كشفت وزارة الموارد المائية والرى عن وضع 4 خطط و سيناريوهات، لمواجهة مخاطر الأمطار المتوقعة على منطقة غرب الدلتا بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة، لضمان عدم تكرار أزمة غرق الأراضى الزراعية والعديد من منازل الأهالى وبعض المنشآت المدنية التى حدثت العام الماضى.
وأوضح الدكتور مصطفى أبو زيد رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، أنه تم اﻻتفاق بين أعضاء اللجنة التى تم تشكيلها برئاسة الوزير وعضوية رؤساء الهيئات والمصالح، على استمرار حالة الطوارئ القصوى بين الأجهزة مع بدء تخفيض مناسيب مياه المصارف والترع على مستوى محافظات شمال ووسط الدلتا، وذلك استعدادا لاستقبال أى كميات متوقعه من مياه الأمطار.
وأضاف أبو زيد، فى تصريحات صحفية خلال الجولة التفقيدية التى قام بها رؤساء المصالح و الهيئات بالوزارة، لمواقع المشروعات الجديدة التى يتم تنفيذها وتفقد المناطق والنقاط الساخنة المعرضة لاستقبال مياه الأمطار، لضمان جاهزيتها الكاملة لأى حالة طوارئ، أنه تم الانتهاء من كافة الإجراءات اﻻحترازية بما فيها تطهير وتعميق وإزالة التعديات على جميع المصارف وإحلال وتجديد محطات رفع المياه، وإزالة كافة التحديات السابقة بتكلفة تصل الى بتكلفة 700 مليون جنيه، تم تمويلها من صندوق تحيا مصر لحماية المحافظتين من التغيرات المناخية.
وأوضح الدكتور عصام خليفة رئيس الهيئة العامة لمشروعات الصرف، أن الوزارة بأجهزتها على كامل الاستعداد لاحتواء أية كمية مياه أمطار متوقعة بمناطق غرب الدلتا خلال موسم الأمطار، حيث تم تخفيض منسوب المصارف الزراعية المتجهة لمحطتى المكس 1، 2 من مصرف العموم ومن بحيرة مريوط ومنها إلى البحر، علاوة على إزالة 14 ألف حالة تعدى، من إجمالى 20 ألف حالة على المصارف فقط .
أوضح رئيس الهيئة العامة لمشروعات الصرف، أنه تقسيم المصارف الزراعية منطقة غرب الدلتا إلى 30 منطقة وتوزيع جميع المهندسين والفنيين مع معدات الطوارئ، وربطهم بغرفة عملية مركزية للتحرك السريع بالمناطق الساخنة والتواجد بها فى أقل من نصف ساعة، حيث يتم التواصل باستخدام تكنولوجيات المحمول بالتواصل بالصوت والصورة.
أضاف خليفة، أنه تم تحديد جميع النقاط الحرجة ،واعتماد 4 سيناريوهات بديلة فى حالة زيادة كمية الأمطار الساقطة عن المتوقع لاحتواء أى مخاطر محتملة الغرق الأراضى والمساكن والمواطنين بالقرى والمدن المحيطة بمنطقة غرب الدلتا .
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى أبو زيد رئيس مصلحة الميكانيكا، إن مشكلة الغرق كانت فى منطقة القلعة وحلق الجمل وغرب مطار الإسكندرية وأدكو وإبراهيم والدراجات وزرقون والبواسير وغرب البرلس القديمة وبرسيم، وهو ما تطلب تزويد هذه المناطق بمحطات طوارئ، مشيرا إلى أن محطة المكس لرفع مياه الصرف الزراعى بنطاق محافظة الإسكندرية، والتى تخدم 550 ألف فدان وتوقفها أو تعرضها للتوقف بسبب غرق مدينة الإسكندرية بالكامل، وهو ما تم إجراؤه من خلال محطات طوارئ عملاقة تعطى نفس كفاءة المحطة الأصلية فى صرف المياه الواردة سواء من الصرف الزراعى أو الأمطار، موضحا أنه تم الانتهاء من إعادة تأهيل 5 محطات لرفع مياه الصرف، لتحسين حالة الصرف فى مساحة 220 ألف فدان بمختلف المحافظات.
وأضاف أبو زيد خلال الجولة التفقدية لقيادات الرى بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة، أنه تم تجهيز 12 وحدة طوارئ، للعمل فى محطة المكس لاستيعاب أى كميات من الأمطار خلال موسم الشتاء الحالى، بالإضافة إلى تجهيز 25 محطة رفع فى محافظة البحيرة والإسكندرية، مشيرا إلى أن صندوق تحيا مصر خصص 700 مليون جنيه، حيث تم تخصيصها لمصلحة الميكانيكا من خلال اعتماد 643 مليون جنيه بقيام الهيئة الهندسية، لإقامة محطات رفع مياه الصرف الجديد.
وكشف رئيس مصلحة الميكانيكا، عن إعداد خطة تنفيذية لإقامة 35 محطة جديدة بمختلف المحافظات، منها 8 محطات فى الدلتا، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية توضح تغير وتيرة المناطق المطرية فى مصر، معربا عن أمله أن تتحول مصر إلى دولة مطيرة، مؤكدًا أن مصلحة الميكانيكا والكهرباء أعدت خطة شاملة لمواجهة أزمة السيول والحد من خطورتها العام الحالى، حيث تم عمل خطة عاجلة بتمويل من المصلحة، بالإضافة إلى قروض ومنح وتمويل من صندوق "تحيا مصر".
أوضح أبو زيد، أن المصلحة قامت بتوفير قطع الغيار اللازمة لعمل "عمرات" للوحدات الرئيسية بمحطات الرفع بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة وتجهيزها قبل موسم الشتاء والانتهاء منها، بالإضافة الى تدبير وحدات طوارئ جديدة، وصيانة الوحدات القديمة وتجهيزها، وتوفير ما يلزم من مواسير ولوحات توزيع وتركيبها بالمحطات الحرجة.
وأشار رئيس مصلحة الميكانيكا، إلى أن المصلحة قامت بإسناد بعض الأعمال الكهربائية للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتى شملت توريد وتركيب لوحات جهد متوسط ومنخفض ومحركات كهربائية وبادئ حركة لمحطات المكس 1 و2 والطابية، كما تم إسناد توريد 8 ماكينات تنظيف شبك الأعشاب لمحطات غرب الدلتا، وتركيب 28 وحدة طوارىء، مشيرا إلى أن البنك الإسلامى للتنمية وافق على توريد قطع غيار وصناديق تروس لمحطات غرب الدلتا بتكلفة تقديرية 7 مليون دولار، وجارى السير فى إجراءات الطرح، كما تم الانتهاء من الخطة العاجلة لحماية البحيرة والإسكندرية من السيول، رغم الحاجة إلى دعم من صندوق "تحيا مصر" لاستكمال إنشاء محطات الميكانيكا ورفع رصيف المكس، وإنشاء أسوار وحائط خرسانى لتأمين بعض المحطات بغرب الدلتا من ارتفاع المياه .
واكد أبو زيد، أن الخطة العاجلة لحماية البحيرة والإسكندرية من السيول تحتاج دعم من "تحيا مصر" لاستكمال إنشاء محطات الميكانيكا، موضحا أن ارتفاع سعر الدولار تسبب فى عدم استكمال المحطات وحاجتها إلى تمويل اضافي.
ومن جانبه قال المهندس إبراهيم سلمان رئيس قطاع صرف منطقة غرب الدلتا، إن الخطة التى تم اعتمادها لمنع تكرار أزمة السيول التى تعرضت لها المحافظتين تضمنت حلول عاجله وأخرى يتم تنفيذها، حيث تم البدء فى تأهيل المصارف لاستيعاب مياه الصرف الزراعى والصحى سواء بتعميقها أو بتعلية جسور بعضها، وذلك وفقا للمناسيب الهندسية الملائمة بالإضافة إلى إزالة العديد من التعديات على هذه الجسور والتى تسببت فى غرق لبعض الأراضى الزراعية لارتفاع منسوب المياه بالمصارف، كما تم فتح مغذيات من صرف العموم حتى يتم التوازن المائى داخل بحيرة مريوط، البالغ مساحتها 22 ألف فدان، لضمان سريان الماء بمناسيب متوازنة وتجديد المياه التى تستفيد منها وزارة الزراعة فى المزارع السمكية، فضلا عن رفع كفاءة محطات الرفع وشبكات المصارف والرى بمحافظة الإسكندرية، وزيادة عدد وحدات الرفع بمحطة أبيس والقلعة، وتعلية وترميم مصرف العموم وتعلية مسافة 20 كيلو مترا للجسور وعمل بوابات للفتحات بالجسور المغذية لحوض بحيرة مريوط، وتوسيع وتعميق طرد محطة المكس، وتأهيل مصرف تعمير الصحارى 1 وعمل ازدواج لتغطية المصرف بطول 1.2 كم بقطر 1.5متر، مع إزالة قنطرة المصب على مصرف تعمير الصحارى الرئيسى.
وأكد رئيس قطاع صرف منطقة غرب الدلتا، أنه بتنفيذ الأعمال المطلوبة التى تم وضعها فى إطار زمنى محدد فلن تكون هناك مشكله على الإطلاق فى مواجهة بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة فى مواجهة أية نوات أو كميات أمطار، لأن هذه الأعمال سوف تساعد على زيادة قدرة شبكات الرى والصرف على استيعاب أى كميات من الأمطار علاوة على وجود مصرف النوبارية، مشيرا إلى دراسة الاستفادة من مياه الأمطار بضخها بأسلوب هندسى إلى امتداد ترعة الحمام بمحافظة مطروح لزراعة 300 ألف فدان جديدة، على أن تشمل الدراسة معالجة مياه الصرف الزراعى من خلال إنشاء محطات معالجة.