ترامب يستعد لتغيير جذرى فى واشنطن يشمل الجيش والوكالات التنفيذية والمحاكم الفيدرالية.. الرئيس الجديد يفكر فى سبل لإعادة توحيد البلاد وسط احتجاجات ضده.. والمخابرات تبدأ فى إطلاعه على المعلومات السرية

بعد ليلة استثنائية فى تاريخ الولايات المتحدة، أعقبت الفوز غير المتوقع للمرشح الجمهورى دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة، شهدت العديد من المدن الأمريكية احتجاجات شارك فيها الآلاف، للتعبير عن رفضهم أن يكون ترامب رئيسهم، فى واقعة نادرة فى التاريخ الأمريكى.

وكشف مستشارون لترامب عن تفكيره فى سبل لإعادة توحيد الولايات المتحدة، وسط اندلاع الاحتجاجات، التى رفعت شعار "ليس رئيسى".

مسيرات طلابية ضد ترامب

وشهدت الجامعات فى أنحاء الولايات المتحدة، مسيرات طلابية ضد ترامب، وقام محتجون بتهشيم النوافذ فى ولايات كاليفورنيا وأوكلاهوما وإشعال النيران فى صناديق القمامة. واحتج الآلاف فى العديد من المدن، مساء الأربعاء، بما فى ذلك شيكاغو وفلادليفيا وسياتل ونيويورك، حيث تجمعت مظاهرات أمام برج ترامب فى مانهاتن.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن من بين المرشحين للإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب، أعضاء من الدائرة الداخلية لترامب، ومن بينهم المتحدث السابق باسم مجلس النواب، نويت جينجرتش، المعروف بآرائه المتشددة، وكريس كريستى، المرشح السابق فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى.

وتضم الأسماء المقترحة أيضا السيناتور جيف سيزونس من آلاباما، وهو مستشار رفيع فى القضايا السياسية، وكذلك ستيفن ميوتشين، رجل الأعمال الذى عمل مستشار مالى لترامب، ورودولف جوليانى، العمدة السابق لمدينة نيويورك.

ترامب يحاول توحيد الشعب الأمريكى

غير أن مستشارين لترامب كشفوا عن رغبته فى البحث عن سبل لإعادة توحيد الولايات المتحدة مرة أخرى. فسرعان ما تبنى قادة ديمقراطيون قضية الإنفاق على البنية التحتية التى تمثل أولوية سياسية وبرزت فى خطابه عقب إعلان فوزه بالرئاسة.

من ناحية أخرى، قال مسئولون مخابرات حاليون وسابقون إن وكالات المخابرات الأمريكية، ستبدأ قريبا فى إطلاع الرئيس المنتخب دونالد ترامب على نفس معلومات الأمن القومى عالية السرية، التى يتم إبلاغ الرئيس باراك أوباما بها.

تقارير معلوماتية للرئيس الجديد

وقال المسئولون إن تقارير المعلومات التى يعدها محللون مخابراتيون مخضرمون، والتى سيبدأ إطلاع الرئيس المنتخب عليها فى غضون الأيام القليلة القادمة ستشمل بعضا من أدق الأسرار الحكومية.

وتشمل هذه المعلومات تفاصيل عمليات التجسس، وطرق جمع المعلومات السرية كعمليات التنصت المثيرة للجدل التى تقوم بها وكالة الأمن القومى، ولم يعلق مكتب مدير المخابرات الوطنية - الذى سيكون مسئولا عن إحاطة ترامب بهذه المعلومات، على الفور.

ماذا يحدث بعدما يصبح المرشح رئيسا ؟

وقال جون مكلو خلين، المساعد السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية،: "إننى متأكد من أن وكالات المخابرات ستتعامل مع هذه الإحاطات باحترافية مطلقة".

وأضاف "لقد رأيت التحول، الذى يحدث عندما يصبح المرشحون رؤساء، ويدركون المسئولية الهائلة، الملقاة على عاتقهم، و لا نستطيع سوى أن نأمل أن يحدث هذا مجددا".

من جهته، قال بول بيلار كبير المحللين السابق بوكالة المخابرات المركزية "لقد حصل الرئيس المنتخب على المباركة النهائية من الشعب الأمريكى وهو الشخص الذى تعرف وكالات المخابرات أنها ستقدم له خدماتها على مدار السنوات الأربع القادمة".

وعقب تأكيد ترشيحه لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهورى، قدم مسئولون فى المخابرات إلى ترامب وفريق صغير من مستشاريه، إحاطات عامة عن التهديدات وقضايا السياسية الخارجية، التى تواجه الولايات المتحدة.

واشتملت إحاطات ما قبل الانتخابات، على بعض المعلومات السرية، لكنها لم تتناول أى تفاصيل تخص العمليات السرية أو طرق جمع المعلومات.

وفى نفس السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن واشنطن، بدأت نقل السلطة الأربعاء، فى الوقت الذى يبشر فيه صعود الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتغيير جذرى فى كل جوه العاصمة من الجيش، وحتى الوكالات التنفيذية والمحاكم الفيدرالية والمؤسسات المالية والسياسية، مشيرة إلى أنه يعتزم تعيين جمهورى متشدد يدعى كرس كيوباش، سبق أن تبنى مواقف معارضة للاجئين واستضافتهم.

أوباما يتصالح مع الرئيس الجديد

 وقدم أوباما، الذى سبق أن ندد بترامب مرارا وقال إنه لا يصلح قائدا، لهجة تصالحية وتعهد بالعمل مع خليفته، لضمان الانتقال السلمى، ومن المقرر أن يلتقى الرجلان اليوم الخميس.

وبعدما سيطر الحزب الجمهورى، على البيت الأبيض وفاز بأغلبية فى مجلسى الكونجرس، يخطط ترامب لبرنامج قوى وشامل لتفكيك سياسات أوباما والتبشير بعهد جديد من الحكم المحافظ.

 وبالنسبة للحزب الجمهورى، هناك مؤشرات على الوحدة بعد موسم أثار فيه ترشيح ترامب حالة من الانقسام، وقال بول ريان، رئيس مجلس النواب، الذى سبق أن تخلى عن ترامب فى الأسابيع الأخيرة من الحملة، بأن يعملا معا، على أجندة إيجابية من أجل معالجة التحديات الكبرى.