كشف المؤتمر الذى عقده اليوم الخميس، المعهد القومى للأورام عن الأدوية الجديدة التى غيرت عالم علاج الأورام، فمنذ سنوات ظهرت الأدوية الموجهة، والتى تستهدف الورم فقط دون المساس بالخلايا السليمة، بعد أن كانت العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية هى السائدة فى علاج السرطان، ثم ظهرت الأدوية المناعية التى وصفها أطباء علاج الأورام بأنها الأمل فى تحقيق الشفاء من السرطان بعد أن كان من الصعب تحقيقه فى السنوات القليلة الماضية.
المشاركون فى مؤتمر المعهد القومى للأورام
ومن جانبها، أكدت الدكتورة رباب جعفر أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام، أن العلاج المناعى يعمل على تحفيز جهاز المناعة والتغلب على السرطان، وأدى إلى نتائج علمية فى الحالات المتقدمة أدت إلى تحسن المريض لفترات طويلة غير مسبوقة، موضحة أن الأعراض الجانبية مختلفة مقارنة بالعلاج الكيميائى، موضحة أن هذا العلاج لا يسبب الأعراض المتعارف عليها من العلاج الكيميائى، مثل القئ وسقوط الشعر والتأثير على خلايا الدم، ولكن هناك أعراض أخرى مثل انخفاض فى وظائف الغدة الدرقية، والغدة النخامية، وقد يحدث إسهال لذلك يجب أن يشترك فى متابعة، وعلاج هؤلاء المرضى مجموعة كبيرة من التخصصات.
وأشارت خلال كلمتها بالمؤتمر إلى أن جميع الأبحاث أثبتت أن هذا العلاج قد يكون فى المستقبل من أهم أنواع الأدوية لعلاج هذا المرض فى المراحل المتقدمة.
خلال افتتاح المؤتمر
بينما قال الدكتور أحمد مجدى مدرس طب الأورام بالمعهد القومى للأورام، أن هناك دراسات تجرى حاليًا على العلاج المناعى الجديد لعلاج معظم أنواع الأورام فى الحالات المتأخرة، بعد أن ثبت نجاحه فى أورام الرئة، والمثانة، والغدد الليمفاوية، ويتم دراسته حاليًا فى سرطان الثدى والمعدة والقولون.
وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر، أنه فى أكتوبر الماضى تم الموافقة عليه من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية" FDA"على استخدامه كخط أول فى علاج سرطان الرئة المتقدمة، مشيرًا إلى أن تكلفة علاج مرضى الحالات المتقدمة بالعلاج المناعى الجديد حوالى 174 مليار دولارًا فى العام الواحد، فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، طبقًا لما نشرته مجلة "Health Economicsهليث ايكنوميكس 2015 ".
وأكد الدكتور محمد الشيمى أستاذ جراحة الثدى بانجلترا، أنه يتم تحفيز الجهاز المناعى بأدوية المناعة للمريض لمقاومة الخلايا السرطانية، والتغلب على الخلايا السرطانية التى لا تستجيب للعلاج الكيماوى أو الإشعاعى، موضحًا أن أدوية المناعة تساعد على تحفيز الجهاز المناعى فى جسم الإنسان لمقاومة الخلايا السرطانية.
وأشار خلال كلمته بالمؤتمر إلى أنه فى العمليات الجراحية التى تقتضى على الجراحين التدخل فى استئصال بعض الغدد الليمفاوية تحت الإبط، يتم استئصال الغدد الحارثة فقط والبعد عن استئصال الغدد الليمفاوية الأخرى المتعلقة بالذراع نظرًا للمضاعفات التى تصيب زراع السيدة بعد استئصال الثدى.
عميد معهد الاورام والدكتور حسين خالد
ومن ناحيته، قال الدكتور أحمد الخضرى أستاذ علاج الأورام بمعهد الأورام القومى بجامعة القاهرة، أن العلاج الجديد للسرطان نقل العالم من العلاج بالأساليب التقليدية فى العلاج مثل الجراحة، والعلاج الإشعاعى ،والعلاج الكيميائى، إلى مرحلتين المرحلة الأولى ما يسمى بعلاج الموجة، والثانى ما يسمى بالعلاج المناعى، مشيرًا إلى أنه يعمل على تحفيز مناعة الجسم الموجودة بالفعل لمهاجمة خلايا السرطان وقتلها.
وأشار خلال كلمته بالمؤتمر إلى أن العلاج المناعى لا يهاجم الخلايا المناعية وإنما يحفز الجهاز المناعى للمريض أن يقتل الخلايا السرطانية.
خلال افتتاح المؤتمر
وأوضح أن جهاز المناعة يقتل جميع أعداء الجسم البشرى من ميكروبات، وفيروسات، والبكتيريا، وأيضا يستطيع قتل الخلايا السرطانية، لكن المشكلة فى أن الخلايا السرطانية تستطيع تعطيل الجهاز المناعى بالجسم، وبالتالى تستمر فى التكاثر، وأداء الجهاز المناعى بالجسم محكوم بنظام دقيق، موضحًا أن الجهاز المناعى يهاجم الأجسام الغريبة عن الجسم، ولا يهاجم مكونات الجسم البشرى، وعندما يحدث خلل فى الجهاز المناعى يمكن أن يهاجم الجسم نفسه، والأدوية المناعية تعمل على إطلاق العنان لجهاز المناعة، وبالتالى يمكن أن يسبب عدد من المضاعفات، مثل حساسية أو التهابات الجلد فى أجهزة الجسم، مثل التهابات الرئة، أو الغدد الصماء أو هبوط بالضغط .
وأضاف أن سعره مرتفع جدًا، وجميع المرضى فى أوروبا وأمريكا يتم علاجهم بالأدوية المناعية من خلال الدراسات الإكلينيكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة