للاستخدام تماما وتتحول لرفات غير مفيدة ؟ لا شك ستبحث عن مقلب أو مكب أو صندوق للقمامة وتلقى بها، ولكن حتى ذلك الترف لا يوجد فى قريتنا جزيرة الشورانية التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر وأقول جزيرة لأنها هكذا نعم جزيرة قابعة فى قلب النيل ولكن يبدو أن قدر جزيرتنا ككل الجزر الواقعة فى النيل فلا صرف صحى مطلقاً ونحن نقدر صعوبة ذلك وتكلفتها ولذلك فنحن الذين نقوم بتلك المهمة مهمة الشفط من خلال سيارات استئجار سيارات باهظة التكلفة كى تسحب وتذهب لأماكن بعيدة وتعبر النهر.
كل ذلك مفهوم ومقدر ولكن غير المفهوم هو عدم وجود صندوق أو مكب قمامة واحد فى القرية كلها خمسة وثلاثون ألف نسمة وكأنه لا توجد لهم نفايات أو قمامة ولذلك فعندما يموت حمار ما مثلاً أو دون ذلك فلا سبيل للمواراة والتخلص سوى بإلقائه خلسة فى النهر فى جنح الليل أو حتى جهاراً نهاراً وإلا بالله عليكم ما الذى يمكن عمله فلا توجد حولنا صحراء أو رمال أو أراض خالية بل كلها أراض زراعية والمساحة محدودة وحتى لو ذهبت كى تتخلص منها فى أبعد مكان بعيد عن قريتنا عليك أن تعبر النهر وتدفع رسوم لك وللحمار الميت شأنه شأن الإنسان وتبحث له عن مقبرة فى البلاد المجاورة شأنه شأن الإنسان، وهكذا فما ينطبق على الحيوانات النافقة ينطبق على الأجهزة الكهربائية والبلاستيكية التى لا تتحلل ولا يمكن الاستفادة من بقاياها المعدنية.
لذلك سطرنا لكم مشكلتنا العجيبة فنحن حقيقة خارج سياق الخدمات وربما التاريخ رغم أن شباب قريتنا ذهبوا إلى أعالى الصين تجارة والعودة للقرية ويتناثرون فى شتى أصقاع الدنيا، ولكن لا توجد لدينا صناديق القمامة ويا ويل من يلقى بورقة أو حذاء قديم فكل واحد حريص على بيته وشارعه وذلك لا يعنى أننا وصلنا لنظافة سويسرا والسويد فكيف لنا أن نصل لذلك ولا يوجد لدينا صندوق واحد لجمع القمامة على رأس القرية وتأتى سيارة مرة واحدة كل شهر حتى ؟.
لذلك فما نطلبه أحبتى هو صندوق واحد لكل نجع من نجوع القرية وتأتى سيارة للجمع مرة حتى كل شهر أو شهرين أو ثلاث، هل هذا بكثير ؟ لا أعتقد فى وقت ينظر فيه الوطن لمصر 2030 ودمتم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة